المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين *في الحديث: «المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين».. لكن فى وسطنا الرياضي والكرة السودانية عموماً، ممكن جداً أن يلدغ المؤمن من الجحر عشرات المرات، بدءاً من قصة (المباراة غير متلفزة ومذاعة) وسط تأكيدات حاسمة بأنها لن تذاع أو تتلفز مهما فعل ومهما فعلوا.. وليس نهاية بحكاية كل موسم: (لاعب تدور حوله معركة) بين الأندية وتتصارع مراكز القوة فيه ليس فقط بل أن كل الأطراف تقول إن خطوات تسجيله لناديهم صحيحة 100 %وبعض الكتاب في صحافتنا يتجاوزن دورهم الاعلامي ويدخلون المعركة كأنهم الطرف الآخر في قضية تسجيله ويقولون إن في جعبتهم مستندات.. وأتعجب من تلك الحقوق الضائعة والغموض وعدم الوضوح، ويكفي مراجعة جملة من القصص ليس آخرها قصة نجم المريخ الإيفواري اديكو ريمي.. * الصبر يارب.. ليست القضية أبداً ولن تكون مجرد تغيير أشخاص وأسماء، وإنما تغيير عقول أجيال حكمت وقادت الرياضة السودانية والبلد كله فى عصور البلادة والفهلوة وأسقطت واغتالت كل القيم الكبرى، سقوط الأخلاق والكفاءة والموهبة.. هذه العقول الخربة وراء ما يجرى فى ساحات الرياضة من تخلف وتراجع وماحدث بالدوحة قطعاً لن يكون الأخير طالما نحكم من أشخاص من شاكلة إداريي المناشط هؤلاء الذين يجيدون وباحترافية كاملة فن التبرير. * وهؤلاء الأشخاص ووراء ما جرى للسودان الذي أصبح أضحوكة بين بعثات الدول الأخرى بدورة كل الألعاب، أعود وأكرر أن رياضتنا تعاني بسبب العشوائية والتخبط الذي مرده تخبط في كل ضروب حياتنا وليس الرياضة استثناء، تخبط يحيط بعقليتنا ويعشعش فيها عشوائيات تؤكد غياب الدولة منذ أكثر من 20 عاماً عن دعم الرياضة، وغياب الرؤية، والتخطيط العلمي للمستقبل، بلا خجل من ترديد شعارات شديدة البلاهة عن تطوير الرياضة ، ثم لا شىء يتطور.. مع أن السودان بموقعه وتاريخه المتنوع كان يجب أن يكون من دول المنطقة المتقدمة رياضياً لولا أننا ركنا للتاريخ وتجاهلنا الحاضر والمستقبل ليكون حصادنا من مشاركاتنا الهشيم والذل والهوان.. * في السودان عندنا الموقع الخلاب، والعنصر البشري ، ويمكن أن يصبح السودان دولة مصدرة للنجوم لو اهتمت الدولة بالرياضة وحبانا الله بإداريين يعطونها الاهتمام والمنهج والبرنامج العلمي وقبل هذا وذاك لايحبون الأسفار.. * وأدعوك عزيزي القارئ لاختيار تجمع للرياضيين بجوار منزلك، توجه إليه واسمع أحاديث الناس وفهمهم، فى الرياضة وحديثهم عن الفوضى التي تضربها من الجذور، والأغلبية الصامتة والأقلية الزاحفة، وإحجام الدولة عن الدعم.. وكيف أن العشوائية طالت كل شىء في الرياضة ويجسدها تراجع مناشطنا وفرقنا ومنتخباتنا.. اذهب واسمع ما يقوله الناس فى الرياضة ، سوف ترى الحضور من الجمهور يتبع طقوسه التقليدية، طلبات الشاي، والقهوة، والشيشة.. وعلى أصوات الملاعق التى ترتطم بجدران الأكواب تدور المناقشات الشديدة بين مشجعي المريخ و الهلال حول تطور ناديهم وكيفية مساهمتهم في رقيه. اعتقاد أخير *معقول ما أعلنه النادي الفلاني من أنه اتفق مع وفد النادي الفلاني لانتقال اللاعب الفلاني ، ثم اتفق النادى مع نادي آخر ما الذى يحكم الاتفاقات والتعاقدات؟ ألا يوجد غير هؤلاء الذين يتلاعبون بعقول السواد الأعظم من أبناء شعبنا!.. وبعد هذا التردي والضياع هل نحلم بأن ننجح في الطاولة و الشطرنج والجري وكرة القدم والسلة والطائرة .. ونحن لانجيد فنون اللعبة وتحضيراتها وعقليتنا أبعد ماتكون عن الاحتراف كما أننا نختار القيادات والمدربين واللاعبين بملك وكتابة..؟!