........................... سعادة النائب الأول، عودة للمذكرة التفسيرية والنهضة الزراعية ..! ...................... المساحة المزروعة قطنا في جمهورية السودان الديموقراطية للموسم 2011 في المشاريع المروية والفيضية والمطرية 400 ألف فدان. وتقديرات شركة الأقطان أن يتم زراعة 800 ألف فدان في موسم 2012 شريطة أن يبدأ التحضير من يناير وليس من (مايو!) مثلما حدث هذا العام ودخل المزارعون والشركة في تحديات خطيرة بسبب أن التحضير كان متأخرا. لا بد لنا من (وقفة) هنا بغرض توضيح أيلولة هذه المسئولية حتى لا تصبح المسألة طاقية سابحة في فضاء السودان الفسيح. في مشروع الجزيرة بالتحديد المسئولية تقع على مجلس إدارة المشروع التي فشلت في إعداد المذكرة التفسيرية للقانون والتي تنظم (الحرية الجماعية) لأن القانون يتحدث عن (حرية المزارعين) وليس (حرية المزارع) فالحرية جماعية لمجموع أفراد المزارعين في تحديد خياراتهم وهذا الحرية الجماعية تحتاج إلى (مذكرة تفسيرية) لوضع إطار فني وجدول زمني ..! المعادلة بسيطة ... الإنتاج يزداد والمحصول يزداد إذا كان الإعداد جيدا ومبكرا وهذا يتطلب أن يكون لمجلس الإدارة تدخل إداري وقانوني مقنع وموضوعي ولكن يبدو أن حسابات المجلس هي الترضيات والتهرب من تحمل مسئولية الحسم ..! هذا مجرد نموذج من (الجزيرة) وهنالك نماذج أفضل ولكن الجزيرة هي العمود الفقري لمحصول القطن في السودان الذي يتربع بفضلها على عرض (طويل التيلة) ..! وحتى لا تصبح (النهضة الزراعية) مشروعا سياسيا كما قال المتعافي من قبل وزاد بعضهم (زراعة إعلامية) فإننا نطالب النائب الأول الأستاذ علي عثمان بجمع مجلس الإدارة تحت رئاسته ولو لساعات بغرض الدخول عمليا في المذكرة التي فشل فيها المجلس على مدى خمس سنوات ضاعت منا عندما كانت العملات الصعبة تنهمر علينا بفضل النفط والآن تدهورت الأحوال وبلغ الدولار 4500 في السوق الموازي ... ولو كان السودان سخر (دولارات نيفاشا) في الزراعة لكان الدولار الآن بجنيه ..! حديثي هذا ليس مبالغة أو ضربا من الخيال، هاكم الارقام: المساحة القابلة للزراعة قطنا في السودان مليون ومئتا ألف فدان. ومتوسط الإنتاج (بالإعداد الجيد والمبكر) 8 قنطارات للفدان وهذا يعني أن المحصول السوداني تسعة ملايين وستمائة الف قنطار... فلنقل 9 ملايين فقط ولنضربها في سعر القنطار 85 دولارا يكون الناتج هو 765 مليون دولار ... فلنقل 700 مليون دولار من العملات الصعبة ..! هذا غير البذرة (نحن نتحدث عن الشعرة فقط) وهذا غير العمالة في اللقيط والحليج والخدمات الزراعية والنقل والشؤون الإدارية ..! هذا غير الأومباز والعلف الأخضر ومساهمة ذلك في الإنتاج الحيواني ..! ولكن بالرغم من هذه الارقام المشرقة لدينا إعتراض كبير جدا على فاقد الصناعات التحويلية، فالدولار يهرب من بين أيدينا في مرحلة (الغزل) ... السودان يزرع ويحصد ويحلج ولكنه يصدر القطن ثم يشتريه غزولا قطنية لينسجها في مصنع كوستي وغيره ..! المراحل التحويلية لو تمت كلها في السودان فإن الرقم 700 مليون دولار سيكون مضروبا في اثنين ... هذا غير توفير فرص العمل في مجالات الصناعات للعمال والمهندسين السودانيين ..! هذا كله في (القطن) ... نحن لم نتحدث عن بقية القائمة 16 محصولا نقديا في السودان ... يعني الشغلانية مليارات الدولارات ..!