تجول الوفد بحرية في معسكر أبو شوك، حيث كانت الأحوال الأمنية مستقرة، فلم يكن هناك انتشار للشرطة. (السوداني) رصدت تعليق بعضهم بأن هذا أكبر دليل على استقرار الأوضاع الأمنية. الوفد تجول في معسكر أبو شوك وأخذوا صورا تذكارية هناك، وظلوا يستفسرون عن بعض الأشياء التي تلفت نظرهم، مثل فول (القوي) وبعض المنتجات التي اشتهرت بها الولاية. أحدهم وقف مع أحد الذين يعملون في صيانة وتصليح الأدوات الكهربائية وسأله عن صيانة الراديو وهل لديه راديو يعمل بالبطاريات. من المفارقات أثناء تجوال الوفد كانت بعض الحيوانات موجودة بالمعسكر، الأمر الذي لفت أنظار أعضاء الوفد، للحد الذي طالبت فيه إحدى البرلمانيات أن تُصوَّر بالقرب منه. أحد البرلمانيين اشترى الفول السوداني ب 20جنيها، وظل يبحث في السوق عن أناس ليعطيهم الفول فلم يجد إلا طفلا صغيرا. اجتماع نواب الوفد البريطاني بعمد معسكر أبو شوك تزامن وارتفاع كبير في درجات الحرارة. (الخواجات) خلعوا بدلهم وتركوها في سيارات اليوناميد التي يستقلونها. المؤتمر الصحفي.. ماذا قال الوالي؟ والي ولاية شمال دارفور الشريف محمد عباد، قال إن الولاية تنعم بالأمن والاستقرار في جميع حدودها، وإن ذلك أسهم في استقرار الموسم الزراعي، مشيرا إلى عودة 54 ألف نازح لقراهم ويجري توفيق أوضاع آخرين. وأكد الوالي أن عملية صناعة السلام صعبة ومكلفة، وأن حكومته تعمل بالتعاون مع قوات اليوناميد ومع شركاء السلام، بالإضافة إلى بذل جهود لتمكين السلام الاجتماعي. الإنجليز يسألون عقب حديث الوالي استفسر الجانب البريطاني عن تخفيض بعثة اليوناميد وعن سهولة نقل المنتجات الزراعية بالإضافة إلى كيفية سير مشاريع البنى التحتية ومستقبل النازحين والمعسكرات. بهدوء أكد والي الولاية أن الطرق آمنة ومفتوحة لحركة المواطنين وأن قوات الشرطة موجودة بكل المحليات وتقوم الأجهزة العدلية بدورها كاملا، مؤكدا أن القوات السودانية تقوم بدورها بعد خروج 50% من قوات اليوناميد، مشيرا إلى أن الآليات والمعدات الخاصة باليوناميد تحتاج إليها الولاية لاستخدامها في الإنتاج والإنتاجية للمجتمعات المختلفة، منوها إلى أن المشروعات التنموية بالولاية ممولة من حكومة السودان. الشريف أكد صراحة بأنه يحتاج إلى الأممالمتحدة في التنمية وليس بحاجة إلى إغاثة النازحين بل يحتاجون للتنمية، مضيفا أن دوافع النزوح اختفت تماما بموجب بسط هيبة الدولة، مؤكدا أن النازحين هم مواطنون من الدرجة الأولى مثل بقية المواطنين، مشيراً إلى أن النازحين ساهموا في إنجاح الموسم الزراعي بزراعة 4 ملايين و300 ألف فدان، وسيتم تسويق المنتجات الزراعة ليستفيد المواطن. فتح شهية يبدو أن إجابات والي الولاية فتحت شهية الجانب البريطاني لمزيد من الأسئلة، وتساءلوا: هل تسعى الولاية لأن تكون سلطاتها أكثر من الخرطوم؟ وعن وجود مخاوف حول حقوق الإنسان وضمانات وصول بعض الجهات إلى الولاية؟ وعن غلاء الأسعار وخطة الولاية للسيطرة عليها؟ وخطة الولاية للخمس سنوات القادمة وعن حال الرعاة والمزارعين؟ فيما أجاب والي شمال دارفور بقوله: لا تسعى لسلطات أكبر من الخرطوم بأي حال من الأحوال ونظام الحكم في السودان فيدرالي ويسري على الولاية وبقية ولايات السودان، مؤكدا أنه من المسموح للمنظمات بالزيارة للوقوف على أوضاع حقوق الإنسان خاصة أنها تسير بصورة طيبة. كاشفا عن أن الخطة الخمسية القادمة تشتمل على عدد من المشروعات من بينها إنفاذ طرق بطول 500 كيلومتر والقضاء على الأمية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، مشيرا إلى فتح مراكز للبيع المخفض لتخفيف العبء المالي على المواطنين، مؤكدا في الوقت ذاته أنها جزء من إفرازات الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد. معسكر أبو شوك بعد انتهاء المؤتمر الصحفي اتجه الوفد البريطاني إلى معسكر أبو شوك للنازحين، وعقد لقاءً مع عمد المعسكر وممثلي الشباب والمرأة هناك. رئيس الوفد تساءل عن بداية لجوء المواطنين للمعسكر كنازحين والخلافات التي تنشأ داخل المعسكر والاستفادة من الموارد وعن الوضع الاقتصادي والمستقبلي للنازحين. تصدى للإجابة نائب مدير المعسكر حميدي جعفر بأن هذه الزيارة رقم (1054) لجهات داخلية وخارجية للمعسكر الذي تم إنشاؤه أبريل 2004م، مشيراً إلى أن الحكومة تقدّم الخدمات الأساسية للنازحين، ويتم تأمينه بعدد 38 شرطياً، مشيراً إلى تدوين (13) حادثة جنائية منذ إنشاء المعسكر، وأن به (13) مدرسة أساس بالإضافة إلى (8) مدارس ثانوية ومركزين صحيين ب (5) أطباء، منوهاً إلى أن أغلب النازحين يملكون بطاقات التأمين الصحي، مشيراً إلى أن عدد النازحين بمعسكر أبو شوك كانوا (74) ألف نسمة رجع منهم (120) إلى مناطقهم الأصلية، مؤكداً استقرار الأحوال الأمنية داخل المعسكر وخارجه. رئيس العمد عبد الله خاطر، أشار إلى أن المواطنين نزوح من (5) وحدات والغالبية العظيم تنوي العودة إلى ديارها لكن البنى التحتية دمرتها الحرب، كاشفا عن وجود (32) من الإدارة الأهلية و(276) شيخا إداريا بالمعسكر، مشيرا إلى وجود مشكلات في برنامج الغذاء وقال يوجد (20) ألفاً لديهم مشكلة في الغذاء من جملة 45 ألفاً.