وجد ميثاق سلطة الشعب الذي طرحته لجان مقاومة الخرطوم أمس الأول، قبولاً واسعاً وسط القوى السياسية بشكل عام، وأبدت ملاحظات قالت إنها طفيفة لا تقلل منه قيمته، واعتبرته صوتاً للشعب، ويمكن أن يصبح مخرجاً من الأزمة التي تمر بها البلاد، باعتباره يمثل حالة، وهو مشروع كبير يفتح طريق النصر والانعتاق من ويلات الكبت والشمولية. الخرطوم: وجدان طلحة نقاط الاختلافات ميثاق سلطة الشعب لا يختلف كثيراً عن الميثاق الذي طرحتة لجان مقاومة أخرى وميثاق تجمع المهنيين، فالأخير أشار إلى أن قوى الثورة تختار رئيس مجلس الوزراء، ولكن مواثيق لجان المقاومة في الولايات رأت أن المجلس التشريعي الانتقالي هو الذي يسمي رئيس مجلس الوزراء، لكن لجان مقاومة ولاية الخرطوم أشارت إلى أن قوى الثورة هي التي تسمي رئيس الوزراء، لكن المجلس الانتقالي يعتمد التسمية . والاختلاف بين الأجسام الثلاثة في تحديد مدة الفترة الانتقالية، فلجان مقاومة الخرطوم حددتها بعامين وقابلة للزيادة، فيما رأي تجمع المهنيين أن تكون (4) سنوات، وبما أن الفترة الانتقالية هي فترة إنجاز مهام ، فيمكن أن يتم إنجازها في أقل من (4) سنوات، ويمكن أن تزيد كذلك في ميثاق سلطة الشعب عن العامين، بالتالي يمكن الوصول هنا إلى نقطة اتفاق بتمديدها أو تقصيرها حسب المقترح. يوجد اختلاف أيضاً في عدد المفوضيات بين تجمع المهنيين الذي حددها ب(9) مفوضيات، ونحو (11) مفوضية في ميثاق سلطة الشعب، فتجمع المهنيين دمج بعض المفوضيات . من الملاحظ أن المواثيق المطروحة في الساحة السياسية مميزة بمضامينها الاقتصادية والاجتماعية للثورة السودانية وعدم إغفالها للهدف الأساسي للثورة وهو رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني، وكلها تحدثت بوضوح عن الحق في توفير الخدمات الأساسية وعلى رأسها التعليم والصحة. تصور إيجابي منذ انقلاب 25 أكتوبر الماضي شهدت الساحة السياسية عدداً من المبادرات والمواثيق، ناتجة من الإحساس بأن السودان وصل مرحلة خطرة الآن ولابد من المساهمة لدرء الخطر، لكن ما ينقصها هو (الماعون) الذي تصب فيه ويوصل الناس إلى حل . رئيس الحزب الاتحادي الوطني، د.يوسف محمد زين، القيادي بمجموعة القوى الوطنية، أشار، في تصريح ل(السوداني)، إلى أن لجان المقاومة هي التي تقود الآن الحراك بالشارع، ورأت أن القوى السياسية لم تستطع التوصل الحل الأزمة السياسية بالبلاد، وقال: "هذا تصور إيجابي في الجياة السياسية"، لافتاً إلى أنه ستتم دراسته بالتفصيل وأبدى رأياً حوله . محمد زين قال إن جميع المبادرات جهد إيجابي، لكن ما يوصل الناس هو أن يبادر الوطنيون غير المسيسين للدعوة لمائدة مستديرة، ومن ثم تحديد نقاط الاختلاف والالتقاء في المبادرات المطروحة الآن في الساحة السياسية، لافتاً إلى أن عدم الثقة والتخوين من البعض هو الذي أضر بالبلاد . النصر والانعتاق رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي "الشرعية الثورية"، الشريف صديق الهندي، يذهب في تصريح ل(السوداني)، إلى أن ميثاق سلطة الشعب يعكس صوت الشارع وتفكيره، وهو تعبر للموقف الثوري ومحاولة جريئة ومنتظرة لمعالجة مشاكل الفترة الانتقالية، وقال إن المشروع مطروح إلى النقاش وإيجابي بعمومياته، يمكن أن يتجاوز الإحساس بالإحباط ويذهب إلى أساس المشكلة، ومراجعة التجربة من انقلاب عوض بن عوف، كما أنه تجاوز الشراكة بين المدنيين والعسكريين والوثيقة الدستورية والعصف بها، وتجاوز التجربة التنفيذية لبرنامج الثورة. الهندي أكد أنه لابد من حل الأزمة، وإلا ستُطيح بالبلاد، داعياً الآخرين لأن يساهموا في الثورة لأنها ليست حيازة لشخص أو جهة معينة، فالثورة للجميع .. وقال: "نتمنى إلا يتم تصنيف الميثاق أو شيطنته، أو الدخول في نقاش عدمي"، معتبراً أنه صوت الثورة والثوار الحقيقيين، وخطوة تاريخية تتجسد في ملامحها تطلعات الشعب السوداني وأمنياته السياسية في بلوغ الديمقراطية والحرية والكرامة، وهو مشروع كبير يفتح طريق النصر والانعتاق من ويلات الكبت والشمولية، ويمثل الشرف الباذخ الذي تتوكأ عليه دماء الشهداء إلى جنات الخلد والفردوس الأعلى . تطلعات الشارع القيادي بالحزب الشيوعي، صديق يوسف، رحب، في تصريح ل(السوداني)، بميثاق سلطة الشعب الذي طرحتة لجان مقاومة الخرطوم أمس الأول، وقال إنه خطوة ممتازة، مشيراً إلى دور لجان المقاومة في الثورة السودانية، وأنها قائدة الحراك الآن في الشارع ومتمسكة بأن لا شراكة لا تفاوض ولا مساومة مع العسكر . وقال يوسف إن الميثاق يعبر عن تطلعات الشارع السوداني، منوهاً إلى أن الحزب الشيوعي سيقول رأيه بالتفصيل في الميثاق وسيسلمة للجان مقاومة الخرطوم ، منوهاً إلى أن الحزب بالعاصمة أبدى رأيه فيه، مشيراً إلى أن الساحة السياسية بها عدد من المواثيق ومن الأفضل أن يتم دمجها في ميثاق واحد. مائدة مستديرة الأمين السياسي لحزب الأمة القومي، د.محمد المهدي، أوضح في تصريح ل(السوداني)، أن من حق أي سوداني أن يدفع برؤيته، لكن العبرة بما يتفق عليه أهل السودان لإخراج البلاد من الأزمة الحالية. المهدي أكد أنه يجب عقد مائدة مستديرة لجمع القوى السياسية والمجتمعية للخروج باتفاق موحد، وفي النهاية تصبح وجهة نظر من كتب المواثيق، وهي غير ملزمة، والملزم هو ما يتفق عليه الناس . الميثاق وتطبيقة الخبير القانوني أحمد موسى أوضح في تصريح ل(السوداني)، أن الخطوة التي ابتدرتها تنسيقية لجان المقاومة بالخرطوم بإعلانها عن ميثاق سياسي هي خطوة أولى نحو الوفاق السياسي المطلوب باعتبارها أوجدت منصة مركزية سياسية جديدة تصلح لأن تكون محوراً يحرك كثيراً من الراكد السياسي، وقال إن الميثاق كرؤية سياسية تعد مادة خام مناسبة للتداول حولها وتطويرها على ألا تضحى وثيقة جامدة لا تقبل التعديل والتطوير سواء على مستوى الأفكار أو المؤسسات الموقعة عليه مع ضرورة وضع ملاحظات مهمة في منهجية وضع الميثاق وتطبيقه . موسى أشار إلى أن تصحيح المنهجية يلقي بالتزام على مفترعيه بضرورة استصحاب كل المؤسسات السياسية والمدنية وحتى الأهلية المؤمنة بالتغيير دون عزل لأي قوى حتى لا يقود الميثاق لاصطفاف جديد ، وضرورة الخروج من مركزية الفعل على مستوى التفكير والتطبيق بحشد تأييد إقليمي حتى لا يعزل الميثاق ويتحول لفعل سياسي مركزي خرطومي، وقال كثير من القضايا تحتاج لمراجعات فمثالاً وليس حصراً تحديد نسبة عالية من المجلس التشريعي للجان المقاومة يحيل المشروع من مشروع وطني خاص بالبلاد إلى برنامج عمل سياسي خاص بواضعيه ويفتح أسئلة كثيفة حول كيفية اختيار ممثلي لجان المقاومة، الأمر الذي يؤسس لانشقاقات مستقبلية إن لم يوضع منهج متفق عليه ويحيل بالمقابل لجان المقاومة لكتلة ذات مصلحة ستتعارض بكل تأكيد مع مصالح أخرى ونتحرك من مربع ثوري لمربع ثوري جديد تسيطر عليه قوى أصبحت خارج المشهد بسبب الميثاق. وقال إن أخطر ما في الميثاق هو عدمية الرؤية في طريقة التعامل مع الوضع القائم، وهي ذات لاءات الشارع الحالي الثلاث لا تفاوض لا شرعية لا شراكة وهذه دعوة تطيل أمد الصراع السياسي، وأضاف هذا الميثاق يحتاج لتعديلات وتوسعة في الرؤى والداعمين له ويكون بقدر المستطاع دعوة للوفاق الوطني ولمراجعة علاقات المركز السياسي والجغرافي بالهامش، وإلا فإنه سيتحرك بأوهن قدرات وسينشأ وهو يحمل كفنه بين رؤاه. ميثاق ممتاز الناطق باسم تجمع المهنيين، د.الوليد علي، أوضح في تصريح ل(السوداني) أن ميثاق سلطة الشعب ممتاز وغطى كل القضايا، ولا توجد خلافات جوهرية بينه والمواثيق الأخرى المطروحة من قبل لجان المقاومة وتجمع المهنيين، وقال "يمكن دمج المواثيق الثلاثة في صياغة موحدة، لجهة أنها تطابقت أطروحاتها الاجتماعية والاقتصادية"، مؤكداً أن الفرصة مواتية الآن للوصول إلى صياغة نهاية مشتركة لمواثيق سلطة الشعب. علي أشار إلى أن حجر الزاوية في الميثاق هو الخط الاقتصادي المطروح يكاد يكون متطابقاً بالتالي، يمكن الوصول إلى نقاط مشتركة، لافتاً إلى وجود اختلاف طفيف في بعض النقاط، ويمكن الوصول فيها إلى اتفاق . القيادي بالحركة الشعبية شمال جناح الحلو، محمد يوسف المصطفى، يذهب في تصريح ل(السوداني) إلى أن ميثاق سلطة الشعب خطوة إيجابية، وتوضح أن لديهم رأياً فيما يحدث في الساحة السياسية، ويعلنون عنه بشجاعة، لافتاً إلى أنه قابل للحذف والإضافة . المصطفى أشار إلى أن الميثاق هو جهد إنساني تنقصه بعض الجوانب، ولا بد من استكمالها ليجمع كل الناس ويروا فيه حل الأزمة السودانية أو على الأقل الجوانب التي يعانون منها، وقال إن القضايا الأكثر جذرية وتتجاوز المظاهر أزمة البناء السياسي، أو المتعلقة بتغيير نظام الحكم من عسكري إلى مدني ، من بينها قضية هوية السودان ونظام الحكم، وعلاقة الدين بالدولة، وإتاحة الحرية لمكونات الشعب السوداني أن تمارس حقهها، وأن تقول رأيها في الوحدة الطوعية، وأضاف أن التغافل عنها أو تأجيلها إلى مؤتمر دستوري أو منابر أخرى بعد تشكيل الحكومة من السلبيات، وتابع على لجان المقاومة أن تعلن رأيها في هذه القضايا، وهي مظهر مهم من قضايا الأزمة السياسية، مشيراً إلى أن المواطنين الذين يعانون من ويلات الحروبات تكون الأولوية لديهم هي إيقاف الحرب. .