إسحاق وآخرون تفاوتت فرصهم في اختراق الطرق للوصول إلى مراداهم، لكن قصصًا أخرى بدت استثنائية للبعض، ووفقًا لتقارير إعلامية خلال الأسبوع المنصرم فقد تمكن مهاجر سوداني من التسلل إلى بريطانيا عبر فرنسا بعد الاختباء لمدة أربعة أيام في سيارة مقطورة لعائلة بريطانية كانت تقضي إجازة في فرنسا قبل أن تعود للمملكة المتحدة، وعند وصولهم إلى منزلهم في بريطانيا فوجئت العائلة بشاب صغير يخرج من تحت السيارة، ونقلت التقارير أن الشاب ذا ال(17) عاما تمكن من التشبث في المحور الخلفي أسفل السيارة لمدة أربعة أيام. أما في العام 2015م فقد فقد تمكن عبد الرحمن هارون (40 عاما) المهاجر السوداني من المشي تحت بحر المانش الفاصل بين فرنساوبريطانيا قاطعًا أكثر من 50 كيلومترا على قدميه خلال يوم كامل. ووفقًا لتقارير فإن هذا أول تسلل ناجح عبر ثاني الأنفاق طولًا تحت الماء بالعالم وبحسب تقارير فقد تم اعتقال هارون قبل وصوله ضاحية فولكستون بإنجلترا في نقطة داخل النفق كان يأمل بالخروج منها ليطلب حق اللجوء الإنساني، ولكن في العام 2016م حصل هارون على اللجوء في المملكة المتحدة. نقاط عبور منذ سقوط نظام القذافي تعتبر ليبيا ممرًا رئيسيا للمهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عبر البحر لتصبح نقطة عبور رئيسية لشبكات تهريب البشر. ووفقًا لتقارير فقد عبر أكثر من 600 ألف مهاجر البحر المتوسط صوب إيطاليا على مدى السنوات الأربع الماضية، فيما تشير المنظمة الدولية للهجرة على موقعها الإلكتروني إلى أنه بحلول 30 مايو وصل 32080 شخصا إلى أوروبا بحرا حتى الآن هذا العام. وأن نحو 660 شخصًا لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر. من جانبه يشير إسماعيل عبد الله المهتم بأوضاع المهاجرين والأفارقة الموجودين في حديثه ل(السوداني) أمس أن أوضاع السودانيين بسجون ليبا سيئة، مشيرًا إلى أن أحد أقاربه عبر البحر إلا أن خفر السواحل الإيطالية رفضت استقبالهم مما جعلهم يبقون أسبوعا كاملا داخل البحر لتسقبلهم في نهاية المطاف أسبانيا وأضاف: "الكثير منهم مفقودون، إلى جانب وجود آخرين في السجون وسجن تاجور وأن بعضهم دخل في إضراب مفتوح عن الطعام". أما (ن، أ) 37 عاما الذي خرج من دارفور في العام 2014م يشير في حديثه ل(السوداني) أمس إلى أنهُ خرج عبر المطار إلى مصر، ثم عبر المراكب إلى إيطاليا، وبالقطار متوجهًا إلى فرنسا ومن آخر المدن الفرنسية إلى بريطانيا. لم تكن الرحلة من آخر المدن الفرنسية باليسيرة حيثُ كان مختبئًا في شاحنة، مشيرًا إلى أن الرحلة استغرقت منهُ حوالي شهرين ونصف وكلفتهُ أكثر من أربعة آلاف دولار. عام دموي تشير المنظمة الدولية الهجرة إلى أن العام 2018 من أكثر السنوات دموية بالنسبة للمهاجرين وأن عدد من لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط من شمال إفريقيا إلى أوروبا هذا العام زاد عن 1500 شخص، وذلك للسنة الخامسة على التوالي على الرغم من انخفاض عدد المهاجرين واللاجئين الذين يحاولون التوجه إلى إيطاليا عبر البحر بنسبة 80% مقارنة بالعام الماضي. ووفقًا لحديث المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة جول ميلمان فإن إجمالي عدد العابرين في مثل هذا الوقت من عام 2016 كان أكثر من ربع مليون، ولكن هذا العام، خاطر نحو خُمس هذا العدد فقط بحياتهم، وفي قوارب غير مناسبة للإبحار، لافتًا إلى أنهُ رغم انخفاض عدد المهاجرين لإيطاليا إلا أن معدلات الوفيات وصل إلى أعلى نقطة لها منذ بدء حالة الطوارئ"، وأن واحدًا من كل 17 شخصًا يموت أثناء محاولته العبور إلى إيطاليا، في حين أن عدد الوفيات في الطريق إلى إسبانيا يبلغ واحدًا من كل 70 شخصًا تقريبًا. وتشير المنظمة الدولية إلى أن أكثر من 55 ألف مهاجر ولاجئ دخلوا أوروبا عن طريق البحر هذا العام حتى الخامس والعشرين من يوليو، مقارنة بأكثر من 111 ألفًا في هذا الوقت من العام الماضي، وأكثر من 250 ألفًا في هذا الوقت من عام 2016.