فكرة تخصيص يوم للاحتفال بالأم فكرة نفذتها شعوب كثيرة في مشارق الأرض ومغاربها في تواريخ مختلفة، وقد اقترحها للمجتمع العربي الكاتب المصري علي أمين ورجح يوم الحادي والعشرين من مارس من بين عدة خيارات ليكون يوما لتكريم الأمهات في العالم العربي. محاولة الربط بينه وتقليد اليهود والنصارى محاولة غير موفقة ولي لعنق النصوص لتحريم ما لم يرد نص بتحريمه واغلاق باب مباح بمدخل اجتهادي لا داعي له، والقول إن كل الأيام لبر الأم قول صحيح لكنه فضفاض غير جامع مانع ، فهنالك أبواب بر كثيرة تدخل في هذه الفكرة، الأمر الذي يحتم التخصيص ، وما له لو استمر البر _ وهذا الواجب_ كل ثانية ثم احتفلنا بالأم مرة كل عام وأهديناها وذكرنا فضلها وذكرنا الناس بالمعاني ، ألسنا أولى بالأم من غيرنا؟ أجدني ضد كثير مما يسمى أعيادا وأرى أن أعياد المسلمين _التعبدية_ هي عيدا الفطر والأضحى، ولكن تخصيص هذين اليومين التعبديين لم يمنع التعرض للمناسبات احتفالا بها والوقوف عند نفحاتها مثل عاشوراء ويوم عرفة والليالي البيض من كل شهر وغير تلك مما يحتفي به المسلمون من الأيام ! يوم الأم ، يشبه يوم الاستقلال ويوم التعليم ويشبه يوم الطفولة، وكثيرا من الأيام التى يحتفي بها الناس ، ولذلك لا أجد فيه ما يستدعي معاداته أو انزاله منزلة النيروز أو الفولنتاين ، اللهم إلا اذا كنا نفهم أن التدين يعني الرفض المطلق لكل شيء والتوجس من كل شيء والاحساس بالمؤامرة في كل شيء! من هذا المنطلق لم أكن معارضا لاحتفال صغاري بعيد الأم ، ولذا وقفت مع الصغيرة (هناء) في برنامجها ودعمتها بالمستطاع لإكمال الناقص من حصالتها وحصالات اخوانها ، فقد تبرعوا _مشكورين_ بكل ما يملكون لهذا اليوم ورجوني اكمال الناقص وقد فعلت ! الاحتفال الذي خصص للأم وتم بمنزلنا، اختيرت له أناشيد وقصائد ممتازة، كان حظي منها أنشودة واحدة جاءت في نهايته ، تقول كلماتها:( بابا يا بابا صارت عندك كرش، دائما انت بتاكل وعنها ما بتسألش، تلزمك رياضة وشوية رجيم، ما أحلى الأناقة والجسم السليم)! شكرت الصغار وسجلت صوت لوم واحتجاجا على الاختيار ، ثم قبلتهم وانصرفت! (هناء) أحست بذنب عدم التوفيق في الاختيار، لحقتني، قالت: أبوي أنا عندي فكرة أعمل يوم واحد وعشرين مايو، عيد الأب. قلت : هذا جيّد ، ولكن أرجو يا حبيبتي جعل هذا اليوم ، يوم الخامس والعشرين من مايو، اكراما لرجل أصيل ، سوداني (ود بلد)، نظيف اليد ، قوي الشخصية، صاحب قرارات ومبادرات اسمه جعفر نميري، فأنا يا بنيتي من جيل هتف: أبوكم مين ، نميري، قائدكم مين نميري! وافقت هناء على المقترح ، وبهذا أعلن أصالة عن نفسي وانابة عن أسرتي وأصدقائي الذين وافقوني الرأي على الفيس بوك ، أن يوم الخامس والعشرين من مايو القادم سيكون عيد الأب السوداني وسنحتفي به إن شاء الله ، وكما قال صديقنا عبد الله عثمان تبد: علي أمين ما أحسن مننا! هامش: يوجد احتفال بعيد الأب في كثير من الدول، مثلا: في سوريا ولبنان، يحتفلون به في يوم21 يونيو ، وفي بوليفيا يحتفل به يوم 19مارس ، وهكذا فمقترحنا لعيد الأب السوداني!