ليس من حق أي شخص مهما كان خلاف أعضاء الجمعية العمومية لنادي الهلال أن يحاسب مجلس إدارة النادي على قراره الذي أصدره امس بإنهاء عقد قائد الفريق هيثم مصطفى بعد أن وصل الطرفان لطريق مسدود بتمسك المجلس بقراره بناء على تقرير المدرب ورفض هيثم لتقديم طلب الاعتزال قناعة منه بأنه مازال قادرا على العطاء. ولا شك أن خطوة الاستغناء عن هيثم يعتبر أخطر قرار في تاريخ الهلال بعد القرار الذي اتخذه مجلس الراحل المقيم الطيب عبدالله في سبعينيات القرن الماضي بشطب الكابتن عزالدين الدحيش وفي الثمانيات بشطب الكابتن مصطفى النقر واللذان أحدثا ردود فعل متباينة في الشارع الرياضي والهلالي على وجه الخصوص بين مؤيد ومعارض. ورغم ذلك نقول إن لاعب مثل هيثم صاحب أفضل إنجازات على مستوى اللاعبين السودانيين لم نكن نتوقع أن ينتهي مشواره بهذا السيناريو الحزين قياسا على ماقدمه في مشواره الطويل مع الهلال الذي أخلص له وبلل شعاره بعرق الانتصارات والتميز طوال سبعة عشر عاما متواصلة هي عمر طالب يستعد لامتحان الشهادة السودانية هذا العام وهو رقم قياسي لم يحققه أي لاعب في الهلال إن لم أخطئ. وتميز هيثم مصطفى على كل كباتن الهلال بعدد البطولات المحلية التي حققها الفريق وبالمراحل المتقدمة في بطولتي الأندية الافريقية والعربية وتفوق عليه فقط افريقيا الكابتن طارق احمد آدم الذي قاد الهلال الى نهائي بطولة الاندية الافريقية ابطال الدوري 1987و1992 بجانب تميزه على كل كباتن المنتخب الوطني عدا جيل 1970 بعد ان قاد المنتخب الاول للفوز ببطولة سيكافا وصعد به الى نهائيات امم افريقيا 2008 و2012 ولعب لمنتخب الناشئين وصعد به الى نهائيات افريقيا بمالي وقاد منتخب الشباب الى نهائيات افريقيا بالمغرب. وتميز هيثم بروح القائد وهو يقوم بمهام بما فيها أدوار إدارية ويكفي أنه استطاع أن يحول وجهة اللاعبين نزار حامد وصالح الامين اللذان كانا في طريقهما للمريخ فاستطاع أن يقنعهما بالتوقيع للهلال بعد أن استعان به الأمين البرير ورافقه الى عطبرة لينهي الصفقة التي كانت حدثا سعيدا لمحبي الهلال. كنا نتمنى أن تنجح المبادرات التي قام بها البعض لحل الأزمة لتحفظ لمجلس الإدارة وهيثم كرامتهما ليترجل الكابتن عن صهوة جواده بالطريقة التي تناسب عطاءه إن كان بالفعل قرار الاستغناء عنه جاء بإرادة المدرب غازيتو وبالتأكيد فإن المجلس ملزم بتنفيذه لأنه صاحب القرار الفني. ورغم حزننا على الطريقة التي انتهى بها مشوارهيثم مع الهلال الا أن القرار يعتبر خطوة شجاعة تمثل مفهوما جديدا بأنه لا كبير على الهلال بل هو رسالة لكل اللاعبين وسيكون له مردوده في الموسم الجديد. هيثم تاريخ والتاريخ لا يزور ومؤسف أن يحاول بعض الزملاء مسح تاريخه فإن غادر الملاعب فإنه باق بإنجازاته. عفوا الفادني منذ أن بدأت حركة التسجيلات ظللت أسأل الإخوة في مجلس إدارة نادي المريخ عن دعم الأقطاب ومساهماتهم فلم يذكروا لي أي شخص خارج المجلس وبالتالي ناشدت الأقطاب وعلى رأسهم السيد علي الفادني الذي قلت إنه ملأ الصحف وأجهزة الإعلام وهو يحفز اللاعبين واختفى في لحظة التسجيلات وهي الأهم. أمس علمت من الأخ أزهري وداعة الله عضو مجلس الإدارة ورئيس الدائرة القانوينة أن الفادني أول شخص قدم دعما للتسجيلات وأيضا أمن على ذلك السيدان متوكل احمد علي وخالد شرف الدين رغم أن متوكل أكثر الأعضاء الذين كنت اتصل بهم لمعرفة الأخبار. والآن من حق الرجل أن نعتذر له ونوفيه حقه بعد أن عرفنا الحقيقة وأتمنى من المجلس أن يعلن أسماء كل الداعمين حتى يشجع الباقين على تقديم مساهامتهم كما فعل الفادني.