لم يكن هناك قرار آخر لسعادة الفريق عبد الله حسن عيسى والسيد متوكل أحمد علي والسيد محمد الريح والكابتن عبدالرحمن زيدان غير الاستقالة من مجلس إدارة نادي المريخ ليحافظوا على وقارهم وماء وجههم وليؤكدوا أنهم لن يكونوا تبعاً أو يتنازلوا عن قناعاتهم ولايسمحوا لشخص أن يحقق عن طريقهم مايصبو إليه أو لينتصر لرأيه. سجل الرباعي موقفاً بطولياً وقدموا درساً لكل هواة المناصب وانتصروا لأنفسهم وتنازلوا عن مقاعدهم بكرامتهم وخرجوا من قاعة المجلس مرفوعي الرأس بعد أن قالوا كلمتهم التي اسمعوا بها من به صمم وتركوا (الجمل بماحمل) لمن يعتقد أنه يمكن أن يفرض رأيه على كل الناس حتى لو استعمل أسلوب الطبطبة ولجأ للوساطات عبر الأصدقاء لمعالجة مافعله بهم وإقناعهم بقبول الأمر الواقع. واحدة من مشاكل المريخ دائماً أنه كلما أخطأ لاعب أو مدرب أو تعثر الفريق يطالبون الناس بتقبل الواقع والعمل بمبدأ عفا الله عما سلف وأعتقد أن استقالة الرباعي هي بداية لتصحيح هذا الفهم الخاطئ وأن المحاسبة يجب أن تسود حتى لايستغل أي شخص موقعه وضعف عدد من زملائه ليمرر أجندته ويطعن زملاءه من الخلف على حساب قيم وموروثات المريخ. ماكنا نتمنى أن ينهار المجلس بهذه الصورة وقد انتقدنا من قبل السيد جمال الوالي في توقيت الاستقالة التي كان يفترض أن يقدمها عقب انتهاء فترة التسجيلات وبداية الإعداد رغم قناعتنا بالأسباب وانتقدنا الثنائي المهندس عبدالقادر همت والسيد جمال أحمد عمر على الاستقالة لأن الأسباب لم تكن مقنعة ولكن لا أحد يلوم الرباعي على الخطوة التي أقبلوا عليها فلا أحد يرضى لنفسه أن يغيب عمدا إلا رجل ضعيف. خسر المجلس رجالاً يحتاجهم العمل الإداري بعد أن وضعوا بصمة واضحة فلا أحد ينكر الدور العظيم الذي ظل يقوم به سعادة الفريق عبد الله حسن عيسى حتى قبل أن يتقلد منصب في الإدارة يدعم بماله وفكره وفي صمت ويقدم النموذج الأروع في التجرد ونكران الذات وأثبت السيد متوكل أحمد علي أن مستقبل العمل الإداري في المريخ في أمان وهو يتحمل عبء العمل التنفيذي وينال ثقة كل زملائه ويتصدى لكل من يمس المريخ من خلال أجهزة الإعلام ولا أريد أن أتحدث عن الكابتن عبدالرحمن زيدان الذي لايختلف اثنان على كفاءته وتاريخه كلاعب ومدرب وإداري فالنادي يشفع له. ومؤسف أن يجبر شخص مثل السيد محمد الريح الذي يعتبر واحداً من أعظم المكاسب المريخية في الفترة الأخيرة رغم أنني لم أتعرف بمعرفته ولكن أجمع الكل عليه داعماً بماله في صمت وبعيداً عن الأضواء وقد ازداد احتراماً في نظرنا وهو يركل المنصب حفاظاً على كرامته. استقال أكثر من نصف المجلس ووضح العيب الكبير في النظام الأساسي لنادي المريخ الذي نص على أن المجلس لن يفقد شرعيته إلا باستقالة الأربعة ضباط جميعاً بمعنى حتى لو بقي شخص واحد وهو من الضباط الأربعة يبقى المجلس شرعياً وتقوم الجمعية العمومية بانتخاب أعضاء يكملون العدد وهو أمر يخالف مبدأ الديمقراطية ولابد من تعديله في أول جمعية عمومية. الآن أصبح مجلس المريخ يتكون من ستة أعضاء فقط والنادي مقبل على التزامات كبيرة كما علمت أمس من السيد خالد شرف أمين المال وعلى رأسها ضرورة توفير سبعين ألف دولار شهرياً هي مرتبات الجهاز الفني واللاعبين الأجانب ومبالغ أخرى لمرتبات الوطنيين والمعسكرات والسفر وأن معسكر تونس يحتاج إلى خمسين ألف دولار ويقال أن دخل المريخ في الموسم الجديد محجوز بسبب ديون بعض الشركات وبالتالي لانطالب أهل المريخ رغم رأينا في المجلس الفضل كما يقول الزميل بابكر سلك أن (يقعدوا فراجة) فلابد من تحرك لتوفير المال والعمل على إيجاد مخرج. المريخ بدأ الآن يدفع ثمن ماقام به من أطاحوا بالقرار الأول وربنا يستر.