على الرغم من أن ردة الفعل التي صاحبت هذه الدعوة من قبل الشباب أصابها شيءٌ من السخرية والتكهم إلا أن آخرين اعتبروا أنها خطوة نوعية وجديدة في تعامل الحزب الحاكم مع الأزمات الحالية والاحتجاجات، ويظهر جليًا أن الحوار كطريقة للتعامل ليست جديدة في خطاب الوطني. الحديث للشباب كان أيضًا موجودًا في ثنايا خطاب سابق للرئيس عمر البشير حيثُ طالب الشباب في بلاده بتوحيد وتنظيم صفوفهم لتسليم السلطة إليهم. جيل جديد لعل الدعوة للحوار التي دعا لها من قبل نائب رئيس القطاع السياسي محمد مصطفى الضو جاءت بحسب حديثه لأن العهد الجديد هو عهد للحوار كما أن الجيل الموجود حاليًا في السودان غير منتمٍ ومتطلع ويحتاج لعناية خاصة محذرًا في ذات الوقت من قيام هذا الجيل بما وصفهُ بفعل طامةٍ كبرى قد لا ينجو منها أحد، لجهة عدم وجود معايير يقيس بها هذا الجيل. وفيما تبدو هذه أسبابًا وجيهة لابتداء الوطني الحوار مع الشباب أو هذا الجيل، لكن من هم الشباب الذين سيتحاور معهم المؤتمر الوطني؟ وبأيّ آليات؟ رئيس لجنة الحوار الشبابي الشبابي أمين العلاقات الخارجية بأمانة الشباب الاتحادية بحزب المؤتمر الوطني طارق بابكر أشار في حديثه ل(السوداني) أمس إلى أن الحوار هو ديدن ونهج وطريق اختارهُ حزب المؤتمر الوطني بدءًا بالحوار الوطني الذي شمل الطيف السياسي لافتًا إلى أن أبواب الحوار لا تزال مشرعة لانضمام القلة الممانعة ومروراً بالحوار المجتمعي الذي لم يُقْصِ أيًّا مكون من مكونات المجتمع. وحول الدعوة للشباب اعتبر طارق أنها امتداد طبيعي للحوار المجتمعي، معتبرًا أن الشباب هم ركيزة المجتمع بناة الحاضر وقادة المستقبل يبنون الأمم وينهضون بها دفعًا بالتنمية والإنتاج معللًا ذلك بأنهم الأقرب للتقانة والتقنية، لذا لا بد من إشراكهم في تشكيل الحاضر والمستقبل بالاستماع لآرائهم وإشراكهم في التنفيذ وفي قيادة البلاد حاضرًا ومستقبلاً. الدعوة والاحتجاجات ورغم أن الدعوة برزت لدى كثيرين إبان الأزمة فعلى الأقل ذلك هو ما صرح به منسوبو الحزب الحاكم إلا أن طارق بابكر أوضح أن دعوتهم للحوار لم تفرضها الاحتجاجات لجهة أنهُ نهج قديم وأن حوارهم متجدد مع الشباب قبل الاحتجاجات وأثناءها وبعد نهايتها على حد قوله. وفيما يبدو تحديد فئة الشباب بالحوار إقصاء لفئات أخرى من المجتمع ربما تلعب دورًا في الحراك وتمثل جزءًا من الصورة الكلية له يبرر طارق دعوة الشباب للحوار لأنهم يشكلون النسبة الغالبة عدداً ونشاطاً وإسهاماً وهم فئة عمرية وسطى بين المراحل العمرية معتبرًا أن مفاوضتهم ممازجة بين رؤى وتطلعات الأجيال والفئات المختلفة، وأضاف: مفاوضتهم تشمل الجميع ولا تقصي باقي الفئات العمرية. بطبيعة الحال يظل السؤال قائمًا عن من هم هؤلاء الشباب الذين سيحاورهم الحزب الحاكم؟ عربون الحوار بالمقابل اعتبر القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق في حديثه ل(السوداني) أمس أن هذا الحديث حمال أوجه وفرصة للمراوغة وأنهُ لا جدوى من إجراء حوار مع الشباب دون إصلاحات حقيقية، إصلاح اقتصادي للأزمة يكون عربونًا للحديث مع الشباب معتبرًا أنهُ بغير ذلك لن يكون إلا "حوار طرشان"، متسائلًا أيّ شباب سيتحاور معهم الوطني هل هم شباب الوطني، إم اتحادات الشباب؟ أم شباب السودان؟ واصفًا الحديث عن الحوار بأنهُ ليس إلا التفافًا على المطالب. لكن طارق بابكر أشار إلى أنهم سيتحاورون مع الشباب السوداني المستنير الذي يرغب في الإسهام في بناء الوطن والنهضة بالحاضر والمستقبل، لافتًا إلى أنهم سيستمعون لكل وجهات النظر والآراء بلا إقصاء ولا تمييز ولا قيود مكانية ولا زمانية تحاوراً وتفاكراً وتوافقاً على الحفاظ على الوطن آمناً مستقراً يسهم الجميع في الحفاظ عليه حكاماً ومعارضين سياسيين وغير سياسيين، وأضاف: والمجتمع بكل رموزه الفنية والرياضية والإعلامية والمهنية وكل أجهزته الأمنية والشرطية وقواته المسلحة.