أريد أن أتوقف قليلا عند حوار الزميل الأستاذ أحمد البلال مع د. نافع علي نافع في برنامج (في الواجهة) واسرد هذه الملاحظات والأسئلة. 1- أولا أضم صوتي لصوت الامام الصادق المهدي والدكتور نافع علي نافع نفسه بضرورة أن يستقبل التلفزيون المعارضين أنفسهم على طاولة الحوار. هذا ما قاله د. نافع في الحلقة الاولى (مرحب بيهم إذا إستضفتهم) ... لماذا لم يحدث هذا؟! حسب وجهة نظري أنه لا يوجد أي مبرر مهني ولا أخلاقي وأعتقد أن الأستاذ أحمد البلال سعى لذلك ولم يجد موافقة. إذا كان التلفزيون (قوميا) فيجب أن يعقد مناظرة أو حوارا علنيا بين المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى .... نعم صحيح يجوز له منح برامج الحكومة مساحة أوسع في الأخبار لأنها تمثل كيان الدولة وهي حكومة شرعية ومنتخبة تشمل المؤتمر الوطني وأحزابا أخرى ويضاف إليها الكيانات الموقعة على إتفاقيات في الشرق والغرب .... ولكن الحزب شيء آخر. 2- لاحظت في هذه الحلقة أن المؤتمر الوطني لديه جزء من الحقيقة و(الأحزاب الأخرى) لديها جزء من الحقيقة. المؤتمر الوطني محق في إتهام الأحزاب بأنها تمهد للعلمانية أو تجاري بعضها في العلمانية وليس قضيتها المواطن ... للأسف هذا صحيح إلى حد كبير ويدخل في هذا التعميم المؤتمر الشعبي وحزب الأمة بالرغم من أنها أحزاب مؤسسة على فكر إسلامي. ومن غرائب التاريخ أن اكثر الأحزاب تعزيزا للنفوذ العلماني هو (المؤتمر الشعبي) بينما يتميز الامة بهدوء نسبي ورصانة سببها مؤلفات الإمام وفكره وتمسك قواعده بالخيار الإسلامي. 3- المعارضة هي حزب الأمة ... أما ما يقوم به الشيوعي والشعبي وفاروق أبوعيسى فهي (حالة) تحتاج إلى اسم آخر ... لا داعي للرشق بالعمالة أو غير ذلك من التهم المعلبة الجاهزة ... دعونا نميزها بالمعارضة غير الديموقراطية أو المعارضة الإستئصالية الإقصائية ...! 4- الأحزاب محقة في أن درجة تعامل الحكومة مع الأزمة الإقتصادية دون المطلوب ... الأحزاب لا تقدم حلولا إقتصادية وتريد إستثمار الإخفاق الحكومي لإسقاط النظام أو إضعافه ولكن هذا لا يبطل صحة تصويبها على الخلل في أداء الحكومة الإقتصادي. 5- د. نافع غير مقتنع بكثير من الأشياء وذكاؤه أعلى بكثير من الأداء السياسي والتنفيذي لحكومة المؤتمر الوطني وأكاد أجزم أنه يدافع عن قرارات وأوضاع مع أنه لو وجد فرصة لإنتقدها وبصق عليها ... د. نافع ملتزم حزبيا وتنظيميا ولكن .... 6- رجاءا رجاءا استاذ أحمد البلال أن تقرأ هذا السؤال عليه في الحلقة المقبلة: عندما نجحت المالية السودانية في تثبيت سعر الجنيه لم يكن هنالك نفط ولا دعم بل كان هنالك حصار أشد وحرب ضروس ومفتوحة من قرورة شرقا إلى حفرة النحاس غربا وكان السودان يشتري وقوده بالعملة الصعبة ... كيف تعجز الحكومة عن هذا الامر الآن وهي مكتفية من البترول (تقريبا) والعمليات العسكرية أقل بكثير ... وهنالك دعم خليجي وصيني وليبي صرحت به الحكومة جهارا نهارا. 7- صدق تحليلنا بمعرفة الإمام بالمحاولة الإنقلابية ... رجاءا إعادة قراءة عمودنا بعنوان: الإمام مع وضد المحاولة الإنقلابية ..!