الضوضاء التى تحدث من الطفل (وائل) لاسرته ولضيوفهم فى كل زيارة لهم لا تتوقف فهو بالرغم من ذكائه الشديد الا انه شديد الحركة (هباش) اختطف هاتفي (الجلكسي) القيم ولخوفى من ان يسقطه على الارض اصبح الكل يستلطفه والده والدته وانا لاعادته وهو يضحك فى خبث قال : الا اشوف براي فيه العاب ولا لا وهو ينظر الى الموبايل ويضحك ويمسك به بكلتا يديه سألت صديقى والد وائل : (انت سميتو على منو لحدي ما جاب الهباشة دي كلها) سرح بنظراته بعيدا قبل ان يجيبنى بحزن (وائل) ده صديقي منذ الطفولة وحتى الجامعة والعمل لم نفترق ابدا شاءت الاقدار ان يذهب للعمل مهندسا لمشروع مؤقت فى احدى ولايات السودان وقد كان مهندسا ممتازا فى كل المواقع التي عمل بها لذلك دائما ما تكلفه الشركة بانجاز الكثير لكن فى المشروع الاخير والذى يبدو ان اهل المنطقة على خلاف مع ادراة المشروع حول تنفيذه لذلك بعد ان بدأ المشروع لم يجدوا من يستهدفونه سوى (وائل) مهندس المشروع فاصيب بمرض غامض نتيجة (للسحر) الذى عمل له وسبق ان هددوه بذلك لكن مضى فى عمله بعدها عاد مريضا واصبحنا نطرق سبل العلاج وقد كان هو الولد الوحيد لاسرته لذلك كنت اقف معهم فى كل شئ لم نترك مكانا الا وذهبنا اليه ووائل كل يوم يزداد شحوبا وجسمه صار هزيلا عندها دمعت عيناه قلت له ادعو له بالرحمة بدلا من هذه الدموع ويواصل بعد ان يئسنا من علاجه بسبب النوبات والهياج احيانا والبكاء تم وضعه فى مسيد احد الشيوخ ليعالجه ولكن بعد فترة توفي الى رحمة مولاه مخلفا حزنا في قلوبنا الى الان وفى قلب اسرته واهله لذلك اسميت ابنى عليه . هذه القصة تتكرر كثيرا فى مجتمعنا السوداني وانتشار السحر والسحرة والمشعوذين اصبح من كثرته امرا عاديا لا يلفت انتباه احد بل اصبحنا نصدر السحر الى الخارج ففى المملكة العربية السعودية نطالع بين الفينة والاخرى القاء القبض على ساحر سودانى وحسنا تفعل المملكة العربية السعودية فى تطبيقها للحدود بقتل السحرة اما فى السودان فهم يفسدون فى الارض ويعيثون فيها دون محاسبة.. طالعت قبل ايام أحد حراس المقابر وهو يوجه لوما كبيرا الى السلطات فى ان كثيرا من المقابر اصبحت مصدرا لاصحاب النفوس الضعيفة الذين يتعاملون بالسحر فى (دفن) اعمال السحر تلك فى المقابر دون مراعاة لحرمتها.. اية حرمة يراعون وهم لم يراعوا حرمة الاحياء فبهذه الاعمال يفرقون بين المرء وزوجه ويعيقون الكثيرين عن عملهم بل عن حركتهم وغيرها من الامراض التى يتسبب فيها السحر والتى تؤدي الى الموت . ان لم يردعهم الدين الذي حرم الذهاب الى العرافين والسحرة فليردعهم القانون وان يطبق حكم القصاص على السحرة والمشعوذين فحد الساحر فى الاسلام القتل فالفتنة التى يحدثها فى المجتمع تستحق هذه العقوبة الصارمة . بكري خليفة