وكيل النفط السابق: الهلع والشائعات وراء شح الجازولين .. شركة المواصلات: لا نعاني من شحٍّ في الجازولين.. ولدينا اتفاق مع النفط على توفيره صاحب محطة وقود: شح الجازولين يرجع لتحكم بعض الرأسمالية فيه تقرير: هالة – مصعب - أحمد تصوير: أحمد طلب اشتكى عدد من أصحاب محطات الوقود وسائقي المركبات العامة بالولاية من عدم توافر الجازولين وقلته بمحطات الخدمة. في الوقت الذي رصدت فيه (السوداني) بعض سماسرة الأزمة وهم يقومون ببيع الجازولين بالسوق الأسود للسيارات بالقرب من محطات الوقود بواقع (10) جنيهات للجالون، بزيادة (1،5) جنيه عن سعره الرسمي بالمحطات، والذي يصل إلى (8،5) جنيه. فيما نفت قطاعات الزراعة وشركة المواصلات العامة ل(السوداني) تأثرها بالندرة والشح في السلعة. خلافات الوكلاء والموردين: وعزا عدد من أصحاب الطلمبات وسائقي العربات ومواطنين تحدثوا ل(السوداني) أسباب الشح لعدم وجود خام بمصفاة الخرطوم الرئيسية محطة "الجيلي" بالإضافة لمشاكل الترحيل للعربات الكبيرة التى تعمل بالجازولين، وأوضح عامل محطة شركة النيل للبترول فضل حجب اسمه أن المشكلة الرئيسية تتمثل في شح خام البترول الذي يأتي من الجنوب، بالإضافة للمشاكل بين الوكلاء والموردين، فالوكلاء لا بد أن يدفعوا في البدء قبل التوريد للموردين الرئيسيين، فالأزمة لم تكن وليدة اليوم أو قبله، بل موجودة منذ شهر (4) ولم يشعر بها المواطن إلا في فصل الصيف هذا، نسبة للاستخدام الكثير للنفط خلال هذه الفترة . مضيفاً أن المصفاة لا توفر كافة احتياجات محطات الوقود من الجازولين، حيث تحتاج المحطة الواحدة (110) ألف جالون في اليوم، فيما توفر المصفاة لها أقل من40% من حجم الاستهلاك الكلي، حينما توزع بالليترات لا تغطي حاجة طلمبات العاصمة، مما يزيد استهلاكها في كل يوم. وأرجع (مدير مكتب صرافة بمحطة بتروناس) محمد المصطفى الشح في الجازولين وقلة البنزين لمشكلة بالمصفاة، فالمحطة تنزل (9) آلاف لتر من محطة السلطان ما يساوي (2000) جالون، وهذا قليل مقارنة مع السابق، وال(9) تقل تدريجياً في كل يوم من دون أي بوادر للحل. وأضاف عامل الطلمبة عمر الضو أن المشكلة بدأت تظهر منذ ضربة هجليج و لاحت للعلن مؤخراً منذ بدء الموسم الزراعي، مشيراً لتحول الجازولين في معظمه لإنتاج المحاصيل وأصحاب الجرارات بالمشاريع الكبيرة، بالإضافة لتأثر الشمال بالاتفاق بين دولة الشمال والجنوب الذي مرة يتقدم ومرة يصل لنتائج غير معروفة، وهذا بالتأكيد ينعكس على مصفاة الخرطوم من خلال عدم توفر الخام الذي يأتي من هنالك، وبدوره ينعكس على أصحاب المركبات وعلينا، فمثلاً كما نشاهد الحركة مضاعفة في المحطات مع عدم توفر جازولين وأيضا يمتد تأثيره لأصحاب المركبات العامة التي تتأثر بنسبة 80% من ندرة الجازولين، مؤكداً أن الجازولين يأتي للمحطات في الساعة الواحدة ظهراً وينتهي عند التاسعة مساءً، وتأثر أصحاب الطلمبات من خلال ترك عدد كبير من العمال العمل والبحث عن أرزاقهم في أماكن أخرى حتى لا يفقدوا أسباب إعاشتهم. فيما ذكر صاحب إحدى الطلمبات مفضلا عدم ذكر اسمه أن شح الجازولين يرجع لتحكم بعض الجهات الرأسمالية في البنزين بغرض أهداف ربحية، فضلا عن إقبالنا على الموسم الزراعي، وكلها عوامل تؤدي لاختفائه، وقال إن الحد الأدنى لأيٍّ من الطلمبات في اليوم تقدر بحوالي 190 لتر لا غير، هذه النسبة لا تكفي أصحاب العربات الملاكي ناهيك عن بقية المركبات. ومضى قائلاً بأن الوقود عموماً بعد أن توقف دعمه أصبح فيه تلاعباً من قبل أفراد لم يسمهم قال إنهم يقومون بتخزينه ولا يريدون طرحه بالسوق. وأفاد الحاج الطاهر أن الحل يكمن في تفعيل الاتفاقيات بين الشمال والجنوب حتى يتوفر الخام بمصفاة الجيلي التي تعتبر المخرج من هذه الأزمة، وغير ذلك سوف نشهد تطوراً للأزمة خلال الأشهر القادمة. تجدد أزمة المواصلات: وانتقد المواطن محمد عبدالله أحمد (مهندس كمبيوتر) عدم وفرة الجازولين بالمحطات، وقال إنه يسير من الصباح إلى قرابة ال(2) كيلو من الكبرى بحثاً عن الجازولين وأعرب عزالدين حبيب أن الجازولين زاد من أزمة المواصلات والتي تنعدم بعد الساعة العاشرة، خاصة أم درمان، وهذا غير مرغوب فيه حتى لا نتضرر أكثر. وأشار الأمين طه إلى أن غالبية الناس تأثرت، سواء أكان بشكل مباشر أم غير مباشر، وحقيقة أن أكثر ما يضايق وجود عربات الجاز الكبيرة التي تفرغ للمحطة، وهذا يضاعف من أزمة الحر ويضر بالعربات في كثرة الحوادث بالمحطات والمركبات العامة. تحدث سائق الأمجاد محمد الحسن أن الأزمة الكبيرة في الجازولين جعلتنا نقلل في المشاوير اليومية عملاً بمبدأ ترشيد الاستهلاك. وأشار أحمد عمر إلى أن التأثير يستغرق وقتاً كبيراً في التعبئة من خلال الوقوف لمدة ال(4) ساعات، وقد نجد الإمداد أو لا نجده في كثير من الأحيان. وأكد المواطن العوض محمد سعيد حالياً أصبحنا نركض وراء الجازولين، لم نترك طلمبة في السوق العربي لم نزرها، دون جدوى. مضيفاً بأنه ومن خلال طوفانه في العديد من الطلمبات عرف أن هناك شح في سلعة الجازولين، وقال إنهم لا يعرفون أسباب هذه الأزمة، مطالباً الجهات المعنية بإيجاد حل أمثل في أقرب وقت حتى لا تتأزم المشكلة، كما أقر بأن المسؤولية لا تقع على المسؤولين فقط بل على المواطنين، داعياً للإسهام في حلها وأضاف سائق البص أزهري محمد: من يقول لا توجد معاناة كاذب، ونحن شبه متوقفين عن العمل، وأنا أقول من هنا: من المفترض توزيع الجازولين بنسب كبيرة لمواقف الطلمبات الرئيسية حتى نستعد للدخول بأمان للعاصمة، فالجازولين والبنزين مكملان لبعضهما، ونحن ضيعنا زمناً وجهداً مضاعفاً من غير جدوى، ومعظم السائقين توقف حتى انفراج الأزمة، لأن الأغلبية تعاني عند انتهاء الجازولين بجر العربة إلى مدخل الطلمبة. النفط: ما في شح: أكدت وزارة النفط السودانية عدم وجود أي أزمة في وقود الجازولين بالمحطات الخاصة بتوزيعه في العاصمة والولايات، مؤكدة أن الإنتاج اليومي للمصفاة يأتي ب(5) آلاف طن تغطي محطات الولاية التي لم تتسلم حصة ناقصة. وعزا الوكيل السابق لوزارة النفط عوض عبد الفتاح في مداخلة هاتفية لبرنامج المحطة الوسطى الذي بثته قناة الشروق الفضائية الإثنين الحديث عن شح الجازولين للشائعات التي أدخلت بعض مظاهر الهلع لدى المواطنين، فقاموا بشراء كميات كبيرة من الوقود جعلت هناك شحاً في بعض المحطات. وذكر أن الوزارة ستضخ كميات إضافية من وقود الجازولين إلى محطات التوزيع، وأضاف أستبعد ظاهرة السوق السوداء نسبة لوفرة وقود الجازولين. وفي السياق أكد المدير العام لشركة المواصلات العامة هجو يعقوب الشيخ ل(السوداني) انسياب الجازولين لبصاتها (بصات الوالي) عبر محطات الوقود الخاصة وفقا لتصاديق محددة بكل من أم درمانوالخرطوم بشكل طبيعي، نافياً حدوث شح في السلعة . وفي السياق نفسه أشار اتحاد المزارعين على لسان أمينه العام عبدالحميد آدم مختار ل(السوداني) لعدم وجود شح في الجازولين المخصص للزراعة، غير أنه أكد أن هنالك بعض الإجراءات الجديدة التي اتخذت حيال كل من يثبت عدم امتلاكه لقطعة الأرض الزراعية أو امتلاكه لها بالحيازة بحرمانه من الحصة المقررة له من الجازولي،ن مما ينذر بحدوث شح في السلعة.