*أين أنت الآن مما يحدث في الساحة الفنية من فوضى؟ أنا لست غائباً عن الساحة و لكن لا يوجد فيها جديد يشجع لأن الوسط الفني انهار ككل و أقولها بكل صراحة الساحة (انتهت) لأنها خلت من الكلمة الرصينة و الشعر القوي الجميل و شعر الوطنيات. *في رأيك ..ما هو سبب الانهيار؟ الناس انشغلت بمواضيع المعيشة و أصبح كل شخص يقابض في قشة مثل الغريق وليس هناك رقيب في الساحة فسادت الفوضى فظهر على السطح شعراء يكتبون ما يشاءون حسب مزاجهم حتى طفت تلك الأغنيات الرخيصة و المبتذلة للأسف. *هل تغير ذوق بعض المستمعين للأسوأ؟ نحن اقتفينا أثر الوالد في السمع النظيف و المستمع صاحب السمع النظيف لا يميل لتلك (الهرطقة) و نحن كفنانين أصحاب حقبة مختلفة نتمسك بالجيد ولسنا هينين لأن لدينا شعراء أمثال ود الرضي، عمر البنا، أبو صلاح تركوا لنا إرثاً يمكن أن نغني فيه مائتي عام . *لكن هنالك شعراء شباب جيدون؟ نعم..أعترف بوجود شعراء مميزين لا بد من إنصافهم كتبوا أجمل الأغنيات كما كتبوا في الوطن فأنا دائماً ما أميل للأغنية الوطنية. *هل تغنيت للوطن؟ نعم.. بدأت كمغني بأغنية (عازة في هواك) وقتها كنت لا أعلم عنها شيئاً الا عندما سألت عنها عمي أخبرني قائلا (دي أغنية عمكم خليل فرح بيتكلم عن السودان و هي من الشعر الوطني) فأحببت منذ ذلك الوقت الأغنيات الوطنية. *هل تعاملك أنحصر في شعراء بعينهم؟ أبداً..أنا تغنيت للشاعر إسحق الحلنقي (الطير الخداري) و تغنيت للراحل بابكر محمد الحسن (يا اخوانا كان رقتو) وتغنيت للشاعر مختار دفع الله تاني كاتب لي خبارك وكثيرون و ما زلت أنقب. *عملت في العسكرية سنوات طويلة..ماذا تعلمت منها؟ تعلمت الضبط و الربط و ظهر ذلك في اختيار أغنياتي التي ما زال الناس يرددوها لانها مليئة بالجمال مثل أغنية (وكت سيرتك يجيبوها ،ما دام نسى العشرة ، تواه أنا) و غيرها من الأغنيات التي تلامس أحاسيس مختلفة لكل شخص. *كثير من الفنانين يرددون أغنياتكم في الحفلات؟ إذا كان الشخص يختار لمناسبته فنان يقلد علي إبراهيم اللحو وللمتلقي حرية الاختيار و يعطي الفنان المقلد مبلغ خمسين مليوناً كيف لا يرددها ما دام إنه لم يتعب فيها و يجني من خلالها المال؟ إنهم يتكسبون من حق غيرهم بسهولة. *حديثك هذا يعني أن بعض الفنانين يتغنون من أجل المال فقط ؟ نعم ..و يضعون أسعار فلكية مبالغ فيها وهو أمر غير محبب لأنهم سيفقدهم جمهورهم من الذين يريدون أن يتغنوا لهم في مناسباتهم، ومن يدفعون تلك الارقام الخيالية لهم هم الأغنياء والفنان جمهوره من كافة فئات المجتمع ليس الاغنياء وحدهم، تلك الارقام الخيالية لا مبررلها و اقول لهم (ختو الكورة واطة.) *مع من تزامن ظهورك الاول؟ ظهوري كان في العام 1962 تزامن مع الفنان حمد الريح وعثمان مصطفى ثم جاء من بعدنا الفنان محمد الامين و ابو عركي البخيت و التاج مكي و محمد ميرغني و محمد سلام، بعدها اكتظت الساحة بمجموعة كبيرة من الفنانين . *كم بلغ عدادك في أول حفل لك؟ ضحك و تساءل: (سميتوها عداد؟) طبعا كلمة عداد أول من أطلقها اخونا الفنان عبدالعظيم حركة (رحمة الله عليه) أول حفل لي كان في مدينة رفاعة أجبرني فيها صاحب المناسبة على أخذ المبلغ و كان جنيهان و نصف، و أذكر وقتها أنني تغنيت سبعة أيام (ليل و نهار) لأنناكنا نغني من أجل الغناء الغناء و ليس المال *بمن تأثرت من الفنانين؟ كنا في البلد و أول ما ظهر الراديو وقتها كنا نستمع للفنان أحمد المصطفى و أبو داؤد فظهرت غيرتي الفنية من الفنان أحمد المصطفى و كنت أقول (ليه ما ابقي زي احمد المصطفى)،بعدها دخلت الجيش ثم اتيت و سكنت في مدينة البراري التي أكن لأهلها كل حب و خير و تقدير لاهلها و سعيد لانني حظيت بهذه المدينة التي جمعت كل أهل الفن امثال الجاغريو و عدد من الفنانين الذين التقيتهم فيها و بدأت معهم واستفدت منهم. *اعتدت على رعاية الاصوات الجديدة؟ بالفعل.. و من بينهم الفنان الواعد عبدالسلام حمد، فأنا من عشاق هذا الصوت الجميل لذا قدمت له اغنيتين للشاعر كباشي عيسي و شمس الدين حسن خليفة . *ما هي رسالتك للفنانين الشباب؟ اقول لهم تمسكوا بأصول العمالقة و تراجعوا عن عداداتكم الفلكية فليكن هدفكم الغناء و ليس المال و أطالبهم باختيار كلمات جميلة لان الغناء يخاطب الوجدان بعيدا عن الابتذال. *اخيرا..؟ دائما ما اسعد بلقاءات الصحفيين الفنيين لأنني عبرهم اتنفس و هم من يستطيعون ايصال رسالتنا لانهم مهمومون ايضا بقضايا الفنون ،و شكر خاص لكم على الزيارة فهي بمثابة شفاء لي.