المهدي خلال حديثه ل(رويترز) يبدو أنه يثق في المجلس العسكري الحالي، مؤكداً أن قادة الجيش الذين أطاحوا بالبشير في الحادي عشر من إبريل ، نواياهم طيبة وليسوا مهتمين بتشكيل حكومة عسكرية، ويبدو اطمئنانه مخالفاً لكثير من السياسيين وزعماء الأحزاب، الذين لم يخفوا قلقلهم مما اسموه تماطل العسكريين في نقل السلطة المدنية، برغم التأكيدات الباعثة للثقة والباحثة عن أرضية مشتركة بين العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير والتي عبر عنها رئيس المجلس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في أكثر من مقابلة إعلامية، وهي التأكيدات التي دفعت قوى المعارضة الرئيسية التي تقود الثورة الشعبية، لاستئناف التفاوض مع العسكريين عقب تلبيتها الدعوة المقدمة من قيادته منتصف الاسبوع الماضي. ثورة شعب المهدي بتجربته السياسية الطويلة، يبدو أنه يحتفظ بقراءة مختلفة لمآلات الأمور ومؤثراتها، إلى جانب مشاركة آخرين في العمل السياسي الرؤى، أن الثورة ماتزال جنيناً صغيراً يستوجب الرعاية والحذر المستمرين، إلى جانب أنهم مايزالون يعتقدون أن المؤتمر الوطني وعموم الإسلاميين يمثلون الخطر الأكبر على هذه الثورة، لذلك لم يخف المهدي توجيه أصابع الاتهام لمن اسماهم بالمتشددين داخل الوطني ، بالسعي لانقلاب عبر حلفائهم بالجيش وهنا يقول القيادي بالمؤتمر الوطني عبدالسخي عباس في تعليقه ل(السوداني) أن ما أدلى به المهدي أمر يخصه مؤكداً على حقيقة أن الثورة في السودان ثورة شعبية وحقيقية قادها شباب ونساء البلاد بكل جسارة ، وأنه لن ينجح معها أي انقلاب- حتى وإن صدقت نبوءة المهدي- ويضيف عبدالسخي " وبمثلما لايجدي مع هذا الشعب أي انقلاب سواء كان لهذا الحزب أو ذاك لن يجدي معه أيضاً أي تدخل أجنبي لإثناء الثورة عن أهدافها لأنها ثورة شعب حر". مخاوف المهدي حديث المهدي، عن إمكانية وقوع انقلاب، حظيت باهتمام وتداول إعلامي محلي ودولي واسع، ربما لمكانة الرجل السياسية والدينية، فضلاً عن تجاربه الطويلة والممتدة في الحكم والمعارضة، وأشاع حديثه قدراً كبيراً من القلق في أوساط السودانيين، الذين عبروا عن تلك المخاوف عبر وسائل الإعلام المحلية ووسائط التواصل الاجتماعي، وكان القاسم المشترك في ذلك رفضهم لأي انقلاب عسكري أو التفاف على مطالب الثورة، إلى جانب تمسكهم بتحديد مستقبل البلاد بإرادة وطنية دون أي تدخلات أو إملاءات خارجية. وعن تحذير الصادق المهدي من الانقلاب ومخاوفه ومدى إمكانية حدوث ذلك يقول خبير الاستراتيجيات الأمنية والعسكرية الفريق حنفي عبدالله في تعليقه ل(السوداني) إن الجيش متماسك ومتمسك بقيادته التي تقود المجلس العسكري الانتقالي ويشير إلى أن للقوات المسلحة نوع من الضبط والربط الذي لايسمح بوجود أي مؤشرات انقلاب ويلفت حنفي عبدالله لما تم من تغيير وصفه بالطبيعي لهيئة القيادة وتعيين رئيس جديد للأركان مؤكداً عدم وجود إمكانية للمخاوف التي أطلقها المهدي لأن المتغير الحالي في العالم رفضه الانقلاب وأنه لا يمكن أن تتورط مجموعة في انقلاب يضع السودان في حصار ومواجهة ورفض. أشار الفريق حنفي إلى أن الانتقالي بدأ حواراً حقيقياً مع قوى إعلان الحرية والتغيير والاتجاه يمضي لمزيد من التقارب في وجهات النظر وتوقع انفراجاً قريباً في الأوضاع.وعزا حنفي مخاوف المهدي بالقول إنها تخوفات قد يكون منطلقها من فترات سابقة للمهدي كان للجيش مشاكل مرتبطة بالوظيفة أو الرواتب والتسليح وفي فترته الجيش تقدم بمذكرات لكن الجيش الآن متمسك بقيادته التي تقود المجلس.