كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    أيهما تُفَضَّل، الأمن أم الحرية؟؟    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التقويم بالقلم الأحمر.. لا الإغلاق بالشمع الأحمر!
نشر في السوداني يوم 27 - 02 - 2013


هترشات.. مشاترات.. دندنة وطنطنة
الشيخ درويش
التقويم بالقلم الأحمر.. لا الإغلاق بالشمع الأحمر!
* التشوف عوجة رقبتنا
أشار الأخ الأستاذ عزالدين الهندي (بنفس حار) وهجوم كاسح وانفعالي للغاية في عدد المجهر الخميس الماضي 21 فبراير 2013 على إحدى مدارس الأساس (لم يسمها) وطالب بإغلاقها بالشمع الأحمر لأن رسومها تعادل 25 ألف دولار.. و 15 ألف دولار للروضة ولم يشر إن كان الترحيل والكتب والدفاتر والزي المدرسي ضمن المبلغ وكذا إن كان هناك سكن داخلي للطلاب أم لا أو أن عدد طلاب الصف أقل من عشرة تلاميذ أو أكثر أو أن المدرسة تقدم ميزات أخرى كركوب الخيل والسباحة وصنوف التربية البدنية الأخرى أو أنها تأخذ تلاميذها في زيارات علمية داخلية وخارجية وأن ذلك ضمن المبلغ المشار إليه أم لا.. ولم يشر أيضاً إلى نوعية وجنسية الأساتذة وكفاءتهم ومعدل رواتبهم وإلى آخره من هذه الأشياء.. علماً بأن عملية جراحية في واحدة من مستشفياتنا تعادل قرابة المبلغ المذكور.. ومع ذلك أتساءل وأشك إن كان الرقم الدولاري الذي ذكرته (المجهر) صحيحاً!!.
ولكن النقطة الأهم – إن صحت – هي إشارته إلى عدم تدريس التلاميذ مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية.. وإن كان الأمر كذلك فهذه بالفعل جريمة في حق الوطن لا تدانيها جريمة سوى جريمة عدم تضمين أركان الإسلام الخمسة لمقرر المرحلة الثانوية في مدارسنا وأن معظم معلمي التربية الإسلامية ممن قفزوا من مرحلة حفظ القرآن الكريم إلى الجامعات حسب القرار الرئاسي في هذا الشأن لم يتلقوا تعليماً نظامياً في السابق أو تدريباً على مهارات التدريس وما يتبعه من الأساليب التربوية.. وهكذا غالبية معلمي المواد الأخرى يفتقدون إلى التدريب وإلى الأساس القوي عند دخولهم لكليات التربية (The minimum qualifications).
وأما أن تكون هناك مدارس في الداخل – كما أعرف – تقول صاحبتها الأجنبية بصرامة عبر الطابور الصباحي وفي حضور أولياء الأمور No Arabic inside the School أي لا حديث بالعربية داخل المدرسة ويصفق لها فهذا أمر يستحق العقاب والمحاسبة فلو أن مدرسة عربية في بريطانيا فعلت ذات الشيء بعدم التحدث بالإنجليزية في لندن فإنها سوف تطرد صاحبها – لا مؤاخذة – بالشلوت بعد أن يضرب بالنبوت.
أعرف أسرة كانت في عاصمة إفريقية يدرس أبناؤها في الجامعة.. وكانوا من الأذكياء.. مازحت أبناءها أمام ذويهم بسؤالي لهم: هل قابلتم أخوات كان في الهيلتون؟ قالوا لا..! قلت: غريبة رأيتهم بصحبة (أخوات إن) وحسبت أنهم زاروكم؟! قالوا لا..!!.
المهم.. نوعية المدرسة التي أشار لها الأخ الهندي إن ضمنت مقرري التربية الإسلامية والعربية في منهجها وبالمواصفات التي تساءلت عنها آنفاً فلا بأس أن تكون مصروفاتها بهذا المستوى لمن يرغب من المليارديرية الذين يستأجرون كوشة العرس بثلاثين مليوناً.. أي والله.. وبالتحديد يوجد وزير فعل ذلك.. فنحن مثلاً يستأجر الواحد منا منزلاً بخمسة آلاف جنيه بما يوازي الستين الف جنيه سنوياً وأبناؤه يدرسون في مدرسة لا تزيده شيئاً.. لا في المجال الأكاديمي ولا في إعداده السلوكي والتربوي وتنمية شخصيته.. وهذا ما وقع فيه الكثير من اخواننا المغتربين حين تذهب معظم مدخراتهم في بناء بيت أسمنتي غالباً لا يسكنونه فيطلقون أبناءهم عكس الهواء بلا تعليم جيد.
وأقول لأخي الهندي الأفضل للمليارديرية أن (تذهب) فلوسهم في التعليم بدلاً من الهياكل والديكورات التي لا يوجد مثيلها في أغنى بلاد الخليج..! ولأن المسألة عرض وطلب فلك أن تسعر صحيفتك بعشرة جنيهات ولا أحد يعترضك.
* قال زيادة صُوُرية
وأما النموذج الذي اطلعت عليه أخيراً فهو عن مدرسة مماثلة لما أشار اليه الأخ الهندي رغم أنها تدرس اللغة العربية والتربية الإسلامية إلا أن مصروفاتها قد تضاعفت للعام الجديد بنسبة تقارب المائة بالمائة متسببة بارتفاع سعر الدولار علماً بأنها لا تدفع رواتبها بالدولار ولا تشتري حاجياتها من السوق بالدولار.. فالذي يدفع عشرة آلاف جنيه مثلاً.. تصير مصروفاته حوالي السبعة عشر الف جنيه (مرة واحدة) وقالوا إن ذلك (زيادة صُورية!) تصوروا! والغريبة أن إحدى فروع هذه المدرسة في منطقة بحري مثلاً والتي تدرس منهجاً بريطانياً تقبع في منزل عادي جداً يتكون من طابقين وذي حوش صغير جداً لا يسع حتى لطابور الصباح.. والمبلغ المذكور لا يشمل تكلفة الترحيل والتي كانت في الماضي الفين وما فوق وغالباً ما تتضاعف حسب الزيادة المشار اليها أعلاه..
ربما تكون شهادتي مجروحة في هكذا مجال ولكنني أملك كل الدلائل التي تثبت صحة ما أقول وأكثر وأعرف كيف أدافع عن شهادتي المجروحة.. يتعافي كامل.. وعلى كل حال فإن الدراسة الجادة مهما ارتفع ثمنها وخرمت الجيب تظل هي الأفضل من الخراب والتدمير الذي يسببه التعليم المتخلف! التعليم المتخلف أخي الهندي يحرق كل القاعدة الأساسية الشعبية وقيمها وسلوكياتها وطموحاتها..
* السهم الناري
وبمناسبة الأسعار فهناك أيضاً شركات (مغلواتية).. ولدي دليل مادي وموثق بأن شركة إصلاح سيارات معروفة طلبت عن إصلاح سيارة لاندكروزر (بيكاب 2010) حوالي المائة الف جنيه (مائة مليون بالقديم) لإصلاحها وذلك دون أن تكشف على ماكينة السيارة المعنية والتي جاءت من الأقاليم على أرجلها الأربع ولا تشتكي إلا من (صداع) خفيف ناحية الماكينة.
ولما تم إصلاحها في ورشة خاصة معتبرة حيث تم تغيير التالف بآخر جديد وأصلي فلم يتكلف كل الأمر بالمصنعية سوى أقل من عشرة آلاف جنيه!؟.. والغريبة أن مداخل وجراجات الشركة السابقة التي كادت أن تحرق صاحب البيكاب بشهابها الناري تذخر بسيارات كثيرة من ذات الماركة تتبع للمنظمات الأجنبية تنتظر الإصلاح.. فماذا يقول الأخ الهندي في مثل هذا؟.. لماذا لا يعرض إصلاح سيارته عليهم للتأكد؟! المصيبة البعض يدفع بلا سؤال..!!.
* التربح من اللاجئين
(حرب إيما).. وإيما كما أشرنا في مرات مضت هي موظفة الإغاثة البريطانية التي تزوجت ريك مشار أحد قيادات الحركة الشعبية (النويري).. درجت صديقتها ديبورا مؤلفة الكتاب في الأبواب الأولى تقديم السودان جغرافية وتاريخاً من منظور كاتب غربي للقارئ باللغة الإنجليزية أياً كانت هويته.. وعندما وطأت قدماها أرض السودان عام 1988 كما قالت لم تكن تعرف شيئاً عن السودان ولذلك كانت تعرض على القارئ الكثير مما لفت نظرها.. وفي معظمها سلبيات سلوكية في نظر قادم من بلاد تعد في مصاف الدول المتحضرة.
وهي سلبيات يشكلها – مثلاً – السكن في استراحة العنقريب وجيوش الذباب والباعوض والتحرشات بفتاة تسكن وتتحرك لوحدها.. وفي مجال عملها.. فلكي تتحصل مثلاً على تصريح التحرك فإنها كما قالت تتكبد مشقة الذهاب مرات ومرات للمكاتب المعنية كي تسلمهم مذكرة لكي يعطونها (موعداً) يتم من خلاله أو لا يتم تحديد (موعد) للحصول على تصريح السفر فيضيع الكثير من الزمن (Leaving notes for officials , making appointments to make appointment, but mostly I wasted my time..!) وهذا بالطبع قمة السخرية لأوضاع دولابية متخلفة.
وبالطبع في بدايات اليوم يذهب الجميع للفطور وما أدراك ما الفطور.. وهذا ما لمسه الآن وزير الاستثمار الأخ الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وأشياء لا يصدقها العقل.. حيث يستكمل المستثمر كل إجراءاته وعند الختم الأخير يقال له: تعال بكرة أو بعد بكرة!.
والشيء المؤسف نحن أبناء السودان نتحدث عن بلادنا شعباً وقيادة ومناخاً بلا مسؤولية.. فكما روت ديبورا عن صديقتها إيما بالرغم من أن صديقها السوداني (كاف) يجعلك تبكي من شدة الضحك عندما يحكي عن أخطاء الخواجات الشنيعة التي يرتكبونها في السودان إلا أنه يحدثها برومانسية عن بلاده غير السعيدة و(كاف) هذا هو الذي تعرفت عليه إيما في إنجلترا وقد وصفته الكاتبة بالأفريقي المثقف الأنيق ذو الابتسامة الوضاءة الذكية.. (The elegant African intellectual with the brilliant smile) والذي كما أشرت سابقاً قابلته إيما في المطعم الذي عملت فيه بلندن.. وهو متزوج ويكبر إيما بثمانية عشر عاماً.. وكان معنياً بالعمل الطوعي الخيري.. وقالت عنه الكاتبة بأنه كان يعيب على الغربيين كسبهم المادي الكبير من المتبرعين أكثر بكثير مما يقدمونه لمساعدة الآخرين في أفريقيا.. وهذا أمر معروف في كل عمل المنظمات الطوعية والتنموية.. فمثلاً إن كانت منحة تطوير منطقة غرب السافنا بالسودان من بلد غربي تبلغ عشرة ملايين دولار فإن معظمها يذوب في بنود رواتب الموظفين وتذاكر سفرهم وإقامتهم ونزهتهم.. وهذا ما يشبه (النكتة الاقتصادية) الألمانية التي تقول إن أحدهم ذهب لمنزل صديقه فوجد ابنته الفتاة الجميلة لوحدها فقال لها سوف أعطيك مائة يورو بشرط أن تخلعي فستانك.. ففعلت.. ثم قال لها سوف أعطيك مائة أخرى لكي تخلعي ما يليه.. وهكذا أعطاها ثلاثمائة يورو بعد أن جعلها عارية تماماً.. وما أن ذهب حتى جاء والدها ليسألها: هل جاء فلان إلى هنا وسلمك مبلغ الثلاثمائة يورو التي استدانها مني؟!.
شفتوا مخ الخواجات كيف؟! يعطيك باليمين ليأخذها باليسار.. يغريك بالشوكولاته ليأخذ منك الذهب ولو كان بحجم أرياب..!.
* اسرائيل على الخط
وأنا شخصياً قابلت (كاف) هذا في مناسبات عابرة بأديس أببا (وليس أبابا) في حوالي عام 87 أو بعدها بقليل تقريباً وكان بالفعل شخصاً مثقفاً ودوداً ذو شخصية جاذبة.. ومن آرائه التي ذكرتها المؤلفة: ليس بمقدور أي منظمة إغاثية تغطية احتياجات الشعوب.. ولكن الشعوب هي التي بمقدورها أن تفعل ذلك متى ما فعَّلت مقدرتها..
و(كاف) هذا لديه تأريخ حافل مع الأعمال الطوعية التي اقتحمها مع منظمات الأمم المتحدة في بداية السبعينيات بالمخيمات الأرترية على طول الحدود.. وأيامها كان متمردو الجنوب يطلقون على أنفسهم (الأنيانيا) ومعناها (السم) وبالتالي عرفت إيما من كاف أن احتضان السودان لثوار أرتريا الذي جعل أثيوبيا بالمثل تحتضن الجنوبيين.. وكذا إسرائيل قدمت للجنوبيين منذ البداية المساعدات العسكرية كواحد من أساليبها لإضعاف التحالفات العربية Israel, also gave the Southern Sudanese rebels military assistance, as a way of weakening the Arab coalitions. (نواصل بإذن الله).
* تبر وتراب
في حلقة السبت التاسع من فبراير 2013 التي قدمها أخي الاستاذ أحمد البلال الطيب مع الوزير كمال عبداللطيف وزير (المعادن ورفع القوى المعنوية والمعدنية) قال البلال على لسان أحد أعضاء الفريق العامل في البرنامج إنه سمع عبر إذاعة فرنسا العربية 24 بأن أزمة فرنسا المالية الأخيرة لم يحلها ويشد حيلها ويسوي ميلها ويجعلها تقدل في غير (عديلها) إلا ذهب أرياب في شرق السودان.
وكنت أتوقع من الأخ أحمد أن يترك كل الموضوع وقد وجد الخيط والخبر الأهم – وهو الصحفي – ليسأل السيد الوزير عن منجم أرياب بصورة مفصلة.. متى وكيف ولماذا يُسعف (وقعة) فرنسا ويجبر كسرها ونحن أهل المال وواقع الحال لا نراه ولا نلمسه ولا نعلمه.. وهل يدخل أرياب في الميزانية العامة.. وهل يستفيد منه أهل المنطقة.. وهل نضب معينه؟؟؟.. وأسئلة كثيرة كان يجب على الأخ أحمد أن يثيرها.. وعندها تتجلى الحقيقة لأهل إيراباب في البحر الأحمر وكلولقاب في وقر وود سلفاب في الجزيرة والسامراب في بحري ومن بعدها نقدل جميعاً على خطى الأورباب في عديلنا.
* القضاء أصعب المهن
الأخ الاستاذ اسحق أحمد فضل الله أحياناً يكتب كلاماً وأحياناً يطلق سهاماً.. وأحياناً يسجل أحكاماً.. وفي كل الأحايين يغزل ملاماً.. ولكنه في انتباهة الخميس 14 فالنتاين 2013 (قال كلام).. وهذه العبارة أخذتها قبل عقود مضت عن أخت كسلاوية خرطومية شاهدت الشاعر الراحل إدريس جماع – عليه رحمة الله – وهو يقف جوار سبيل ماء في ملف ما من أسواق الحلفاية والراديو على البعد يترنم من حنجرة الفنان سيد خليفة برائعة جماع: (أنت السماء بدت لنا) وجماع في (غيبونته) كما يقول ود الريح يردد همساً: قال كلام.. قال كلام..!.
وفي تلك الشكوى الحزينة لله زرف اسحق دفوعات الدمع ليكسب قضية الوطن.. وكان من أحكم ما كتبه في قضية السمكة التي تعفنت ضمن معروضات المحكمة وكأني بالقاضي ينظر عبر قانون العمل لسنة 97 المرتبك.. قال: إن المحكمة التي لا تنظر في اتجاهات الدائرة بكاملها تصبح دون أن تشعر جزءاً من الجريمة.. وقوله أيضاً: (وأن التراخي يجعل المتهم هو القاضي.. ويجعل القاضي هو المتهم).. ولتفسير كل ذلك وللقضاة بشكل خاص راجعوا حكاية قاضي المحكمة العليا مولانا دفع الله الرضي مع حكمة (القشة التي قصمت ظهر البعير) والتي ربطها مولانا زمرواي باستقالته..! وكن شجاعاً مادمت قاضياً.
* إيقاعات المبدعين
برنامج إيقاع الظهيرة من إذاعة أم درمان والذي يقدم بعد ظهر كل جمعة أصبح حقيقة (إيقاع المبدعين) وفي الجمعة الماضية تشرفنا بحديث الدكتورة العالمة ليلى زكريا عبدالرحمن أبو حبو التي طالبت في مرة سابقة رئاسة الجمهورية بالقبض عليها – كناية عن أهميتها وغلاوتها – ويومها حسبتها فقط اكتشفت بذور السكر الصناعية.. وفي اللقاء الإذاعي الأخير أسفرت عن كنوز عظيمة أقلها اكتشاف دواء السرطان في النبات والذي سيقود حتماً وبحول الله إلى تخليص البشر من أمراض السرطان.. وقلدتها دول العالم بشهادات البراءة والامتياز وأغلى ما قالته عن حبوبتها: يا بتي أصبري وأبلعي الغضب!.. وهذا هو الإبداع الذي نريده يا تجاني حاج موسى.. وإن كان لابد من الغناء فلنغني لليلى زكريا هذه الهدية الإلهية.. فالشعر والغناء لا يكون إلا بعد الحصاد الذي يملأ العين والبطن.. وبالله روقوا المنقة شوية!
* كسلا السياحية
أيتها السياحة الاتحادية ضعوا يمينكم في يد كسلا لتزودوها بفرق الدراسات الألمانية والإيطالية والتركية في السياحة ووفروا لها المال للنهوض بسياحة تجلب لزائريها كل أسباب المتعة البريئة والراحة على قالب من الأمن وقيم السماحة.. وإلا فلن تنهض السياحة وتنتصر بهزائم الشعراء العاطفية والألحان الرومانسية.. لماذا لا نجعل هذا العام عام الدراسات والبحوث السياحية؟، وبالمناسبة سياحة كسلا الأفضل أن تكون في شهر أغسطس حيث القاش والغمام والدعاش.
* اللكزس جات
أخي وصديقي الدكتور محمد عبدالله الريح عافاه الله وشفاه له نفس طويل في كل ما يكتب عدا ميدان الشعر.. وربما لأنه ليس بشاعر.. ولو أنه استكمل استهلاله في أغنية العريس التي نشرها بجريدة الإنتباهة.. (اللكزس جات.. برَّة يا ركشات) بعشرة أبيات أخرى كقوله مثلاً: ناس الدهب يا بنات.. جابوا الشيلة بالشاحنات..! يا حليل المغترب يا أخوات.. الحرق شبابه في الكفالات! وهكذا من كلام لأصبحت أغنيته نجمة الموسم وربما خطبت حصرياً لإحداهن من المغنيات بالشيء الفلاني ليصبح ود الريح صاحب المليار الثاني وزعيماً لقبيلة المبدعين بعد أن بدَّع وفرَّج.. وكفارة لعلمائنا المودِّعين.. ويا أولاد النيل (ناس الإبداع) سويتوا عجائب!
* كرم ودهب
السبت الماضي شهدنا خطوبة حفيدة الراحل المريخي والمصرفي مهدي الفكي الشيخ كرم الله – عليه رحمة الله – وكريمة الدكتور محمد جلي.. على نجل السفير عمر دهب.. وكدت أكون مترجماً بين الطرفين لولا أن الأخير طلع مثل (رباطابيتي) في الشرق تايوانياً خرطومياً.. فأنا أجيد اللغات النوبية كما يجيد الأخ ضياء الدين بلال اللغات الصينية والسنسكريتية.. وهنيئاً للجميع ودامت الأفراح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.