جلسنا في الظل مع العمدة إبراهيم خليل شيخ الدين في معسكر أبوشوك للنازحين (شمال دارفور – الفاشر) نرتشف أقداحا من شربوت (جلنكي) الذي أشتهرت به منطقة (كتم) وهو خليط من (القضيم) و (الدخن) وعدد من الأعشاب والأرواح والمنكهات ... وفيه لسعة تخمير خفيفة ومحببة. وقدحا وراء قدح إنهمرت المعلومات فالعمدة إبراهيم حافظ لوحو تمام. وبدأ في السرد ... زيارتكم هذه رقم 709 منذ تأسيس المعسكر في العام 2004. العدد الكلي للمسجلين في المعسكر 54 ألف نازح من 2004 الى 2007 أما الآن عمليا يوجد37 ألف نازح بصورة دائمة. هنالك عودة طوعية كاملة وهنالك عودة مؤقتة وغير ثابتة ومترددة وتتعلق بأسباب موسمية أوبإنتظار إعادة التوطين وغير ذلك. والسبب الغالب للبقاء في المعسكر هو (تثبيت الحقوق) ... هنالك 5 منظمات وطنية تعمل في المعسكر ومنها منظمة إصحاح البيئة والهلال الأحمر السوداني ولا توجد منظمات أجنبية أو عربية سوى أوكسفام – أمريكا والهلال الأحمر السعودي والبعثة الطبية المصرية. لكن بالتاكيد توجد وكالات (الأممالمتحدة) وهي اليونيسيف و البرنامج العالمي الغذاء وهذه أيضا تعمل عبرمنظمات سودانية منها منظمة (سيكر) وهي منظمة وطنية. نحن نعتقد أن المنظمات الدولية يجب أن تعمل عبر شراكات ووكالات وطنية وذلك لتدريب وتاهيل الكوادر السودانية ولكن أن تأتي المنظمات الدولية ومعها منظمات اجنبية للتوزيع ويغيب الدور الوطني تماما ويصبح السودان متلقيا فقط فهذا ما نقف ضده تماما. سألت العمدة إبراهيم عن (أركان حربه) في إدارة المعسكر ... فقال معي 28 عمدة لإدارة المعسكر وكل المشاكل نحلها بطريقة الإدارة الأهلية وحتى برامج التنمية يتصدى لها العمد وتنفذها الدولة أوأهل الخير وهنالك 18 أساس و 8 ثانوية و 50 خلوة ولدينا الشاب عيسى أبكر حسن وقد فاز وحاز الدرجة الأولى في مهرجان القرآن الكريم القومي والذي أقيم بالقضارف وهو الآن معلم. لدينا وجود شرطي في المعسكر ولكنه يصل إلى 25 فقط وذلك لأن العمد والقيادات الأهلية تحل المشاكل أولا بأول. وعلى سبيل المثال في معسكر السلام بالقرب منا عدد النازحين 41 ألفا وعدد الشرطة 9 فقط ... نحن في أبوشوك الشرطة عندنا أكثر لأننا أقدم. حقيقة الدور الأهلي مهم جدا وهذا لا يلغي من أهمية الشرطة هم يقومون بواجبهم ولكن ديل أهلنا وهم في ظروف إستثنائية نحن بنعرفها وبنعرف نتعامل معاهم كويس. في وجبة الطعام جاءت صينية كبيرة ومعها طبق خضروات ... إستغربت للطماطم ... لقد كانت بلدية وثرية بالمياه وحمراء قانية ... طماطم يستحيل أن يتوفر مثلها في الخرطوم أو حتى خارج السودان ... قال لي العمدة ... هذه الطماطم من زراعة النازحين أو أهلهم في أودية قريبة أو في مناطقهم ...خالية من السماد وهي بلدية مية المية ومن (تيراب) محلي غير مستورد. ما زلنا في المعسكر ... ودخلنا في السياسية والوالي والإنتخابات والحركات ... إبقوا معنا.