السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أونور لم يعتذر.. وليته صمت وصبر وانتظر..!
نشر في السوداني يوم 13 - 03 - 2013


هترشات.. مشاترات.. دندنة وطنطنة
الشيخ درويش
أونور لم يعتذر.. وليته صمت وصبر وانتظر..!
حكاية مساعد والمك
يقال إن استاذ التاريخ بالمرحلة الثانوية محمود دفع السيد عندما يقص على طلابه الجالسين للشهادة الثانوية حكاية المك نمر ومجادلته للباشا إسماعيل –قبل الحريق – يردد عبارات باللغة البجاوية تحمل ذات المعاني التي همس بها مساعد في أذن المك.. ومعلوم أن تأثير البجا في منطقة النيل والجعليين على وجه الخصوص لها آثارها الثقافية والرحمية المعروفة.. بدءاً من البجراوية والقراي جنوباً إلى منزلة (أحمد قَنَفَا) في منطقة بربر شمالاً والتي تحرَّف منها اسم البروف الزراعي (قنيف) الذي كان منزل جده تكية واستراحة لجمالة البجا.
ولأن الاستاذ محمود (رباطابي مرخص في وقر قلب القاش) فإنه يجيد اللغة الهدندوية بقدر معقول.. وكان شقيقه الراحل أحمد دفع السيد –عليه رحمة الله – حجة ومرجعاً في دقائق تفرعات اللغة الهدندوية.. ودونكم البروف عوض حاج على المدير السابق لجامعة النيلين وهو أصلاً من الرباطاب ولكنه يتفوق على الجميع بمعرفته لتلك المنطقة لساناً وانساباً وهذا هو السودان يا أخي أكلاب.
وشاهدنا هنا هو أن طلاب الاستاذ محمود كانوا يتصيدونه في مختلف المواقع –والمعلم عدَّاد – للاستمتاع والتلذذ بسماع تلك العبارة بلغة الهدندوا التي تخرج من الصدر بقوة وعصف الفنان محمد البدري في حدائه الحماسي تحت بريق وعرضة السيوف.. ويحكي أن أحد الطلاب ذهب مع بعض أصدقائه إلى مدرسة ما وجلس مع طلاب الصف في حصة التاريخ.. وعلى غير عادته لم يكرر الاستاذ محمود تلك العبارة بالهدندوية.. وكانت المفاجأة عندما وقف الطالب (الزائر الغائر) ليقولها محتجاً: والله يا أستاذ أنا جيت اليوم مخصوص للمدرسة دي عشان أسمع كلامك بالهدندوي.. تقوم تقوله بالعربي؟! أنا كان داير العربي أكان جيتكم قاطع كبري شمبات كدَّاري؟!
بالنظرة يفهم
صحيح أن لغة الهدندوة ومعظم لغات الشرق جاذبة حتى لمن لا يعرفها.. ولكنني أخذت على الاستاذ محمود تطويله في (تحذير) وتنبيه مساعد للمك نمر.. فالحال واللحظة والانفعال لا يسع لأكثر من كلمة واحدة تقال سريعاً.. والمك بالهمسة يفهم دون أن يلحظ الباشا (الغشيم) الكلام (البيني وبينك) وفي تقديري وحسب معرفتي المتواضعة فالأقرب للمنطق أن مساعد قال للمك (صبراً) أو (انتظر) وبلغة اليوم (روِّق المنقا).. وما يعادلها بالهدندوية (بأشِّيقا) وهي الأدق في رأي الوزير السابق عبدالله إبراهيم فكي (عنتر).. وربما (هقيتا) وربما (سنيا).. وكانت والدتنا البربراوية الرباطابية تقول لنا في مثل هذا الموقف (سِمأكا) ولا نتكلم حتى نهدأ ونحن صبيان فنقع في مشكل مع رصفائنا القادمين من الشمال..!
الاعتذار لأب شنب
ولكن ما علاقة كل ذلك بحكاية اللواء (م) محمد أحمد أونور ومقولته التي سالت بها أحبار الصحافة: (بعض مزارع الدجاج محمية من فوق)..؟! أقول لكم.. عندما سئل الأخ الدكتور غازي صلاح الدين قبل فترة مضت في قناة الجزيرة عن (لماذا يقول الرئيس البشير عكس ما تقول الآن) قال ما معناه.. أنا أتحدث الآن بدبلوماسية في حوار منطقي.. فهل تريدون أن يتحدث الرئيس أمام الحشود الجماهيرية بدبلوماسية باردة؟! أي رئيس يفعل ذلك؟.
وهكذا كان الأخ أونور في ندوة لاَنَ فيها النقاش وسهل قياده.. والهواء بارد.. والجلسة مريحة والكلمات مرحرحة.. فقال ما قال بما يوافق كلام الرجال في مثل هذه الأحوال.. أو كالذي يشق أحد أحياء العاصمة ورائحة دخان البنقو تزكم انفه فيقول (ناس حي الفناجرة بتاعين بنقو).. ولأنك لا تملك لحظتها الدليل المادي فما عليك إلا أن تقول عند المواجهة الحاكمية: (أنا قلت حي الطنابرة) ولأنهم يجهلون وجود حي بهذا الاسم فإن حيثيات القضية سوف تنحسر ليعزف البعض ويطنبر على أوتار مختلفة السلالم.. وينسحب الجميع حتى لا يحسبوا في مقام التنابلة.
وهكذا في حالة أونور.. لو كنت لحظتها حاضراً لانحزت إلى جانبه جهوياً وأهمس في اذنه بعدم الكلام أو إصدار البيان وأن (يلوك) الصبر ويتحمل نار الانتظار (بأشِّيقا).. وربما قلتها بالنوبية الحلفاوية كما كنا أيام الدراسة الجامعية بين أصدقائنا الحلفاويين (سارتم) أي أن (القطر فيه مفتش).. وهذا مع اختلاف الحال والمعني.. وأعلم أن أخي أكلاب سوف يرد على هذا بالمقال المفصَّل.
وأعلم أن الأخ أونور كان سيستجيب طالما أنه ترعرع بين قوم يعرفون الأصول ويرضخون طاعةً لمقولات الحكمة وإشارات الحكماء التي تلقوها وطعموها أباً عن جد.. ويطأطئون رؤوسهم في مجالس كبارهم وهم يمدون أيادي الصفح وكلمات الاعتذار لمن يستحق..!
ويقيني أن الأخ أونور إن صبر وإنتظر فإنه لن يلجأ لتطبيق ثقافة الاعتذار التي رضعها في مجالس قومه لأنني سوف أذكره بحكايات كثيرة حدثت وتحدث كل يوم ولا أحد يعتذر عنها.. فالمعنى باللوم هذه الأيام يسد دي بي طينة ودي بي عجينة.. وكل شيء مع ريح الزمن يروح.. أو كما يقول الخواجات: Everything by time will die out ولكنه ربما أفحمني بحكاية مستر كلارك الذي جاء للسودان بعد ثلاثين عاماً ليعتذر لمواطن سوداني بسيط كان قد أساء اليه ويمنحه كامل ثروته بعد موته.
وفي هذه الحال سوف أرد عليه مسألته بحكاية الوزير الذي أخطأ في حق المواطن أب شنب.. ومرت الأيام ومرّ زمان ولم يتنازل من علاه الفوق ويعتذر ليكبر ويطول أمام أعيننا جميعاً..! ولولا أن قصة مستر كلارك موثقة لقيل إنها (عنكوليب) ساكت.. أو رموك بكلمة مماثلة كقولهم (الجاااك)!.
وللعلم فإن طلاب الأساس بمؤسستنا التعليمية قبل أيام قدموا الحكاية مسرحياً بشكل ممتاز.. وتمنيت لو أن الوزير غلام شاهدهم!
على غير تقوى
يقولها بعض المسلمين في أديس أببا عندما يشتعل الخلاف بينهم وبين لجنة المسجد الأنور – أكبر مساجد العاصمة أديس أببا – وما أكثر خلافاتهم كحال المسلمين هذه الأيام في كل مكان.. يقولون إنه مسجد أسس وبني على غير تقوى!!.. وطبعاً المقصود أن من بني المسجد وكذا المعهد في هرر وغيرهما هم الايطاليون خلال فترة إحتلالهم القصيرة لأثيوبيا في نهاية الثلاثينيات وأول الأربعينيات من القرن الماضي.. وهذه بالطبع سياسة إيطالية معروفة.
وفي صحف الخميس الماضي السابع من مارس 2013 جاء في صدارة الأنباء: الوطني يخلي مركزه العام بشارع المطار استعداداً لإعادة بنائه في شكل برج بموجب (منحة الحزب الشيوعي الصيني).. فهل يا ترى ينطبق على مقر (الوطني) ما انطبق على المسجد الأنور بأديس؟.. ومعلوم أيضاً أن الايطاليين في تلك الفترة شيدوا الجزء الأهم من المسجد الأثري (الآن) في حي الختمية بكسلا قبالة الجبل المهيب.. ومازال رغم عدم استكماله من ذاك الوقت قبلة الزوار والمعماريين والفضوليين الذين يستمتعون بالتطلع لهياكله وأعمدته وزخارفه.
مسجد السيد علي
وبمناسبة الحديث عن المساجد ومساجد آل الختم فما زال مسجد السيد علي الميرغني ببحري رغم أهميته (الزعامية) وموقعه المهم ومعماره (المتعوب عليه) إلا أن فرشه القديم كما رأيته مؤخراً صار ناشفاً ومتكلساً مثل جلد العجل الذي يحمله اللبانة طيلة العام ليرشوه بقليل من الحليب عند حلب البقرة الأم التي تلحسه وينطلق (جلدها) ويسترخي ضرعها فتدر اللبن.. وهذا بالضبط ما يحدث عند الصلوات الخمس بحيث يترطب المكان بنداوة الإيمان وإسباغ الوضوء على الوضوء ليعود مرة أخرى كما كان جلداً ناشفاً.. وقلتها في زمن مضي.. لو أن سيدنا الميرغني أشار بأصبعه في أيِّ من دول الخليج لأفترشت كل مساجدنا بأبهى وأطيب السجاد الفارسي.. فهل يا ترى (الإشارة ما زالت عطلانه؟) ولأن مكيفات مسجد بحري الكبير وصلت والى حين تركيبها سوف احدثكم عن ضرورة تكييف مسجد السيد علي.
سراي الحاكم الكسلاوي
نعيد نشر صورة منزل حاكم كسلا الأثري منذ العهد التركي إلى المهدوي والثنائي والوطني ليتغير الاسم من الحاكم العام إلى المدير والمحافظ في عهد مايو والوالي في عهد الإنقاذ.. الصورة التقطتها في ذات اليوم الذي تم فيه هدمه ليستحيل المكان إلى حدائق شعبية غناء.. وللتأكيد زوروا كسلا بعد أيام.. ونأسف لورود الشرح الاسبوع الماضي بلا صورة.
الحكومة ما بتدفع
تبدأ عملاً مشروعاً مفيداً في إحدي الولايات وفاء لأهلك وربطاً بشؤونهم وشجونهم فتفاجأ بأن أذرعة وشعب الحكومة الولائية هي من يحبطك بكثرة الديون التي لا يُدفع منها إلا القليل لتليها مديونية أثقل منها كما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين.. تطلق مائة من السجناء وتعتقل أضعافاً مثلها.. وأما إذا ما دخل الأمر في حوش الاستثمار فإن الوجهة تتحول إلى الغرباء الأجانب من التجار وتعرض عليك أنت المواطن بأسعار النار.. ولا تملك إلا أن تقول يا ستار.. والدنيا دوارة.. ومخافة الله أحق.
ولكن اكثر ما يحيرني في كثير من مسؤولي المال في كل دواويننا المالية الاتحادية والولائية والتي عرف عنها المماطلة في تسديد الحقوق مع كثرتها أن أمرها وصل إلى التقاعس حتى عن دفع (رسوم) السودان لدى الأمم المتحدة وهي أي دواويننا المالية تسائلنا في كل صغيرة وكبيرة برسوم لا نطيقها.. وقبل بضع سنوات حدثني صاحب محل بيع العطور العربية في جدة واسمه (أمير العود) بأن دبلوماسياً سودانياً من أمريكا اشتري منه عطوراً بمبلغ أربعين الف ريال.. وهكذا الحال نصرف في كل الأحوال وننسى البيت والعيال..!
السودان بلد النعيم والجحيم
المؤلفة ديبورا لكتاب (حرب ايما) وإشاراتها لهمس زملائها الخواجات الذين سكنوا معها في فندق الاكروبول ودخولها للكثير من مواقع القتال والجفاف في الجنوب ودارفور وحدود أرتريا مع السودان تعكس الكثير من المواقف التي تجلت الآن حقائق ماثلة (نتلمظ) نتائجها.. فهي تتحدث مثلاً عن أحلام شيفرون في البترول واليورانيم عند حدود دارفور مع الجنوب ثم تدلف إلى مسألة الصحوة الاسلامية ومصالحة نميري مع الاسلاميين الذين – في رأيها – رفضوا اتفاق أديس الذي يساوي بين الاسلام والمسيحية في الجنوب إلى الحديث عن الشريعة الاسلامية التي أعلنها النميري ورفض الجنوبيين القاطع لها مما أدى إلى هبَّات وثورات الجنوب وأهمها حركة النوير ( أنانيا-تو) بالقرب من منطقة حقول النفط وتلاها حركة مجموعة (بلتون) الكولونيل دكتور قرنق (الدينكاوي) ذات المطالب الجديدة وترحاب إثيوبيا به مما أكسبها اليد العليا في حربها ضد الثوار الإرتريين وبالتالي كانت مخيمات اللاجئين كما تعتقد المؤلفة تخرِّج مجموعات مضادة لإثيوبيا.
من الحب ما قتل
وكانت إيما ترى كما روت المؤلفة بحسب تحليل (كاف) للموقف بأن فوز الأحزاب الاسلامية في عام 86 يعني ضياع محادثات السلام مع قرنق إلى حين.. وإيما هذه رغم علاقتها مع (كاف) إلا أن الشاب السوداني (زاي) الذي عرفها أيضاً في إنجلترا بواسطة (كاف) عندما ذهب لمخيمات اللاجئين في الحدود مع أرتريا الحَّ كثيراً عليها كي تأتي اليهم وتعمل داخل المخيمات ويبدو أنه كان متيماً بها وهو يكاتبها (قرأت رسالتك ثلاث مرات للتأكد من أنني مررت على كل كلمة كتبتينها.. وأن وجهك بابتسامته الجميلة دائماً ما يرتسم أمامي).
ورغم ذلك وصفت إيما السودان بعد أن قضت وطراً في المخيمات بأنه ليس بالبلد الجميل ولكنه يأخذك بسحر أهله إما إلى النعيم وإما الجحيم..!
الحب في الشُوك
ويبدو أن ما جعل إيما تصف السودان بالجحيم لأنها وصلت السودان في ذات اليوم الذي احتفل فيه رئيس الحكومة السودانية وقتذاك السيد الصادق المهدي بنصر الإمام المهدي على غردون باشا وقراره أن يكون يوماً وطنياً.. وفي الجانب الآخر يقول لها (المتيم) في ضواحي القضارف (كل الشُّوك في انتظارك).. وتبعث لأمها برسالة في انجلترا تقول لها فيها إن السودانيين يعاملونها مثل الملكة Treated her like a queen فقد كانت الأنثى الوحيدة التي تعمل بين الرجال في المخيم وكمان خواجية.. وبالتالي لا حظت أن الجميع (يتكبكب) في حضرتها.. ولا تنسوا أنها (خبلت) ريك مشار و(قلقلت) قيادات الحركة في النار!! طيب مافي خواجيايا تتوسط في المفاوضات؟!.
فتخيلوا أن هذه البنت الجميلة عاشت في الشوك ومخيمات أم راكوبة وحكومة..! بالمناسبة هل سمعتم بحكاية زواج حلة حكومة في الستينيات.. راجعوا كتابات محمد توفيق الساخرة التي طالب فيها الحكومة أن تحمي عرضها بعد أن تزوج رجل رجلاً يا حي الصافية!
المهم بعد كل هذا لم تجد الآنسة إيما وظيفة في منظمات الإغاثة كما وعدها (المتيمون) ولو كانت في أيامنا دي لأصبحت هي رئيسة اللجنة ونحن طلاب المعاينة..! هو غير (المعاينة) دي الخرب بلدنا شنو؟
ولذلك رجعت للخرطوم.. وبعدها يا غريب بلدك.. تجرجر الخيبة وتقطر عرقاً..! ولأن السودانيين ناس (طيبين وحبوبين وحبابين) فقد وجدت في بلدها.. أكرر في بلدها الشاب السوداني النبيل المثقف (خاء) الذي أوجد لها عملاً ورعاها وحماها.. ومرة ثانية نواصل حكاية التاريخ مع برفيسورة التاريخ التي كنت أنا في آخر الستينيات تلميذاً لها بجامعة الخرطوم!.
المساء 101
طرِّقوا أسماعكم وجهزوا راديوهاتكم.. فالبث التجريبي الخوجلي إف إم 101 سوف ينسرب عبر الجميع.. الزول دا عاوز يصل وين؟.. المهم العاوز تسجيلات (نخب أول) من المدائح والطرب الأصيل عليه بمساء ود خوجلي.
نفايات
في بحري وفي شوارعها الرئيسية تأتي سيارة النفايات وتشيل كيس كيسين من البرميل والباقي يبقى كما هو.
خلينا نشوفك
يا معتمد بحري.. دعنا نراك.. بعملك وجهودك وحركتك.. وفقك الله.
من يصدق
إذاعة أم درمان (عرضت) مع كل الولايات في امتحان شهادة الأساس.. وفي صباح الاثنين الماضي أغفلت تماماً شهادة ولاية الخرطوم! يا ربي دكتور معتصم معتصم عن الكلام أم أن أماني الكسلاوية في إجازة؟ ولاّ يمكن ناس الإذاعة ما عندهم زول ممتحن؟ وكتَّر خير عناوين الصحف..!!
بالمناسبة دخول المسؤولين والمصورين لقاعات الامتحانات يشوش على الطلاب.. خلوهم في حالهم.. والعندكم أدوهو ليهم أثناء العام وليس في يوم البهرجة.. و مرحلة أساس بدون معمل كمبيوتر مضيعة وقت.
العودة للشباب
إجازة في مضارب الرشايدة حول منطقة كسلا: تشرب لبن إبل طازج من امه.. وتأكل لحم طير مما تشتهي خاصة الحُبار وجداد الوادي.. ولحم صيد خلوي.. وتشرب عصير دوم من درديب وقنقليس وشاي كركدي والتسالي لالوب أخضر طازج ونبق وتحلي بعسل سدر حبشي.. وقريب وموز كسلاوي.. وسلطة جرجير وخيار وعجور وخس وبقدونس وطماطم بلدي من وقر.. وعشان تآمنوا تعالوا اسمعكم تسجيلي مع الزعيم الرشايدي نفاع بركات (دوحيان) في السبعينيات.
وكم وجهت الدعوة عبر الصحف لأخي الأستاذ علي عثمان محمد طه الذي لم يستمتع بإجازة كاربة منذ أن كان طالباً ليقضيها في كسلا بعيداً عن الأسماع.. فهلا استجاب في الخريف القادم؟ وليت المكان مجمع الأخ مبروك مبارك في ضواحي كسلا.. إنه جنة النقاهة.. وإكسير العودة إلى الشباب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.