مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أونور لم يعتذر.. وليته صمت وصبر وانتظر..!
نشر في السوداني يوم 13 - 03 - 2013


هترشات.. مشاترات.. دندنة وطنطنة
الشيخ درويش
أونور لم يعتذر.. وليته صمت وصبر وانتظر..!
حكاية مساعد والمك
يقال إن استاذ التاريخ بالمرحلة الثانوية محمود دفع السيد عندما يقص على طلابه الجالسين للشهادة الثانوية حكاية المك نمر ومجادلته للباشا إسماعيل –قبل الحريق – يردد عبارات باللغة البجاوية تحمل ذات المعاني التي همس بها مساعد في أذن المك.. ومعلوم أن تأثير البجا في منطقة النيل والجعليين على وجه الخصوص لها آثارها الثقافية والرحمية المعروفة.. بدءاً من البجراوية والقراي جنوباً إلى منزلة (أحمد قَنَفَا) في منطقة بربر شمالاً والتي تحرَّف منها اسم البروف الزراعي (قنيف) الذي كان منزل جده تكية واستراحة لجمالة البجا.
ولأن الاستاذ محمود (رباطابي مرخص في وقر قلب القاش) فإنه يجيد اللغة الهدندوية بقدر معقول.. وكان شقيقه الراحل أحمد دفع السيد –عليه رحمة الله – حجة ومرجعاً في دقائق تفرعات اللغة الهدندوية.. ودونكم البروف عوض حاج على المدير السابق لجامعة النيلين وهو أصلاً من الرباطاب ولكنه يتفوق على الجميع بمعرفته لتلك المنطقة لساناً وانساباً وهذا هو السودان يا أخي أكلاب.
وشاهدنا هنا هو أن طلاب الاستاذ محمود كانوا يتصيدونه في مختلف المواقع –والمعلم عدَّاد – للاستمتاع والتلذذ بسماع تلك العبارة بلغة الهدندوا التي تخرج من الصدر بقوة وعصف الفنان محمد البدري في حدائه الحماسي تحت بريق وعرضة السيوف.. ويحكي أن أحد الطلاب ذهب مع بعض أصدقائه إلى مدرسة ما وجلس مع طلاب الصف في حصة التاريخ.. وعلى غير عادته لم يكرر الاستاذ محمود تلك العبارة بالهدندوية.. وكانت المفاجأة عندما وقف الطالب (الزائر الغائر) ليقولها محتجاً: والله يا أستاذ أنا جيت اليوم مخصوص للمدرسة دي عشان أسمع كلامك بالهدندوي.. تقوم تقوله بالعربي؟! أنا كان داير العربي أكان جيتكم قاطع كبري شمبات كدَّاري؟!
بالنظرة يفهم
صحيح أن لغة الهدندوة ومعظم لغات الشرق جاذبة حتى لمن لا يعرفها.. ولكنني أخذت على الاستاذ محمود تطويله في (تحذير) وتنبيه مساعد للمك نمر.. فالحال واللحظة والانفعال لا يسع لأكثر من كلمة واحدة تقال سريعاً.. والمك بالهمسة يفهم دون أن يلحظ الباشا (الغشيم) الكلام (البيني وبينك) وفي تقديري وحسب معرفتي المتواضعة فالأقرب للمنطق أن مساعد قال للمك (صبراً) أو (انتظر) وبلغة اليوم (روِّق المنقا).. وما يعادلها بالهدندوية (بأشِّيقا) وهي الأدق في رأي الوزير السابق عبدالله إبراهيم فكي (عنتر).. وربما (هقيتا) وربما (سنيا).. وكانت والدتنا البربراوية الرباطابية تقول لنا في مثل هذا الموقف (سِمأكا) ولا نتكلم حتى نهدأ ونحن صبيان فنقع في مشكل مع رصفائنا القادمين من الشمال..!
الاعتذار لأب شنب
ولكن ما علاقة كل ذلك بحكاية اللواء (م) محمد أحمد أونور ومقولته التي سالت بها أحبار الصحافة: (بعض مزارع الدجاج محمية من فوق)..؟! أقول لكم.. عندما سئل الأخ الدكتور غازي صلاح الدين قبل فترة مضت في قناة الجزيرة عن (لماذا يقول الرئيس البشير عكس ما تقول الآن) قال ما معناه.. أنا أتحدث الآن بدبلوماسية في حوار منطقي.. فهل تريدون أن يتحدث الرئيس أمام الحشود الجماهيرية بدبلوماسية باردة؟! أي رئيس يفعل ذلك؟.
وهكذا كان الأخ أونور في ندوة لاَنَ فيها النقاش وسهل قياده.. والهواء بارد.. والجلسة مريحة والكلمات مرحرحة.. فقال ما قال بما يوافق كلام الرجال في مثل هذه الأحوال.. أو كالذي يشق أحد أحياء العاصمة ورائحة دخان البنقو تزكم انفه فيقول (ناس حي الفناجرة بتاعين بنقو).. ولأنك لا تملك لحظتها الدليل المادي فما عليك إلا أن تقول عند المواجهة الحاكمية: (أنا قلت حي الطنابرة) ولأنهم يجهلون وجود حي بهذا الاسم فإن حيثيات القضية سوف تنحسر ليعزف البعض ويطنبر على أوتار مختلفة السلالم.. وينسحب الجميع حتى لا يحسبوا في مقام التنابلة.
وهكذا في حالة أونور.. لو كنت لحظتها حاضراً لانحزت إلى جانبه جهوياً وأهمس في اذنه بعدم الكلام أو إصدار البيان وأن (يلوك) الصبر ويتحمل نار الانتظار (بأشِّيقا).. وربما قلتها بالنوبية الحلفاوية كما كنا أيام الدراسة الجامعية بين أصدقائنا الحلفاويين (سارتم) أي أن (القطر فيه مفتش).. وهذا مع اختلاف الحال والمعني.. وأعلم أن أخي أكلاب سوف يرد على هذا بالمقال المفصَّل.
وأعلم أن الأخ أونور كان سيستجيب طالما أنه ترعرع بين قوم يعرفون الأصول ويرضخون طاعةً لمقولات الحكمة وإشارات الحكماء التي تلقوها وطعموها أباً عن جد.. ويطأطئون رؤوسهم في مجالس كبارهم وهم يمدون أيادي الصفح وكلمات الاعتذار لمن يستحق..!
ويقيني أن الأخ أونور إن صبر وإنتظر فإنه لن يلجأ لتطبيق ثقافة الاعتذار التي رضعها في مجالس قومه لأنني سوف أذكره بحكايات كثيرة حدثت وتحدث كل يوم ولا أحد يعتذر عنها.. فالمعنى باللوم هذه الأيام يسد دي بي طينة ودي بي عجينة.. وكل شيء مع ريح الزمن يروح.. أو كما يقول الخواجات: Everything by time will die out ولكنه ربما أفحمني بحكاية مستر كلارك الذي جاء للسودان بعد ثلاثين عاماً ليعتذر لمواطن سوداني بسيط كان قد أساء اليه ويمنحه كامل ثروته بعد موته.
وفي هذه الحال سوف أرد عليه مسألته بحكاية الوزير الذي أخطأ في حق المواطن أب شنب.. ومرت الأيام ومرّ زمان ولم يتنازل من علاه الفوق ويعتذر ليكبر ويطول أمام أعيننا جميعاً..! ولولا أن قصة مستر كلارك موثقة لقيل إنها (عنكوليب) ساكت.. أو رموك بكلمة مماثلة كقولهم (الجاااك)!.
وللعلم فإن طلاب الأساس بمؤسستنا التعليمية قبل أيام قدموا الحكاية مسرحياً بشكل ممتاز.. وتمنيت لو أن الوزير غلام شاهدهم!
على غير تقوى
يقولها بعض المسلمين في أديس أببا عندما يشتعل الخلاف بينهم وبين لجنة المسجد الأنور – أكبر مساجد العاصمة أديس أببا – وما أكثر خلافاتهم كحال المسلمين هذه الأيام في كل مكان.. يقولون إنه مسجد أسس وبني على غير تقوى!!.. وطبعاً المقصود أن من بني المسجد وكذا المعهد في هرر وغيرهما هم الايطاليون خلال فترة إحتلالهم القصيرة لأثيوبيا في نهاية الثلاثينيات وأول الأربعينيات من القرن الماضي.. وهذه بالطبع سياسة إيطالية معروفة.
وفي صحف الخميس الماضي السابع من مارس 2013 جاء في صدارة الأنباء: الوطني يخلي مركزه العام بشارع المطار استعداداً لإعادة بنائه في شكل برج بموجب (منحة الحزب الشيوعي الصيني).. فهل يا ترى ينطبق على مقر (الوطني) ما انطبق على المسجد الأنور بأديس؟.. ومعلوم أيضاً أن الايطاليين في تلك الفترة شيدوا الجزء الأهم من المسجد الأثري (الآن) في حي الختمية بكسلا قبالة الجبل المهيب.. ومازال رغم عدم استكماله من ذاك الوقت قبلة الزوار والمعماريين والفضوليين الذين يستمتعون بالتطلع لهياكله وأعمدته وزخارفه.
مسجد السيد علي
وبمناسبة الحديث عن المساجد ومساجد آل الختم فما زال مسجد السيد علي الميرغني ببحري رغم أهميته (الزعامية) وموقعه المهم ومعماره (المتعوب عليه) إلا أن فرشه القديم كما رأيته مؤخراً صار ناشفاً ومتكلساً مثل جلد العجل الذي يحمله اللبانة طيلة العام ليرشوه بقليل من الحليب عند حلب البقرة الأم التي تلحسه وينطلق (جلدها) ويسترخي ضرعها فتدر اللبن.. وهذا بالضبط ما يحدث عند الصلوات الخمس بحيث يترطب المكان بنداوة الإيمان وإسباغ الوضوء على الوضوء ليعود مرة أخرى كما كان جلداً ناشفاً.. وقلتها في زمن مضي.. لو أن سيدنا الميرغني أشار بأصبعه في أيِّ من دول الخليج لأفترشت كل مساجدنا بأبهى وأطيب السجاد الفارسي.. فهل يا ترى (الإشارة ما زالت عطلانه؟) ولأن مكيفات مسجد بحري الكبير وصلت والى حين تركيبها سوف احدثكم عن ضرورة تكييف مسجد السيد علي.
سراي الحاكم الكسلاوي
نعيد نشر صورة منزل حاكم كسلا الأثري منذ العهد التركي إلى المهدوي والثنائي والوطني ليتغير الاسم من الحاكم العام إلى المدير والمحافظ في عهد مايو والوالي في عهد الإنقاذ.. الصورة التقطتها في ذات اليوم الذي تم فيه هدمه ليستحيل المكان إلى حدائق شعبية غناء.. وللتأكيد زوروا كسلا بعد أيام.. ونأسف لورود الشرح الاسبوع الماضي بلا صورة.
الحكومة ما بتدفع
تبدأ عملاً مشروعاً مفيداً في إحدي الولايات وفاء لأهلك وربطاً بشؤونهم وشجونهم فتفاجأ بأن أذرعة وشعب الحكومة الولائية هي من يحبطك بكثرة الديون التي لا يُدفع منها إلا القليل لتليها مديونية أثقل منها كما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين.. تطلق مائة من السجناء وتعتقل أضعافاً مثلها.. وأما إذا ما دخل الأمر في حوش الاستثمار فإن الوجهة تتحول إلى الغرباء الأجانب من التجار وتعرض عليك أنت المواطن بأسعار النار.. ولا تملك إلا أن تقول يا ستار.. والدنيا دوارة.. ومخافة الله أحق.
ولكن اكثر ما يحيرني في كثير من مسؤولي المال في كل دواويننا المالية الاتحادية والولائية والتي عرف عنها المماطلة في تسديد الحقوق مع كثرتها أن أمرها وصل إلى التقاعس حتى عن دفع (رسوم) السودان لدى الأمم المتحدة وهي أي دواويننا المالية تسائلنا في كل صغيرة وكبيرة برسوم لا نطيقها.. وقبل بضع سنوات حدثني صاحب محل بيع العطور العربية في جدة واسمه (أمير العود) بأن دبلوماسياً سودانياً من أمريكا اشتري منه عطوراً بمبلغ أربعين الف ريال.. وهكذا الحال نصرف في كل الأحوال وننسى البيت والعيال..!
السودان بلد النعيم والجحيم
المؤلفة ديبورا لكتاب (حرب ايما) وإشاراتها لهمس زملائها الخواجات الذين سكنوا معها في فندق الاكروبول ودخولها للكثير من مواقع القتال والجفاف في الجنوب ودارفور وحدود أرتريا مع السودان تعكس الكثير من المواقف التي تجلت الآن حقائق ماثلة (نتلمظ) نتائجها.. فهي تتحدث مثلاً عن أحلام شيفرون في البترول واليورانيم عند حدود دارفور مع الجنوب ثم تدلف إلى مسألة الصحوة الاسلامية ومصالحة نميري مع الاسلاميين الذين – في رأيها – رفضوا اتفاق أديس الذي يساوي بين الاسلام والمسيحية في الجنوب إلى الحديث عن الشريعة الاسلامية التي أعلنها النميري ورفض الجنوبيين القاطع لها مما أدى إلى هبَّات وثورات الجنوب وأهمها حركة النوير ( أنانيا-تو) بالقرب من منطقة حقول النفط وتلاها حركة مجموعة (بلتون) الكولونيل دكتور قرنق (الدينكاوي) ذات المطالب الجديدة وترحاب إثيوبيا به مما أكسبها اليد العليا في حربها ضد الثوار الإرتريين وبالتالي كانت مخيمات اللاجئين كما تعتقد المؤلفة تخرِّج مجموعات مضادة لإثيوبيا.
من الحب ما قتل
وكانت إيما ترى كما روت المؤلفة بحسب تحليل (كاف) للموقف بأن فوز الأحزاب الاسلامية في عام 86 يعني ضياع محادثات السلام مع قرنق إلى حين.. وإيما هذه رغم علاقتها مع (كاف) إلا أن الشاب السوداني (زاي) الذي عرفها أيضاً في إنجلترا بواسطة (كاف) عندما ذهب لمخيمات اللاجئين في الحدود مع أرتريا الحَّ كثيراً عليها كي تأتي اليهم وتعمل داخل المخيمات ويبدو أنه كان متيماً بها وهو يكاتبها (قرأت رسالتك ثلاث مرات للتأكد من أنني مررت على كل كلمة كتبتينها.. وأن وجهك بابتسامته الجميلة دائماً ما يرتسم أمامي).
ورغم ذلك وصفت إيما السودان بعد أن قضت وطراً في المخيمات بأنه ليس بالبلد الجميل ولكنه يأخذك بسحر أهله إما إلى النعيم وإما الجحيم..!
الحب في الشُوك
ويبدو أن ما جعل إيما تصف السودان بالجحيم لأنها وصلت السودان في ذات اليوم الذي احتفل فيه رئيس الحكومة السودانية وقتذاك السيد الصادق المهدي بنصر الإمام المهدي على غردون باشا وقراره أن يكون يوماً وطنياً.. وفي الجانب الآخر يقول لها (المتيم) في ضواحي القضارف (كل الشُّوك في انتظارك).. وتبعث لأمها برسالة في انجلترا تقول لها فيها إن السودانيين يعاملونها مثل الملكة Treated her like a queen فقد كانت الأنثى الوحيدة التي تعمل بين الرجال في المخيم وكمان خواجية.. وبالتالي لا حظت أن الجميع (يتكبكب) في حضرتها.. ولا تنسوا أنها (خبلت) ريك مشار و(قلقلت) قيادات الحركة في النار!! طيب مافي خواجيايا تتوسط في المفاوضات؟!.
فتخيلوا أن هذه البنت الجميلة عاشت في الشوك ومخيمات أم راكوبة وحكومة..! بالمناسبة هل سمعتم بحكاية زواج حلة حكومة في الستينيات.. راجعوا كتابات محمد توفيق الساخرة التي طالب فيها الحكومة أن تحمي عرضها بعد أن تزوج رجل رجلاً يا حي الصافية!
المهم بعد كل هذا لم تجد الآنسة إيما وظيفة في منظمات الإغاثة كما وعدها (المتيمون) ولو كانت في أيامنا دي لأصبحت هي رئيسة اللجنة ونحن طلاب المعاينة..! هو غير (المعاينة) دي الخرب بلدنا شنو؟
ولذلك رجعت للخرطوم.. وبعدها يا غريب بلدك.. تجرجر الخيبة وتقطر عرقاً..! ولأن السودانيين ناس (طيبين وحبوبين وحبابين) فقد وجدت في بلدها.. أكرر في بلدها الشاب السوداني النبيل المثقف (خاء) الذي أوجد لها عملاً ورعاها وحماها.. ومرة ثانية نواصل حكاية التاريخ مع برفيسورة التاريخ التي كنت أنا في آخر الستينيات تلميذاً لها بجامعة الخرطوم!.
المساء 101
طرِّقوا أسماعكم وجهزوا راديوهاتكم.. فالبث التجريبي الخوجلي إف إم 101 سوف ينسرب عبر الجميع.. الزول دا عاوز يصل وين؟.. المهم العاوز تسجيلات (نخب أول) من المدائح والطرب الأصيل عليه بمساء ود خوجلي.
نفايات
في بحري وفي شوارعها الرئيسية تأتي سيارة النفايات وتشيل كيس كيسين من البرميل والباقي يبقى كما هو.
خلينا نشوفك
يا معتمد بحري.. دعنا نراك.. بعملك وجهودك وحركتك.. وفقك الله.
من يصدق
إذاعة أم درمان (عرضت) مع كل الولايات في امتحان شهادة الأساس.. وفي صباح الاثنين الماضي أغفلت تماماً شهادة ولاية الخرطوم! يا ربي دكتور معتصم معتصم عن الكلام أم أن أماني الكسلاوية في إجازة؟ ولاّ يمكن ناس الإذاعة ما عندهم زول ممتحن؟ وكتَّر خير عناوين الصحف..!!
بالمناسبة دخول المسؤولين والمصورين لقاعات الامتحانات يشوش على الطلاب.. خلوهم في حالهم.. والعندكم أدوهو ليهم أثناء العام وليس في يوم البهرجة.. و مرحلة أساس بدون معمل كمبيوتر مضيعة وقت.
العودة للشباب
إجازة في مضارب الرشايدة حول منطقة كسلا: تشرب لبن إبل طازج من امه.. وتأكل لحم طير مما تشتهي خاصة الحُبار وجداد الوادي.. ولحم صيد خلوي.. وتشرب عصير دوم من درديب وقنقليس وشاي كركدي والتسالي لالوب أخضر طازج ونبق وتحلي بعسل سدر حبشي.. وقريب وموز كسلاوي.. وسلطة جرجير وخيار وعجور وخس وبقدونس وطماطم بلدي من وقر.. وعشان تآمنوا تعالوا اسمعكم تسجيلي مع الزعيم الرشايدي نفاع بركات (دوحيان) في السبعينيات.
وكم وجهت الدعوة عبر الصحف لأخي الأستاذ علي عثمان محمد طه الذي لم يستمتع بإجازة كاربة منذ أن كان طالباً ليقضيها في كسلا بعيداً عن الأسماع.. فهلا استجاب في الخريف القادم؟ وليت المكان مجمع الأخ مبروك مبارك في ضواحي كسلا.. إنه جنة النقاهة.. وإكسير العودة إلى الشباب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.