"ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    تيك توك يحذف 16.5 مليون فيديو في 5 دول عربية خلال 3 أشهر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    وفد المعابر يقف على مواعين النقل النهري والميناء الجاف والجمارك بكوستي    الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة يكشف عن إحصائيات بلاغات المواطنين على منصة البلاغ الالكتروني والمدونة باقسام الشرطةالجنائية    وزيرا الداخلية والعدل: معالجة قضايا المنتظرين قيد التحرى والمنتظرين قيد المحاكمة    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الشان لا ترحم الأخطاء    والي الخرطوم يدشن أعمال إعادة تأهيل مقار واجهزة الإدارة العامة للدفاع المدني    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    مصالح الشعب السوداني.. يا لشقاء المصطلحات!    تايسون يصنف أعظم 5 ملاكمين في التاريخ    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    دبابيس ودالشريف    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شكراً أخي (بطال شوية) غداً نلتقي سويَّا..!
نشر في السوداني يوم 27 - 03 - 2013


هترشات.. مشاترات.. دندنة وطنطنة
الشيخ درويش
شكراً أخي (بطال شوية) غداً نلتقي سويَّا..!
* .. كلنا إخوان..
طرفة متداولة تحكي عن أهلنا جماعة الأخ الطيب مصطفى وتعبر عن مزاج قبلي و (جعولية) قديمة أكل عليها الدهر وشرب وهي أن شقيقين تخاصما زمناً لخلاف ما.. ولما تزوج ابن أحدهما جاء الآخر يبارك لشقيقه وهو يصافحه قائلاً: ياخوي مبروك علي ولدك فلان لكن حيريبنا في محله..!!
وقيل إن أبناء وبنات الشقيقين بعد أن تزاوجا وتوالدا كانوا يرددون ذات الطرفة ويتساءلون عن سبب (الحيريب) والخصام ولا يجدون إجابة.. فذاك المزاج بقيمه السائدة وقتذاك لا يسْمح لأي منهما الحديث عن شقيقه أو خصمه بسوء وإلا أخذت عليه وأنقصت من مقامه.. يعني كل واحد يقطِّعه في مصارينه.
وهكذا اليوم نحن بقايا ذاك الجيل وخاصة بعض قيادات أحزابنا ووجاهاتنا الاجتماعية مازال في نفوسنا شيء من تلك (الجاهلية) وحماقات اللاسبب.. وإن بحثت عن تلك الخلافات حتى بين أرباب الاسر الممتدة لا تجد أي Substance أو شيئاً ملموساً ومنطقاً يقودك الى أسباب ذلك الخلاف والخصام والانفعالات الغضوبة.. وهو في نظري نوع من (التجامة) و (القفلة).. وليس (الغفلة).
والآن بحمد الله بدأ العد التصاعدي لإعادة العلاقة بأفضل من سيرتها الأولى مع جنوب السودان في الوقت الذي ينحدر فيه الرسم البياني الذي تذوب معه أصوات مجموعات المتشائمين والناقمين وجماعة الطيب مصطفى (المنبرية) الى أسفل (الجراف) مع ظهور الصورة الحقيقية المغيبة للواقع الشبابي المعافى والناهض في جنوب السودان لتحتضنه أذرع السواد الأعظم في (السودان الأم) بكل الحب والترحاب.. ومن افترقوا أحباباً حتماً سوف يلتقون إخواناً..ولا سيما أبناء البيت الكبير!.
* جيل المشلعيب
قلتها قبل أسبوعين مضيا وقد وجدت استحساناً كبيراً من الكثيرين تحت عنوان (الى تلفزيون جوبا.. فضلاً أعيدوا بث الحلقة..!!) إن الجنوب اليوم لم يعد جنوب باقان وعرمان الذي يتحدث عنه الطيب مصطفى وغيره ممن يحملون وجهة النظر ذاتها لأن قيادات الجنوب التقليدية لم تعد تمثل شيئاً مع جمهرة الشباب الطاغية على كل المشهد والمطالبة بحقوقها والجاهرة بكل مساوئ الواقع المتردي الذي تعيشه جمهوريتهم الوليدة.
وأشرت الى هذا التطور من واقع ما يبثه تلفزيون جوبا بدءاً من اجترار مرارات الحرب بالصورة والتعليق المستفز.. الى البرامج الراقصة وكأن كل مافي البلد (سمن على عسل) والى مرحلة ثالثة نقلتها الكاميرا من الشارع العام تعكس تذمر الشباب والخريجين من أوضاع العطالة والتهميش التي يعيشونها.. وأخيراً نقلت ما شهدته نهاية فبراير الماضي من برامج الشباب التي تحاور القيادات والحرس القديم بكل الشفافية والمكاشفة في حضرة القيادي العجوز إدوارد لينو.. وكلهم (شباب وشابات) ولدوا وترعرعوا في السودان وعاشوا كل ظروفنا وتطبعوا بكل سلوكياتنا وقيمنا ويتكلمون العربية كما نحن.. وحالهم مثل شبابنا لا علاقة لهم بالسياسة والأحزاب.. وعندهم كما عند شبابنا الأزهري صينية مرور.. وعبدالله خليل محطة بص.. ولم يشاهدوا المقابر إلا عند رحيل فقيد الشباب الفنان الحوت.. وكل أمانيهم أن يبتعد هؤلاء العواجيز الذين هم (نحن) عن طريقهم لأنهم يعيقون مسيرتهم ولا يفهمون لغتهم ولا يقدرون طموحاتهم ولا يطربون لفنهم.. فنحن عندهم جيل تعداه الزمن ولا يقبل (الجديد) إلا إذا ارتبط بموروثات الماضي في التعليم والصحة والعلاقات الاجتماعية وكل ماهو معلق في مشلعيب منهج (مسكننا) البائس..!
* الاتحاد السوداني
من يصدق أن باقان أموم يتحدث الساعات عبر تلفاز جوبا الأسبوع الماضي ولا يرمي الشمال بحصاة واحدة؟! كان حديثه صورة طبق الأصل مما قاله في اليوم التالي وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين بعد عودته من أديس أببا.. حديث مفعم بالأمل ومليء بالإيجابيات والتفاهم والتعاون لإنفاذ القرارات والتوجيهات بأسرع وأفضل وجه.. فنحن كما هم نألم ونأمل ونتعلم ونستجيب لمتطلبات الواقع وإلا كنستنا ثورة الربيع الشبابية ثورة الفيس (برسلي).. وقبل كل ذلك كنا دولة واحدة وسنظل كذلك طالما كل المقومات قائمة ولا يستقيم أمرنا إلا بها.. فالدول الأوربية بعد حروب واقتتال شرس ذهب بالملايين المملينة من الأرواح أضحوا اليوم (اتحاداً) ومن باب أولى أن نكون نحن مع الجنوب كذلك (الاتحاد السوداني) أو لا نكون To be or not to be.
* بشارة أخرى
أما البشارة الأخرى بعد حديث باقان الإيجابي.. وحديث ريك مشار الذي لم يخرج عن قضايا الداخل وقُطَّاع الطرق بين مدن الجنوب وخلافات الكنيسة ومعارك السياسيين الذين ينتمون الى ثلاثة وعشرين حزباً ومضايقات الشباب والمعارضين عبر المواقع الإسفيرية من داخل وخارج الجنوب والخزينة العدمانة التعريفة فإن ما شهدته مساء الخميس الماضي يعد مرحلة قائمة بذاتها ترسم واقعاً جديداً وتستشرف مستقبلاً لا يعرف جنوده الجدد المماحكات وضياع الوقت بالمناقرات واجترار المرارات القديمة وأنانية عواجيز السلطة.. إنهم جيل (امسك لي وأقطع ليك).
وكان برنامج (لقاء خاص) الذي قدمه الإعلامي الرائع بول أيزاك بطال شوية – وهذا اسمه – قمة في التناول والتحاور مع أحد عواجيز القيادات القديمة العميد خميس عبداللطيف شاول المستشار الأمني بوزارة الداخلية بجمهورية جنوب السودان.. وكان المذيع (بطال شوية) ماهراً في قيادة الحوار الذي أراد أن يسيسه خميس شاول ويجيره لصالح (اللعلعة) النمطية وتأكيد الولاء للمؤسسة الرئاسية.
باختصار: أفضى الحوار إلى نشر غسيل الفساد المستشري بين القيادات وإرهاصات المتنافسين الكثر والآملين في الترشح لرئاسة الجمهورية.. وحديث واضح وصريح أمَّن عليه المحاور مع ضيفه بعدم رغبة البلاد فيما يخطه المعارضون الشماليون في صحف الجنوب وإصدارهم البيانات المناوئة للشمال وكل ما يؤدي الى هزيمة أو عرقلة الاتفاق الذي أضحى الهدف المأمول لدى الشعبين.. وقالها خميس بصراحة تامة: نحن عندنا التزام إزاء اتفاقية شهد عليها المجتمع الدولي.. وليس من مصلحتنا أن نتعاطف مع أي جهة تعرقل تنفيذ الاتفاق الذي هو مصلحتنا..! وأن هؤلاء – أي قطاع الشمال – كما قال خميس: لازم يصلوا لاتفاق مع حكومة الخرطوم وأن بعضهم لاشك عملاء للخرطوم..!! شفتوا المسألة وصلت وين..؟! وأزيدكم تحية في السلام: الكولونيل ملاك عراب ومهندس ساحات الحرب في تلفزيون الجنوب يشرح بالصوت والصورة عمليات الانسحاب ويتحدث بلغة السلام! تاني في كلام؟.
* ما كلهم مؤتمر وطني
وأما الجانب الآخير من اللقاء مع خميس فقد اشتمل على عدة محاور.. منها انتقاد الشارع العام لتعيين كوال مفتشاً عاماً للشرطة التي لم ينتمِ إليها يوماً والأجدر أن يعين في منطقته (أبيي) وفي هذا حديث خطير يفسر لصالح الشمال ويبرز الخلافات الجنوبية الجنوبية حول أبيي!.
وكانت المفاجأة التي لم يتخيلها خميس كالتي حدثت للأديبة بثينة خضر مكي في آخر لقائها مع المذيعة عفراء فتح الرحمن في برنامج (ساعة حرة) الأسبوع الماضي فقد كانت بحق سهام مسننة كالحراب ورؤوس السهام (شنقي شنقي) أخرجته من جلسته الهادئة ليرد على اتهامه بالفساد ولهثه وراء الأضواء الإعلامية وتشبثه بالسلطة وتعلقه بسلاطينها وأنه كان فيما مضى عضواً فاعلاً في المؤتمر الوطني بالسودان وأنه فاشل في كل ما أوكل له!! طيب.. مين يصدق كلام زي دا يقال في الجنوب عبر التلفاز؟! وأما موضوع بثينة فكان مجرد اتهامات أدبية.
وفي دفاعه تحدث خميس على طريقة (ماكلهم كانوا كدا).. و (أنا وأخوي الكاشف).. وحاول أن يدافع – مع قلة الحيلة – عن اتهامات جماعات المواقع الإسفيرية الذين هاجموه بشراسة كما هاجموا غيره من القيادات الجنوبية.. ليقول إن هؤلاء الشباب يعيشون في الخارج ولا يعرفون شيئاً عن الجنوب.. وذات المقولة رددها كل من باقان ومشار الأسبوع الماضي.. وليطمئن الأخ الطيب مصطفى بأن كل ما أراد قوله وأكثر تجاه القيادات الجنوبية كفاه عنها شباب الجنوب القادم للقيادة.. فهل نخالفهم ونعاديهم أم نناديهم؟!.
المهم.. خميس برر عضويته للمؤتمر الوطني بأنها كانت شفافة ومعروفة وكان وزيراً للزراعة في سنار والنيل الأزرق والبحيرات وعميداً في الجيش وقبل ذلك عضواً في الحركة الشعبية.. وما فعله هو ينطبق على كل الآخرين.. بل إن مشار كما قال خميس هو أول من رشح الترابي لرئاسة المؤتمر الوطني والآن–أي مشار– نائب الرئيس في جمهورية الجنوب! (كلهم كانوا مؤتمر وطني إلا مجموعة سلفاكير) الذي يردد الآن We remain committed to peace! فأبشروا إخوتي بالمستقبل القادم لأنه مافيش جنوب بدون شمال.. ومافيش شمال بدون جنوب.
* زكام الامتحانات
أقف في صف الصلاة.. وبعد تكبيرة الإحرام اكتشف من يقف بجانبي وكتفه مع كتفي مزكوم يعطس على كف يده أو يمسح سيل أنفه بكم جلبابه.. وهنا أتسمر وتتجمد كل أحاسيسي وقد اشتغلت كل المضادات الباترويتية من كتم للنفس وطأطأة للرأس حتى لا أستنشق الرزاز والزفير.
يحدث هذا وفي الجانب الآخر طالب شهادة ثانوية يؤدي امتحانه ويطلب القرب من الله بالمداومة على صلاة المسجد فيصيبه ما أصاب صاحبنا.. وتكون مصيبته أكبر مع الضغوط النفسية والتشنج العصبي الذي يلازم الطالب في مثل هذه الأيام فتتدنى مقاومته ويزداد إحباطه.. ولا أحد يسأل كيف نحمي طلابنا في مثل هذه الأوقات من داء الزكام وما يسببه من آلام وهو هاجس لمسته وسمعته قبل فترة مضت وأنا أزور ماليزيا Protecting your child from catching a cold is vital during the crucial exam period at the end of the year. تزيد الضغوط النفسية.. وتتآكل المناعة وتقطر الأنوف وتعطس عطساً غير مكتوم..! فتتداعى آلام الأذن والحلق.. وعليكم بالوقاية بالغذاء وعسل السدر والحليب الدافئ بالزنجبيل وعصائر الليمون والبرتقال.. وابعدوا من الكيماويات!.
* ليفة وفستك العبيد
كنا في أوائل الثمانينيات نجد في متاجر وبقالات دول الخليج (ليفة) لبنانية ماركة العبد.. وهذا دليل على جودتها وقوة من يغسل بها.. وكذلك فستق العبيد بدلاً من الفول السوداني.. وقبل كل ذلك قرأنا للشاعر صلاح أحمد إبراهيم كيف يزفه الصبية الصغار في شوارع بيروت: العبد.. العبد..!! وتلقائياً تلاشى كل ذلك بفعل التكامل الثقافي بين الشعوب العربية والتلاقح بالمعارف وتقاطع المصالح وترابط دروب الاتصال والوصال.. وأننا منذ البداية (بلعنا) المسألة باعتبارها تعبير قاصر على اللون.. والعارف عزه مستريح.. وفي عالم اليوم لم نعد نرى طفلاً يفلت من بين يدي والديه في شوارع مدن أروبا ليتحسس بشرة يدك كي يتأكد من حقيقة سوادها إن كان أصلياً أو كورياً مقلداً.
وأما أن تصلني فجر الجمعة الماضية رسالة هاتفية من أخي الحصيف الشيخ الاستاذ محمد أحمد الضرير عن الإعلان المسيء بجريدة الانتباهة دون أن ينتبه ل(قحابته) أحد فذاك أمر صاعق وهزة زلزالية تجبرنا على إغلاق بيوتنا علينا لنجري اختبارات السلوك الشخصية على كامل الأسرة للتأكد من أن كل أشيائنا (سليمة)!.
ولولا أن أخي الاستاذ ضياء رئيس التحرير كفاني بما كتبه يوم السبت الماضي عن موضوع الإعلان إياه لأسهبت وأطلت في سرد دوافع ومحاذير ومعاذير وأباذير وفوازير ودنانير هذه المسألة.. ولحظتها تذكرت الإعلان (المايقومي) الذي نشر قبل سنوات مضت بجريدة الصحافة باسم صندوق (دعم الشريعة الإسلامية) لتأجير دورات مياه ميدان أبو جنزير! تصوروا ليس فقط (الدعم) بل أن قضاء الحاجة أصبح حتى في المساجد بالفلوس! فكتبت أيامها واتصلت حول الموضوع ومازال في أنفي شيء من رائحته.. وحتى يوم الناس هذا لم يعتذر أحد يا غلام الدين.
وتصورت لو مرَّ إعلان الانتباهة مرور الكرام وتدافعت بعض فتياتنا الغلبانات لإثبات كفاءة الجمال لديهن عند (أبو جمال) صاحب الوكالة فإن التوقيع على شهادة الآيزو الجمالية لن يتم إلا إذا تأكد عند الكشف النهائي بأن المتقدمة (سليمة).. مش برضه شروط الإعلان تقول على طريقة يضبحوهو في عيد الضحية ويقول باع؟.. يعني حنقول دي السمكة؟ الموضوع واضح ولكنه (واضح فاضح).. المهم أن التي ستحظى بمثل هذه الشهادة سوف تجاهر بها وتقول على طريقة شوفوني أنا مخطوبة.. (شوفوني عندي آيزو أبو جمال) وتضعها عند التقديم لأي جهة فوق كل الشهادات والمسوغات لطلاب الجميلات!.
وأما ما أغفله أخي ضياء فإن ما وراء هذا (الآيزو الجمالي) ربما تكون سواهي ودواهي وسماسرة وشماشرة وناس من الباطن وبلاوي تجميل خاصة بالمسألة تجعلك ملكة (جمال) عديييل! وكوافير تشتغل وركشات تنقل وترزية تفصل.. واستديوهات تصوِّر وحاجات تانية تبهدل..! وكما عبرت إحدى الحبوبات باستياء قائلة: كُر منو! وبالطبع تقصد (أبو جمال) وليس وزير التنمية البشرية.
* ماركة أبو دكنة
وبعد الذي حصل توجب علينا أن نستغفر ونكفِّر ونقولها عديل (للبريدنا واليابانا) نحن ماركة أبو دكنة.. ودكنة الرهد مثلاً جاءت من موقعها وكثافة الأشجار التي تغطيها أمام القادم من بعيد.. وراجعوا خطاب الأخ علي عثمان محمد طه عند زيارته العام الماضي للرهد أبو دكنة كيف كان حماسياً وهو يردد بكل الفخر والاعتزاز اسم الرهد أبو دكنة.. فهي أقرب ما يرمز لاسم السودان.. والماعاوز سوادنا ودكانتنا ما يستثمر فينا بكريمات التبييض.. والشغالة الوافدة التي ترفض (كَي) الجلابية قولوا ليها دي بلد الجلابية ولو ما عجبها طلعوا ليها الفرجية وقنجة الدمورية.
* دندنة مُسكِّنة
واحدة من نسوانا الضكرانات أول ما نزلت في مطار عربي غازلها واحد من أهل ذلك البلد بوقاحة.. فقالت له: والله الرجال الخليناهم ورانا الواحد منهم عمته (هانقدر) يعني قدر طرحتك دي عشرين مرة!.
* ما بتقدر
بعد ضربة جرس البداية لامتحانات الشهادة السودانية قال الأخ محمد يوسف آدم والي كسلا عبر التلفزيون: سوف نجعل معظم بث فضائيتنا الجديدة لخدمة التعليم.
فقلت له من بعيد: مع الإخوة (المبدعين) ما بتقدر! سوف يعيدوا كتاب الأغاني من أول وتاني.. وكلما أنبتم (قناةً) سوف يُركِّب عليها المبدعون زمبارة.. أليسوا هُم شموس اليوم ونجوم الغد وأهل الشطارة؟ وأليسوا هُم الآن على رأس وفد الزيارة؟! زمان قالوها يا كفر يا وتر.. واليوم الكورة فكَّت وبقت كلها وتر! وخلونا مع (حوتنا) فنان كسلا محمد مطر.. عطر النغم! وصاحب الجماهير الأكثر.. والمطرب الطروب يحي أدروب وفنان السلام ود كسلا كمال كيلا أصحاب (حديقة العشاق) ومقيلا زي أسماءنا الجميلة: إيلي بلي وتلكوك وتلهايفا وتِئيلا.. وترانيم شامي وآدم شاش.. وغمام الجبل في الخريف مع دعاش المطر ورشاش القاش.. وفي كل مكان سواح بورؤوت رعايا إيلا.. يملأون المكان حتى ميدان النجيلة.. ولسان حالهم يقول: يازول كسلا ياظريف.. ياباشودق يا أرْبشا وشِيَّا وإيكليف.. سياحتكم حلوة اكتر في الخريف ونعاهدكم نكون المداوم الأليف.. بس مارس وأبريل خلوهو لينا نحن ناس المينا.. وسلامكم.. إيتنينا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.