الخرطوم...رحلة البحث عن (سعادة)..!! الخرطوم : رقية يونس السعادة باب لا يستطيع اي شخص طرقه، ومفتاح لا يعرف اي فرد العثور عليه، فالسعادة ك( أبرة) في كومة قش تمتحن فيك قوة الصبر لكي تجدها، وفي حالة لم تعثر عليها ترهقك وتضعك امام خيارات عدة، الاستمرار في البحث أو العزوف عنها لتدعك للتذمر وعدم الرضا ومكالبة النفس، وبالتالي تصبح حياة كل منا (نقمة) تؤول معها المصاعب والشدائد ومفارقات اختيار الجيد والحسن، (السوداني) كانت هناك مع عدد من المواطنين وسألتهم مباشرة: هل انتم راضون..؟ تغيير جو: الموظفة رؤى عبدالله ابتدرت الحديث ل(السوداني) وقالت إن السعادة في يد صاحبها خاصة النساء من خلال تغيير جوها العام في المنزل وابدال الاثاث الموجود أو تحريكه من مكان لآخر لإحداث نوع من الرؤية المختلفة، وكذلك عند جلب العديد من الاواني للمطبخ، وزادت: تكمن قمة سعادتي في الحصول على ثوب جديد أو اشياء جديدة، واضافت: بعض النساء والفتيات يلجأن إلى وضع المكياج لتبدو عليهن علامات الاشراق وذلك يعتبر (دافعا) للسعادة. السعادة معدومة: نوال الامين ربة منزل تقول إن السعادة نسبية من شخص لآخر ولا تكون مائة في المائة في هذا الزمان لانها مرتبطة بالاقتصاد والوضع المالي الصعب، ولذلك اصبحت معدومة في زماننا هذا، وتضيف منال يعقوب من جامعة امدرمان الاسلامية أن السعادة بين الطرفين تكمن عند الحصول على هدية غير متوقعة في مناسبات مختلفة كنوع من المفاجأة السعيدة، واضافت أن تلك الهدايا تجعلها (طايرة فوق في السماء من شدة السعادة والفرح). ابتسامة وكدا: (ابتسامتك في وجه اخيك قمة السعادة)... هكذا قابلنا الحاج آدم ادريس وتساءل: ياخي الدنيا دي بنعيشها كم مرة ؟ وعدل من قعدته ومضي بقوله: (شوفي يا بتي الزول لو تابع حاجات الدنيا دي بشوفها كلها غم وهم عشان كده نصيحتي لجيل اليوم ده اتوكلوا على الله تجدوا السعادة ويطول عمركم). عدم رضا: الباحثة النفسية والاجتماعية ثريا ابراهيم تقول ل(السوداني) إن معظم المجتمع السوداني اصبح يعاني من عدم السعادة وعدم الرضا أو عدم القناعة بين الاشخاص بحيث يظل غير راض عن وضعه المادي والاجتماعي، وطالبت ثريا كافة هذه الشرائح بالبحث الدائم عن السعادة والمثابرة والاجتهاد للحصول عليها مع مراعاة منطق الوضع المعيشي للفرد ومكوناته المتاحة، بينما اقرت ثريا بعدم وجود سعادة كاملة نسبة لتقلبات الاوضاع الانسانية. اكتئاب نفسي: ثريا تواصل افادتها وتقول: من الضرورة أن ينتبه الشخص إلى كثرة تكرار الاحباط النفسي وعدم الرضا المتواصل خاصة وسط الشباب نسبة لغلاء المهور والعزف عن الزواج وكذلك مشاكل البطالة المتكررة، كما طالبت ثريا الازواج مراعاة زوجاتهن بعد الولادة واثناء فترة الحمل لما يلاقونه من تقلبات مزاجية والتي تعمل على زيادة الاكتئاب لديهن، وزادت أن الاحباط يقود الشخص إلى الاكتئاب المزمن فلذلك لابد من معاينة طبيب نفسي ليصف له الجرعات الدوائية المطلوبة، وأن يتابع المريض برامج اجتماعية لتجعله معافى سليماً.