لينا يعقوب هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته أبو سن.. الماضي والحاضر!! في يوم ما قبل سنوات مضت، كنت مع أبي في السيارة، أثناء الطريق أدخل شريطا للفنان الكبير عبد العزيز داؤود.. بحذر وهدوء قلت لأبي إن صوته لا يطربني وطلبت منه إبدال الشريط.. كاد أبي أن يلقيني من السيارة فكيف أتجرأ واعتبر أن صوت أبو داؤود ليس مطربا.. بعد أيام كنت مادة استهزائية ثرة لدى أخوالي وأعمامي وبعض الأقارب.. "بالله شوف البت ده.. قال صوت أبو داؤود ما حلو، بتعرفي شنو في الغنا والأصوات؟!". منذ حينها، أحسست أن بعضا من النفس الديكتاتورية وربما تحديدا (السودانية)، لا يمكن أن تحتمل رأيا يخالف ما أجمع عليه الناس، وعلى الفرد أن يكون حذرا جدا قبل أن يدلي به.. تذكرت هذه الحادثة بعد أن مر أمامي موقف مشابه قبل فترة ليست بالقصيرة، يقول مواطن توفي قريبه بالفشل الكلوي "في دكاترة أحسن كتير من كمال أبو سن في زراعة الكلى"، فإذا بهجمة شرسة من قبل آخرين تنهال عليه "انت ما بتفهم ولا شنو؟ ده أحسن دكتور كلى في العالم". بالتأكيد إن السيرة الذاتية التي تعب عليها أبو سن، لم تأتيه مجاملة أو بمحض صدفة أو تقدم إليه بطبق من ذهب، إنما جد وتعب إلى أن وصل إلى تلك المراتب.. لكن لأن التفوق لا يدوم، على التمجيد أيضا أن لا يدوم!! اتهامات عديدة لم يسمع بها أحد، ظهرت فجأة بحق أبو سن بعد حادثة وفاة الحاجة الزينة عليها الرحمة.. فإما أنها لم تظهر لأن من يعلمون بها - بما فيهم المجلس الطبي – أرادوا استمرار التمجيد ورفع المكانة لأبو سن، أو لأن بعض حاقدي النجاح وجدوها فرصة بأن يوقدوا النار ويزيدوه حطبا!. من منا سمع بإيقاف دكتور كمال أبو سن من مستشفى بلندن لخطأ طبي؟ ومن منا عرف أن دولة الإمارات أوقفته أيضا لخطأ طبي؟ ومن منا عرف أن المجلس الطبي السوداني أوقفه منذ العام الماضي؟ إن ظهرت تلك الاتهامات في وقتها لاستطاع أبو سن أن يفندها آنيا وليس بأثر رجعي، فيوضح الحقائق ويهزم من أراد تشويه صورته!. قال الطبيب في الحوار الذي أجريناه معه، إنه قاضى البي بي سي وكسب الدعوى وستدفع القناة ثمن خطئها، غير أن مدير مستشفى الملكة الكسندرا بمدينة كوشام ببريطانيا الذي كان يعمل به أبو سن ظهر في حلقة تلفزيونية بذات القناة بعد أن تم تغريم المستشفى من قبل المحكمة 6.5 مليون جنيه استرليني، لخطأ ارتكب في حق مواطن متبرع بكليته، حيث قال إنه تم إيقاف أبو سن عن العمل!!. بلا شك أن مثل هذا الاتهام واتهامات أخرى كان يعلمها المجلس الطبي، والذي فضل الصمت سنوات وقرر التحدث الآن، لحاجة في نفس يعقوب! التاريخ لن ينسى الإنجازات التي حققها أبو سن وعملياته الناجحة، وتدريبه لأطباء أصبحوا أكفاء تتلمذوا على يديه، ولن يستطيع البعض إخفاء تفوقه بقليل من الإخفاقات.. ونتذكر هنا الجراح البريطاني الشهير كريستيان بيرنرد ذا الأصول الجنوب أفريقية، الذي قام بأول عملية نقل قلب في العالم.. حيث أصبح نجما شهيرا في وقت من الأوقات، غير أنه أعلن اعتزال العمل الجراحي بعد أن أحس بعدم قدرته على الإكمال وأداء واجبه (الجراحي) بالشكل التام!!.