مراقد الشهداء    وجمعة ود فور    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    وزير رياضة الجزيرة يهنئ بفوز الأهلي مدني    مخاوف من فقدان آلاف الأطفال السودانيين في ليبيا فرض التعليم بسبب الإقامة    سيد الأتيام يحقق انتصارًا تاريخيًا على النجم الساحلي التونسي في افتتاح مشاركته بالبطولة الكونفدرالية    وزير الداخلية .. التشديد على منع إستخدام الدراجات النارية داخل ولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    ريجيكامب بين معركة العناد والثقة    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شكراً أخي (بطال شوية) غداً نلتقي سويَّا..!
نشر في السوداني يوم 27 - 03 - 2013


هترشات.. مشاترات.. دندنة وطنطنة
الشيخ درويش
شكراً أخي (بطال شوية) غداً نلتقي سويَّا..!
* .. كلنا إخوان..
طرفة متداولة تحكي عن أهلنا جماعة الأخ الطيب مصطفى وتعبر عن مزاج قبلي و (جعولية) قديمة أكل عليها الدهر وشرب وهي أن شقيقين تخاصما زمناً لخلاف ما.. ولما تزوج ابن أحدهما جاء الآخر يبارك لشقيقه وهو يصافحه قائلاً: ياخوي مبروك علي ولدك فلان لكن حيريبنا في محله..!!
وقيل إن أبناء وبنات الشقيقين بعد أن تزاوجا وتوالدا كانوا يرددون ذات الطرفة ويتساءلون عن سبب (الحيريب) والخصام ولا يجدون إجابة.. فذاك المزاج بقيمه السائدة وقتذاك لا يسْمح لأي منهما الحديث عن شقيقه أو خصمه بسوء وإلا أخذت عليه وأنقصت من مقامه.. يعني كل واحد يقطِّعه في مصارينه.
وهكذا اليوم نحن بقايا ذاك الجيل وخاصة بعض قيادات أحزابنا ووجاهاتنا الاجتماعية مازال في نفوسنا شيء من تلك (الجاهلية) وحماقات اللاسبب.. وإن بحثت عن تلك الخلافات حتى بين أرباب الاسر الممتدة لا تجد أي Substance أو شيئاً ملموساً ومنطقاً يقودك الى أسباب ذلك الخلاف والخصام والانفعالات الغضوبة.. وهو في نظري نوع من (التجامة) و (القفلة).. وليس (الغفلة).
والآن بحمد الله بدأ العد التصاعدي لإعادة العلاقة بأفضل من سيرتها الأولى مع جنوب السودان في الوقت الذي ينحدر فيه الرسم البياني الذي تذوب معه أصوات مجموعات المتشائمين والناقمين وجماعة الطيب مصطفى (المنبرية) الى أسفل (الجراف) مع ظهور الصورة الحقيقية المغيبة للواقع الشبابي المعافى والناهض في جنوب السودان لتحتضنه أذرع السواد الأعظم في (السودان الأم) بكل الحب والترحاب.. ومن افترقوا أحباباً حتماً سوف يلتقون إخواناً..ولا سيما أبناء البيت الكبير!.
* جيل المشلعيب
قلتها قبل أسبوعين مضيا وقد وجدت استحساناً كبيراً من الكثيرين تحت عنوان (الى تلفزيون جوبا.. فضلاً أعيدوا بث الحلقة..!!) إن الجنوب اليوم لم يعد جنوب باقان وعرمان الذي يتحدث عنه الطيب مصطفى وغيره ممن يحملون وجهة النظر ذاتها لأن قيادات الجنوب التقليدية لم تعد تمثل شيئاً مع جمهرة الشباب الطاغية على كل المشهد والمطالبة بحقوقها والجاهرة بكل مساوئ الواقع المتردي الذي تعيشه جمهوريتهم الوليدة.
وأشرت الى هذا التطور من واقع ما يبثه تلفزيون جوبا بدءاً من اجترار مرارات الحرب بالصورة والتعليق المستفز.. الى البرامج الراقصة وكأن كل مافي البلد (سمن على عسل) والى مرحلة ثالثة نقلتها الكاميرا من الشارع العام تعكس تذمر الشباب والخريجين من أوضاع العطالة والتهميش التي يعيشونها.. وأخيراً نقلت ما شهدته نهاية فبراير الماضي من برامج الشباب التي تحاور القيادات والحرس القديم بكل الشفافية والمكاشفة في حضرة القيادي العجوز إدوارد لينو.. وكلهم (شباب وشابات) ولدوا وترعرعوا في السودان وعاشوا كل ظروفنا وتطبعوا بكل سلوكياتنا وقيمنا ويتكلمون العربية كما نحن.. وحالهم مثل شبابنا لا علاقة لهم بالسياسة والأحزاب.. وعندهم كما عند شبابنا الأزهري صينية مرور.. وعبدالله خليل محطة بص.. ولم يشاهدوا المقابر إلا عند رحيل فقيد الشباب الفنان الحوت.. وكل أمانيهم أن يبتعد هؤلاء العواجيز الذين هم (نحن) عن طريقهم لأنهم يعيقون مسيرتهم ولا يفهمون لغتهم ولا يقدرون طموحاتهم ولا يطربون لفنهم.. فنحن عندهم جيل تعداه الزمن ولا يقبل (الجديد) إلا إذا ارتبط بموروثات الماضي في التعليم والصحة والعلاقات الاجتماعية وكل ماهو معلق في مشلعيب منهج (مسكننا) البائس..!
* الاتحاد السوداني
من يصدق أن باقان أموم يتحدث الساعات عبر تلفاز جوبا الأسبوع الماضي ولا يرمي الشمال بحصاة واحدة؟! كان حديثه صورة طبق الأصل مما قاله في اليوم التالي وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين بعد عودته من أديس أببا.. حديث مفعم بالأمل ومليء بالإيجابيات والتفاهم والتعاون لإنفاذ القرارات والتوجيهات بأسرع وأفضل وجه.. فنحن كما هم نألم ونأمل ونتعلم ونستجيب لمتطلبات الواقع وإلا كنستنا ثورة الربيع الشبابية ثورة الفيس (برسلي).. وقبل كل ذلك كنا دولة واحدة وسنظل كذلك طالما كل المقومات قائمة ولا يستقيم أمرنا إلا بها.. فالدول الأوربية بعد حروب واقتتال شرس ذهب بالملايين المملينة من الأرواح أضحوا اليوم (اتحاداً) ومن باب أولى أن نكون نحن مع الجنوب كذلك (الاتحاد السوداني) أو لا نكون To be or not to be.
* بشارة أخرى
أما البشارة الأخرى بعد حديث باقان الإيجابي.. وحديث ريك مشار الذي لم يخرج عن قضايا الداخل وقُطَّاع الطرق بين مدن الجنوب وخلافات الكنيسة ومعارك السياسيين الذين ينتمون الى ثلاثة وعشرين حزباً ومضايقات الشباب والمعارضين عبر المواقع الإسفيرية من داخل وخارج الجنوب والخزينة العدمانة التعريفة فإن ما شهدته مساء الخميس الماضي يعد مرحلة قائمة بذاتها ترسم واقعاً جديداً وتستشرف مستقبلاً لا يعرف جنوده الجدد المماحكات وضياع الوقت بالمناقرات واجترار المرارات القديمة وأنانية عواجيز السلطة.. إنهم جيل (امسك لي وأقطع ليك).
وكان برنامج (لقاء خاص) الذي قدمه الإعلامي الرائع بول أيزاك بطال شوية – وهذا اسمه – قمة في التناول والتحاور مع أحد عواجيز القيادات القديمة العميد خميس عبداللطيف شاول المستشار الأمني بوزارة الداخلية بجمهورية جنوب السودان.. وكان المذيع (بطال شوية) ماهراً في قيادة الحوار الذي أراد أن يسيسه خميس شاول ويجيره لصالح (اللعلعة) النمطية وتأكيد الولاء للمؤسسة الرئاسية.
باختصار: أفضى الحوار إلى نشر غسيل الفساد المستشري بين القيادات وإرهاصات المتنافسين الكثر والآملين في الترشح لرئاسة الجمهورية.. وحديث واضح وصريح أمَّن عليه المحاور مع ضيفه بعدم رغبة البلاد فيما يخطه المعارضون الشماليون في صحف الجنوب وإصدارهم البيانات المناوئة للشمال وكل ما يؤدي الى هزيمة أو عرقلة الاتفاق الذي أضحى الهدف المأمول لدى الشعبين.. وقالها خميس بصراحة تامة: نحن عندنا التزام إزاء اتفاقية شهد عليها المجتمع الدولي.. وليس من مصلحتنا أن نتعاطف مع أي جهة تعرقل تنفيذ الاتفاق الذي هو مصلحتنا..! وأن هؤلاء – أي قطاع الشمال – كما قال خميس: لازم يصلوا لاتفاق مع حكومة الخرطوم وأن بعضهم لاشك عملاء للخرطوم..!! شفتوا المسألة وصلت وين..؟! وأزيدكم تحية في السلام: الكولونيل ملاك عراب ومهندس ساحات الحرب في تلفزيون الجنوب يشرح بالصوت والصورة عمليات الانسحاب ويتحدث بلغة السلام! تاني في كلام؟.
* ما كلهم مؤتمر وطني
وأما الجانب الآخير من اللقاء مع خميس فقد اشتمل على عدة محاور.. منها انتقاد الشارع العام لتعيين كوال مفتشاً عاماً للشرطة التي لم ينتمِ إليها يوماً والأجدر أن يعين في منطقته (أبيي) وفي هذا حديث خطير يفسر لصالح الشمال ويبرز الخلافات الجنوبية الجنوبية حول أبيي!.
وكانت المفاجأة التي لم يتخيلها خميس كالتي حدثت للأديبة بثينة خضر مكي في آخر لقائها مع المذيعة عفراء فتح الرحمن في برنامج (ساعة حرة) الأسبوع الماضي فقد كانت بحق سهام مسننة كالحراب ورؤوس السهام (شنقي شنقي) أخرجته من جلسته الهادئة ليرد على اتهامه بالفساد ولهثه وراء الأضواء الإعلامية وتشبثه بالسلطة وتعلقه بسلاطينها وأنه كان فيما مضى عضواً فاعلاً في المؤتمر الوطني بالسودان وأنه فاشل في كل ما أوكل له!! طيب.. مين يصدق كلام زي دا يقال في الجنوب عبر التلفاز؟! وأما موضوع بثينة فكان مجرد اتهامات أدبية.
وفي دفاعه تحدث خميس على طريقة (ماكلهم كانوا كدا).. و (أنا وأخوي الكاشف).. وحاول أن يدافع – مع قلة الحيلة – عن اتهامات جماعات المواقع الإسفيرية الذين هاجموه بشراسة كما هاجموا غيره من القيادات الجنوبية.. ليقول إن هؤلاء الشباب يعيشون في الخارج ولا يعرفون شيئاً عن الجنوب.. وذات المقولة رددها كل من باقان ومشار الأسبوع الماضي.. وليطمئن الأخ الطيب مصطفى بأن كل ما أراد قوله وأكثر تجاه القيادات الجنوبية كفاه عنها شباب الجنوب القادم للقيادة.. فهل نخالفهم ونعاديهم أم نناديهم؟!.
المهم.. خميس برر عضويته للمؤتمر الوطني بأنها كانت شفافة ومعروفة وكان وزيراً للزراعة في سنار والنيل الأزرق والبحيرات وعميداً في الجيش وقبل ذلك عضواً في الحركة الشعبية.. وما فعله هو ينطبق على كل الآخرين.. بل إن مشار كما قال خميس هو أول من رشح الترابي لرئاسة المؤتمر الوطني والآن–أي مشار– نائب الرئيس في جمهورية الجنوب! (كلهم كانوا مؤتمر وطني إلا مجموعة سلفاكير) الذي يردد الآن We remain committed to peace! فأبشروا إخوتي بالمستقبل القادم لأنه مافيش جنوب بدون شمال.. ومافيش شمال بدون جنوب.
* زكام الامتحانات
أقف في صف الصلاة.. وبعد تكبيرة الإحرام اكتشف من يقف بجانبي وكتفه مع كتفي مزكوم يعطس على كف يده أو يمسح سيل أنفه بكم جلبابه.. وهنا أتسمر وتتجمد كل أحاسيسي وقد اشتغلت كل المضادات الباترويتية من كتم للنفس وطأطأة للرأس حتى لا أستنشق الرزاز والزفير.
يحدث هذا وفي الجانب الآخر طالب شهادة ثانوية يؤدي امتحانه ويطلب القرب من الله بالمداومة على صلاة المسجد فيصيبه ما أصاب صاحبنا.. وتكون مصيبته أكبر مع الضغوط النفسية والتشنج العصبي الذي يلازم الطالب في مثل هذه الأيام فتتدنى مقاومته ويزداد إحباطه.. ولا أحد يسأل كيف نحمي طلابنا في مثل هذه الأوقات من داء الزكام وما يسببه من آلام وهو هاجس لمسته وسمعته قبل فترة مضت وأنا أزور ماليزيا Protecting your child from catching a cold is vital during the crucial exam period at the end of the year. تزيد الضغوط النفسية.. وتتآكل المناعة وتقطر الأنوف وتعطس عطساً غير مكتوم..! فتتداعى آلام الأذن والحلق.. وعليكم بالوقاية بالغذاء وعسل السدر والحليب الدافئ بالزنجبيل وعصائر الليمون والبرتقال.. وابعدوا من الكيماويات!.
* ليفة وفستك العبيد
كنا في أوائل الثمانينيات نجد في متاجر وبقالات دول الخليج (ليفة) لبنانية ماركة العبد.. وهذا دليل على جودتها وقوة من يغسل بها.. وكذلك فستق العبيد بدلاً من الفول السوداني.. وقبل كل ذلك قرأنا للشاعر صلاح أحمد إبراهيم كيف يزفه الصبية الصغار في شوارع بيروت: العبد.. العبد..!! وتلقائياً تلاشى كل ذلك بفعل التكامل الثقافي بين الشعوب العربية والتلاقح بالمعارف وتقاطع المصالح وترابط دروب الاتصال والوصال.. وأننا منذ البداية (بلعنا) المسألة باعتبارها تعبير قاصر على اللون.. والعارف عزه مستريح.. وفي عالم اليوم لم نعد نرى طفلاً يفلت من بين يدي والديه في شوارع مدن أروبا ليتحسس بشرة يدك كي يتأكد من حقيقة سوادها إن كان أصلياً أو كورياً مقلداً.
وأما أن تصلني فجر الجمعة الماضية رسالة هاتفية من أخي الحصيف الشيخ الاستاذ محمد أحمد الضرير عن الإعلان المسيء بجريدة الانتباهة دون أن ينتبه ل(قحابته) أحد فذاك أمر صاعق وهزة زلزالية تجبرنا على إغلاق بيوتنا علينا لنجري اختبارات السلوك الشخصية على كامل الأسرة للتأكد من أن كل أشيائنا (سليمة)!.
ولولا أن أخي الاستاذ ضياء رئيس التحرير كفاني بما كتبه يوم السبت الماضي عن موضوع الإعلان إياه لأسهبت وأطلت في سرد دوافع ومحاذير ومعاذير وأباذير وفوازير ودنانير هذه المسألة.. ولحظتها تذكرت الإعلان (المايقومي) الذي نشر قبل سنوات مضت بجريدة الصحافة باسم صندوق (دعم الشريعة الإسلامية) لتأجير دورات مياه ميدان أبو جنزير! تصوروا ليس فقط (الدعم) بل أن قضاء الحاجة أصبح حتى في المساجد بالفلوس! فكتبت أيامها واتصلت حول الموضوع ومازال في أنفي شيء من رائحته.. وحتى يوم الناس هذا لم يعتذر أحد يا غلام الدين.
وتصورت لو مرَّ إعلان الانتباهة مرور الكرام وتدافعت بعض فتياتنا الغلبانات لإثبات كفاءة الجمال لديهن عند (أبو جمال) صاحب الوكالة فإن التوقيع على شهادة الآيزو الجمالية لن يتم إلا إذا تأكد عند الكشف النهائي بأن المتقدمة (سليمة).. مش برضه شروط الإعلان تقول على طريقة يضبحوهو في عيد الضحية ويقول باع؟.. يعني حنقول دي السمكة؟ الموضوع واضح ولكنه (واضح فاضح).. المهم أن التي ستحظى بمثل هذه الشهادة سوف تجاهر بها وتقول على طريقة شوفوني أنا مخطوبة.. (شوفوني عندي آيزو أبو جمال) وتضعها عند التقديم لأي جهة فوق كل الشهادات والمسوغات لطلاب الجميلات!.
وأما ما أغفله أخي ضياء فإن ما وراء هذا (الآيزو الجمالي) ربما تكون سواهي ودواهي وسماسرة وشماشرة وناس من الباطن وبلاوي تجميل خاصة بالمسألة تجعلك ملكة (جمال) عديييل! وكوافير تشتغل وركشات تنقل وترزية تفصل.. واستديوهات تصوِّر وحاجات تانية تبهدل..! وكما عبرت إحدى الحبوبات باستياء قائلة: كُر منو! وبالطبع تقصد (أبو جمال) وليس وزير التنمية البشرية.
* ماركة أبو دكنة
وبعد الذي حصل توجب علينا أن نستغفر ونكفِّر ونقولها عديل (للبريدنا واليابانا) نحن ماركة أبو دكنة.. ودكنة الرهد مثلاً جاءت من موقعها وكثافة الأشجار التي تغطيها أمام القادم من بعيد.. وراجعوا خطاب الأخ علي عثمان محمد طه عند زيارته العام الماضي للرهد أبو دكنة كيف كان حماسياً وهو يردد بكل الفخر والاعتزاز اسم الرهد أبو دكنة.. فهي أقرب ما يرمز لاسم السودان.. والماعاوز سوادنا ودكانتنا ما يستثمر فينا بكريمات التبييض.. والشغالة الوافدة التي ترفض (كَي) الجلابية قولوا ليها دي بلد الجلابية ولو ما عجبها طلعوا ليها الفرجية وقنجة الدمورية.
* دندنة مُسكِّنة
واحدة من نسوانا الضكرانات أول ما نزلت في مطار عربي غازلها واحد من أهل ذلك البلد بوقاحة.. فقالت له: والله الرجال الخليناهم ورانا الواحد منهم عمته (هانقدر) يعني قدر طرحتك دي عشرين مرة!.
* ما بتقدر
بعد ضربة جرس البداية لامتحانات الشهادة السودانية قال الأخ محمد يوسف آدم والي كسلا عبر التلفزيون: سوف نجعل معظم بث فضائيتنا الجديدة لخدمة التعليم.
فقلت له من بعيد: مع الإخوة (المبدعين) ما بتقدر! سوف يعيدوا كتاب الأغاني من أول وتاني.. وكلما أنبتم (قناةً) سوف يُركِّب عليها المبدعون زمبارة.. أليسوا هُم شموس اليوم ونجوم الغد وأهل الشطارة؟ وأليسوا هُم الآن على رأس وفد الزيارة؟! زمان قالوها يا كفر يا وتر.. واليوم الكورة فكَّت وبقت كلها وتر! وخلونا مع (حوتنا) فنان كسلا محمد مطر.. عطر النغم! وصاحب الجماهير الأكثر.. والمطرب الطروب يحي أدروب وفنان السلام ود كسلا كمال كيلا أصحاب (حديقة العشاق) ومقيلا زي أسماءنا الجميلة: إيلي بلي وتلكوك وتلهايفا وتِئيلا.. وترانيم شامي وآدم شاش.. وغمام الجبل في الخريف مع دعاش المطر ورشاش القاش.. وفي كل مكان سواح بورؤوت رعايا إيلا.. يملأون المكان حتى ميدان النجيلة.. ولسان حالهم يقول: يازول كسلا ياظريف.. ياباشودق يا أرْبشا وشِيَّا وإيكليف.. سياحتكم حلوة اكتر في الخريف ونعاهدكم نكون المداوم الأليف.. بس مارس وأبريل خلوهو لينا نحن ناس المينا.. وسلامكم.. إيتنينا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.