حزمة من الأوراق جمعتها في سفر ضم بين ضلوعه ما دونه قلمي المترع بهموم وهواجس التعليم، عن مسيرة التعليم النظامي بالسودان قبل وبعد قيام بخت الرضا كما يحوي سفري المتواضع والذي أطلقت عليه (بخت الرضا ومعلمو الزمن الجميل صناع المجد) نجباء وعظماء من المعلمين روا أرض بلادي علماً ومعرفة وإبداعاً فهم الذين علموا رسم الحرف، ونطق الكلمة وصنعوا الإنسان الذي حمل راية الارتقاء والشموخ بسوداننا الحبيب، فهم زينة وعطر سفري التوثيقي، وبعد تدوين الحقائق بهذا الكتاب المعرفي فهو (جهد المقل) تم جمعه وتصميمه في أبهى مظهر بيد المصمم الصحفي النابه الحاذق صاحب الأنامل المبدعة البارعة عيسى عبد الله احمد الذي لم يبخل بتزيين الكتاب بصور عتيقة لقامات من المعلمين والمشاهد التأريخية المهمة، وتأبطت السفر بصحبة ابني المصمم واتجهت صوب مطبعة العملة التي لم أحظ بلقاء أحد من منسوبيها فولجت الدار بعد التحري والاستفسار المهذب من شباب الاستقبال. مبنى هائل مموسق منمق كساه السكون والهدوء والبسمات العذبة الندية التي ارتسمت على وجه كل من قابلني وبادلني التحية البريئة المفعمة بالود فهي ديدنه، وكنت حريصاً كما حرص ابني المصمم على ألا تنزلق قدماي في تلك الأرضية اللامعة ناصعة البياض والتي شغلتني عن المهمة التي جئت من أجلها، قابلني بحميمية بالغة الأبن جمال الدين عبد القادر مدير الإنتاج والابن مروان محيي الدين بقسم الإشراف العام والتنسيق. كان اللقاء وديعاً مهذباً ووقفت على ما تم من إنجاز في مراحل طباعة سفري، تجولنا في دهاليز تلك المطبعة بأجهزتها الحديثة الضخمة، حقيقة ذهلت لما رأت عيناي وانفرجت أساريري لأن طباعة الكلمة بالسودان في أمن وأمان كما عادت بي الذاكرة إلى ذلك العهد المشرق للخدمة المدنية بالسودان التي اتخذت الانضباط والدقة وأمانة الكلمة وحسن المعاملة منهجاً سلوكياً قويماً فهذا ما ينطبق على منسوبي هذه المؤسسة قيادة وعاملين منذ أن وطأت قدماي أرضها الطيبة وحتى المغادرة. وجدنا طيبة قلب وترحاباً حاراً ومعاملة رقيقة طابعها الاحترام والتقدير والكلمة الصادقة. الجزاء الأوفى من عند الله للعاملين بهذه المؤسسة العملاقة.. ولكم منا جزيل الشكر. * خبير تربوي