إن كان هناك لاعب في الجيل الحالي من لاعبي كرة القدم يستحق أن يؤرخ له وأن ترفع له القبعة فهو اللاعب هيثم مصطفى الذي قدم لوطنه مالم يقدمه أي لاعب في التاريخ من خلال مشواره مع المنتخبات الوطنية أولا والهلال ثانيا بعد أن حقق أرقاما قياسية سيطول الزمن للأجيال القادمة أن تحقق ماحققه هيثم. هيثم مصطفى زين تاريخه بالعديد من الإنجازات فهو أول لاعب يرتدي شعار كل المنتخبات الوطنية بداية بمنتخب الناشئين ومرورا بالشباب والاولمبي وانتهاء بالمنتخب الأول في كل وضع بصمته الواضحة وتوج مشواره بقيادة المنتخب الأول للفوز ببطولة سيكافا والصعود به الى نهائيات أمم افريقيا مرتين وهو مالم يحققه أي كابتن في تاريخ المنتخب. وحقق هيثم للهلال الكثير من البطولات المحلية وصعد به الى الدور قبل النهائي لدوري أبطال افريقيا مرتين والكنفدرالية متفوقا على كل كباتن الهلال باستثناء الكابتن طارق احمد آدم الذي صعد بالفريق الى نهائي بطولة الاندية الافريقيه أبطال الدوري مرتين وبالتالي استحق هيثم أن نطلق عليه لقب اللاعب الاستثنائي. ولكن للأسف وقع هيثم ضحية لإعلام الفتنة وأصحاب الأجندة الذين حولوه الى آلة لتحقيق أغراضهم فبدأت الحملة بفتنة بين هيثم ومدرب المنتخب الأول محمد عبد الله مازدا بعد أن حوروا حديثه في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة المنتخب فكان تصريح هيثم الشهير يامازدا خليها مستورة وانت مابتقدر تبعدني) وبعد المواجهة ظهرت الحقيقة وعاد هيثم للمنتخب. وانتقلت اللعبة القذرة الآن الى ملعب الهلال بتفجير أكبر أزمة وفتنة بين هيثم والمدرب غازيتو وبينه ومجلس إدارة النادي من جهة أخرى في موضوع لا يستحق ولو تعاملت الأطراف بعقلانية لما وصل الحال الى هذا الحد وقد بدأ الهلال يدفع الثمن وانعكس ذلك على مستوى الفريق في مباراته الأخيرة أمام الشلف وحول ساحة النادي الى مستنقع يصطاد فيه المغرضون. أتمنى أن ينتبه اللاعب هيثم لتاريخه وهو اللاعب الكبير الذي ظل كبيرا في نظرنا أن يسمع صوت العقل ويعود الى الملعب ويرمي بكل الأزمة خلف ظهره وينخرط في التمارين دون شروط وليس عيبا أن تجلس على دكة البدلاء أو حتى خارج التشكيلة وأعظم اللاعبين في العالم مروا بهذه المرحلة وخذ القدوة من زميلك كابتن المريخ فيصل العجب الذي ظل مواصلا لتمارينه ويتقبل قرار المدرب يجلس على دكة البدلاء يشارك لدقائق وأحيانا لا يجد الفرصة بل في إحدى المباريات وقف للتبديل ثم غير المدرب رأيه وأعاده مرة أخرى مع البدلاء دون أن يتضجر. أقول لهيثم وهو يعلم جيدا مكانته عندي عد الى الملعب ولا تشوه تاريخك وأنت قدوة الصغار واعلم أن هناك من يتاجر باسمك وتاريخك مع قناعتي الكبيرة بأنك تستحق اللعب أساسيا مع احترامي للمدرب. حروف خاصة فجعت أسرة المريخ أمس الأول برحيل واحد من أعز أبنائها وهو المحامي أزهري عبد الرحمن الذي عرف بحبه وارتباطه بالمريخ وله مساهماته في اللجنة القانونية وفي كثير من الاعمال في مختلف اللجان ولا يغيب عن ساحة النادي قبل أن يهاجر الى قطر. وفي قطر ظل عضوا فعالا في رابطة المريخ وقد التقيت به في آخر زيارة لي للدورحة ووجته كما هو يسأل عن كل كبيرة وصغيرة في المريخ. رحل أزهري بدون مقدمات وفي بلاد الغربة نسأل الله له الرحمة والمغفرة والصبر لأسرته الصغيرة والكبيرة. (إنا لله وإنا إليه راجعون).