تجولت كاميرا (السوداني) هناك وكانت البداية من بوابة البحرية حيث كانت أصوات الهتافات والزغاريد وأغاني العديل والزين مرتفعة إلى عنان السماء مما جعل الحشود الكبيرة تتدفق تجاه تلك الأصوات لتجد عريسا في ريعان شبابه وفي منتصف العقد الثاني من عمره محمولا على الأعناق وهو يرتدي (جلابية الجرتق) والكنداكات يملأن المكان زغاريد وأغاني، والمثير للرهبة والدهشة معا أن العريس الذي كان محمولا على الأعناق تم رفعه في عربة التاتشر التي كان بها عدد من العساكر ليتم مراسم فرحه في ناقلة الجنود كأول عريس سوداني تكتمل مراسم زواجه على متن عربة تاتشر محملة بالجنود. (2) وعلى بوابة الفرقة السابعة مشاة كان المشهد مختلفا عن المشهد الأول حيث وصل موكب كبير ظنه الكثيرون أنه حشد لإحدى مكونات قوى التغيير والإجماع الوطني ولكنهم فوجئوا بأنهم أهل العروسين الذين أتوا لتوهم من منزل مناسبة الفرح الذي تحول بكل معازيمه ومدعويه إلى ميدان القيادة يتقدمهم العرسان حيث أفاد شاهد عيان من المدعوين قائلاً إن الفرح كان يسير على قدم وساق وبعد أن انتهى الحفل الرسمي وجاءت فقرة مراسم الجرتق فاجأهم العريس بأن حلف طلاق على أن يتم جرتقه في القيادة العامة وسط المعتصمين وأن يذهب معه كل المدعوين وقد كان. (3) العريس الثالث كان أكثر العرسان ولعا وحبا بالثورة وتفاعلا مع الجماهير حيث بدأت مراسم عرسه بالنيل الأبيض وبعد أن أكرم المدعوين وتم عقد قرانه وسط أهله وعشيرته وأصدقائه قام أحد الشباب بتقديم فنان الحفل هناك، ولكن العريس فاجأهم معتذرا وقال: "ستتم مراسم بهجتي وفرحي بالخرطوم أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وسط الثورة والاعتصام ودولة العدل والحرية والقانون الجديدة"، وبالفعل وصل العريس الخرطوم ولم ينزل في شقة أو فندق كعهد العرسان الجدد، ولكنه نزل بصحبة زوجته في ميدان القيادة العامة وسط الحشود الثائرة بلباس الجرتق والعديل والزين.