أبرز الملاحظات على انعقاد مؤتمر الشورى هو غياب الرئيس البشير عن المؤتمر باعتبار أنه أسند المهمة لنائبه في الحزب للوقوف على مسافة واحدة من كل الأحزاب باعتباره رئيساً قومياً، وبحسب وصف المصادر ل(السوداني) فإن المؤتمر الوطني حزب مؤسسات وليس أفراد، مؤكدة الرمزية المهمة لوجود البشير في مؤتمرات الشورى باعتباره قائد الحزب. اللافت أن كل قيادات الصف الأول للحزب شكلت حضوراً خلال جلسات الشورى باستثناء الفريق أول بكري حسن صالح، بينما غادر القياديان نافع علي نافع وأمين حسن عمر قبل بدء الجلسة الختامية التي انعقدت مساءً. الملاحظ أنه ولأول مرة يعقد مجلس الشورى كل جلساته مغلقة واكتفى بتنوير وسائل الإعلام بالمخرجات النهائية للمؤتمر، حيث أنه كان يتاح في السابق للإعلام حضور الجلسة الافتتاحية. الإطار المفاهيمي وطبقا لمصادر (السوداني)، فإن الجلسة الافتتاحية بدأت بإجازة جدول أعمال المجلس بجانب إجازة وقائع الاجتماع السابق، أعقبتها كلمة رئيس مجلس الشورى القومي كبشور كوكو، ومن ثم كلمة رئيس الحزب المفوض أحمد هارون التي قدم فيها تنويرا بالأوضاع السياسية الراهنة والإطار المفاهيمي للحزب للمرحلة المقبلة. عقب هارون ابتدر الأعضاء نقاشاتهم، وتحدث عدد من قيادات الصف الأول في الحزب أبرزهم علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع والحاج آدم يوسف. وكشفت المصادر عن أن علي عثمان محمد طه أشار في حديثه لضرورة وحدة الصف، داعيا بحسب المصادر قيادات الصف الأول لإفساح المجال للشباب بجانب دعوته لتفعيل وثيقة الإصلاح. المصادر أشارت إلى وجود أصوات قليلة تحدثت داخل المؤتمر عما يُثار حول دمج الحزب والحركة الإسلامية. ماذا قال المؤتمرون؟ بالمقابل اكتفى رئيس اللجنة السياسية لشورى المؤتمر الوطني محمد الحسن الأمين بالرد على تساؤلات الإعلاميين بشأن دمج الحركة والحزب وسؤال آخر حول تغيير مسمى الحزب بقوله "هناك لجان تم تكوينها من قبل المكتب القيادي وستناقش كل شيء". محمد الحسن الأمين الذي خرج لوسائل الإعلام برفقة رئيس مجلس الشورى كبشور كوكو ورئيس قطاع الإعلام بالحزب إبراهيم الصديق لتنويرهم بمخرجات المؤتمر، ابتدر حديثه بالقول إن الاجتماع خُصِّص لمناقشة الورقة المفاهيمية التي أجازها المكتب القيادي للحزب وقدمها رئيس الحزب المفوض، مشيراً إلى أنه البند الوحيد الذي تمت مناقشته تفصيلا خلال 11 ساعة، كاشفا عن أن الورقة قدمت شرحا وافيا لقرارات رئيس الجمهورية، وأسبابها وخطابه للأمة السودانية وما جاء فيه من بعض الجوانب التي تأثر بها الحزب وعلى رأسها مسألة الوقوف على منصة واحدة من كل القوى السياسية، بما يعني تفويضه لنائب رئيس الحزب ليصبح رئيسا مفوضا ومن ثم عدم حضوره وعدم متابعته لهذه الأحداث. قرارات الشورى وأشار الأمين إلى أن الاجتماع خرج بعدة قرارات، فأقر المجلس الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والمرحلة المهمة والدقيقة من تاريخها الوطني، وما تفرضه من توحيد لرؤية الحزب في كل الجوانب السياسية، مشيراً إلى أن المجلس ترحّم على كل الشهداء الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة لأنهم أبناء الوطن، وأضاف: المجلس قرر بشأن بيان الرئيس البشير والإجراءات التي تمت حوله، الموافقة التامة على كل هذه القرارات بما فيها إعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة التي كانت قائمة والتعيينات التي تمت للحكومة الجديدة التي أُعلنت لاحقاً، منوها إلى أهمية الاصطفاف حول هذه القرارات باعتبارها المنقذة لهذه المرحلة والضرورية. وكشف محمد الحسن عن ترجي المجلس أن يتم رفع حالة الطوارئ، وأن يتم اتخاذ القرار برفعها في الوقت المناسب وفقا لرؤية الرئيس باعتبارها قد أعلنت وهي سائدة الآن. وجدد المجلس بحسب الأمين الدعوة لكل القوى السياسية والاجتماعية للاستجابة لنداء الحوار الذي أعلنه الرئيس من أجل التوافق على مسار وطني لبلورة الرؤى المشتركة الوطنية بشأن قضايا السلام والدستور والتحديات التي تواجه البلاد بصورة عامة والشباب بصفة خاصة وقضية الوضع الاقتصادي وضرورة السعي لحل المعضلة الاقتصادية التي كانت أهم الأسباب التي دعت للاحتجاجات الأخيرة. الشباب والجامعات وأكد المجلس، بحسب الأمين، على أهمية قطاع الشباب ودوره الحيوي في حاضر البلاد ومستقبلها. وقال الأمين إن المجلس كلف المكتب القيادي للحزب ببذل غاية جهده مع كل القوى السياسية لإيلاء مزيد من الاهتمام بقضايا الشباب وانشغالاته الجديرة بالنظر، والعمل على فتح نوافذ للحوار معهم لتجسير الفجوة بين الأجيال المختلفة، مشيرا إلى أن المجلس يلفت الانتباه لضرورة المعالجة الملحة لاستئناف الدراسة في الجامعات المختلفة حتى تتم إعادة الوضع إلى ما كان عليه وحتى لا يفقد الشباب مرحلة مهمة على أن يتم ذلك بالتوافق بين إدارة الجامعات والاتحادات الطلابية والأجهزة المختصة في التعليم العالي. وأهاب المجلس بجميع هياكل الحزب في مختلف مستوياته بالتفاعل مع القوى السياسية والأجهزة التنفيذية الحكومية المختصة لمعالجة التحدي الاقتصادي الماثل والحد من آثاره على المجتمع، وذلك من خلال بناء وتصميم وتنفيذ المبادرات والبرامج الخاصة بتخفيف حدة الفقر والاهتمام بقضايا الخدمات ومعاش الناس. وأكد الأمين أن المجلس يلفت الانتباه إلى أهمية تعزيز علاقات السودان الخارجية مع محيطه الإقليمي والدولي، ويؤكد على ضرورة الاهتمام بتعميق وتطوير أواصر العلاقات الحزبية مع الأحزاب النظيرة باعتبار أنهم يمهدون لتقوية هذه العلاقات مع القوى السياسية المختلفة. وأكد المجلس على أهمية الإعلام ودوره الحيوي، وناشد جميع الأجهزة الوطنية والقطاعات الإعلامية لإعلاء قيمة الكلمة الصادقة والنأي بها عن موطن الفتنة والشقاق حفاظا على القيم والأعراف السودانية الأصيلة. وقال الأمين إن المجلس أجاز مسودة الإطار المفاهيمي باعتبارها رؤية لمستقبل الحزب ومساره خلال المراحل المقبلة. (4) لجان وحث مجلس الشورى لجان المكتب القيادي التي كونت بتسريع الخطى لإنجاز مهامها بإعداد الخطط والمسارات التي تفصل ما أجمل في الإطار المفاهيمي الذي يرتكز على ركائز الحوار والإصلاح، مشيراً إلى تكوين 4 لجان هي لجنة لمساعي الحوار الوطني المختلفة التي أعلنها الرئيس البشير، ولجنة للمشكلة الاقتصادية، ولجنة للإعلام، ولجنة للإصلاح السياسي في الحزب والتعامل مع القوى والأحزاب السياسية الأخرى. ووافق المجلس على توصية المكتب القيادي بتأجيل المؤتمر العام للحزب وتفويض الرئيس المفوض وأعضاء المكتب القيادي وهيئة الشورى لوضع خارطة طريق ومصفوفة زمنية لاستكمال البناء التنظيمي، وأضاف: "حيث إنه كان من المفترض أن يقوم المؤتمر العام في الشهر القادم لكن تم تأجيله للظروف المحيطة بالبلاد والمحيطة بالحزب ريثما نتيح فرصة لاستكمال الحوار مع القوى السياسية حول المرحلة القادمة". واعتمد مجلس الشورى بحسب الأمين قرار رئيس الحزب بتفويض نائبه رئيساً مفوضاً للحزب، مؤكداً أن المجلس يتفهم الظروف التي جعلت الرئيس يقوم بهذا التفويض ليتفرغ للعمل القومي والوطني. وأشار الأمين إلى أنه تم النقاش الواسع مع كل عضوية الحزب وأمّنوا على كل هذه القرارات. ومضى للقول إنه ومن ضمن ما تم النقاش حوله بعض القضايا المحلية والعالمية حيث تم من خلال النقاش الإدانة للعدوان على المسلمين في مسجدين بنيوزيلندا وتمت الإشادة بتعامل الحكومة هناك عقب الأحداث، كما تمت وقفة مع القوى الفلسطينية في نضالها المشروع لنيل حقوقها كاملة في الأرض الفلسطينية. وناقش المجلس عددا من القضايا المحلية والعالمية. واختتم الأمين حديثه بالقول إن مجلس الشورى يستشرف نقاش اللجان التي فوضت في المكتب القيادي لتخرج بمقرراتها حول القضايا التي أُوكلت لها لتكون أساسا لخطى المؤتمر الوطني في المرحلة القادمة.