السريحة هم ملح الأرض في بناء هيكل تنظيم الإخوان، تكوين الثروات الهائلة تمت بجهد الشغيلة السريحة، جابوا برندات بنك فيصل الإسلامي في سبعينيات القرن الماضي يسوقون لبيع وشراء العملات، دولار – استرليني – ريال نغمات تتردد لجذب الزبائن المارة، اطلاقهم بتدبير تام ومنهج منظم بعد المصالحة مع نظام نميري في العام 1977م، الإعداد لبناء القوة من مال وتحريك دبابات جاء بجهد وضرب السريحة في الأرض، توزعت أيضاً مجموعاتهم ونظمت مكاتبها من بروكسل ولندن إلى معظم دول الخليج وكانت شيكات بنك فيصل الإسلامي عنوان الثقة بينهم والزبون لاستلام المقابل في السودان بعد تسلم العملة الصعبة في الخارج. بعد أن دانت لهم الثمرة عبر الكذبة الشهيرة ( يذهب البشير إلى القصر رئيساً والترابي إلى السجن حبيساً ) ، جاء دور التموضع والتمكين، أغلب السريحة وجدوا أنفسهم في البنوك والصرافات وتحكموا في توجيه التسهيلات لصالح الملأ من ساداتهم، ملايين من الدولارات تحجز خصيصاً للنافذ لمقابلة تصدير الهدي، صقر قريش الأجنبي يستجلب وذاك التركي لتغطية تسهيلات بنكية، بنوك أفلست لأن سحب التسهيلات لم يكن يقابله سداد وبنية مبيتة أساساً لاعتبارها ديوناً معدومة ، تعاظم دور الشغيلة السريحة وانطلقوا عبثا يعيثون فساداً في سجلات الأراضي الحكومية والأوقاف الخيرية ووزعوا الأراضي حلالاً خالصاً بين العصبة من أقوياء التنظيم، نزع الله الحكم من بينهم نزع عزيز مقتدر بثورة ديسمبر، تشتت الزعماء من تنظيم الإخوان في فيافي الأرض وكانت مقارهم ومنهوباتهم في تركيا وماليزيا وغيرها، بقي في أرض السودان ملح الأرض السريحة مع منهوبات وفي استرداد الشعب لها يعني عودتهم إلى حياة الفقر والعوز وتختفي الفارهات والشاهقات من العمائر. تلك هي قصة بناء الهيكل الراتبي لتنظيم الإخوان من مال الشعب السوداني ، فللطبقة العاملة من السريحة الفضل في البناء وهرب علية الإخوان بالغنائم الكبيرة، معارك السريحة لإعادة بناء هيكل التنظيم لا تأتي من قناعة بل هي معركة المحافظة على ما اكتسبوه من معاشات وسبل كسب عيش يصعب التفريط فيها، يجمعهم التخريب في شركة الكهرباء وشبكة المياه وأعمدة التيار الكهربائي على الطرق الزراعية، ثم تتفتق حيلهم لاستخدام التفلتات الأمنية ويدفعون بالنيقرز وتسعة طويلة ثم الآن يقفون خلف الناظر ترك وحليفه المستثمرنجيب ساويرس المصري، وأولى مطالب الناظر ترك هو محو لجنة إزالة التمكين ليظل السريحة في نعيم بأموال منهوبة من الشعب السوداني. الهجمات علي ثورة ديسمبر تحركها عناصر السريحة، القطط السمان من فلول الإخوان تحصلت على الجوازات الألمانية والتركية والماليزية وتعيش في ديار تظنها بعيدة، ترسل الإشارات إلى السريحة لقفل طريق بورتسودانالخرطوم والميناء، تعطيل تنفيذ التحول الديمقراطي والانتقال إلى حكم المواطنة والقانون باستخدام كوادرهم السريحة في القضاء، تهيئة السودان لحكم عسكري بذريعة محاربة الإرهاب العالمي، جميعها حجج لتبقى السريحة في بعض الوزارات والبنوك والهيئات العدلية تسيطر لإعادة بناء الهيكل المالي للتنظيم ولربما يتحكم في المال الذي يعاد تكوينه وجوه أخرى ، فالسريحة كما هم حيوانات طفيلية تعيش حينما يتمكن الكيزان في الحكم.