لا ننكر الدور الكبير الذي تقوم به الجمعية السودانية لحماية المستهلك تجاه المواطن في العديد من القضايا التي تهم صحته في بلد اصبحت الكوارث والامراض والازمات مثل (الخبز) يتناولها المواطن يوميا ويتجرع طعمها في معيشته التي اصبحت تؤرق الغالبية العظمى من الشعب السوداني. وبالرغم من المشقة في الحصول على الاكل والشرب والملبس فلم يقف الوضع عند هذا الحد فجشع التجار ومن ورائهم المصنعون الذين اصبحوا يتلاعبون في المواد الغذائية والاستهلاكية اليومية ابتداء من اللحوم وما يثار عنها من اضافة الهرمونات وان نجت من الهرمونات قد تكون مذبوحة (كيري) او مريضة أما الالبان فنطالع يوميا ما يبتكره اصحابها من اضافات من بنسلين وغيره للمحافظة عليها ووصل الحد ببعضهم لاستعمال المادة المستخدمة في التحنيط لإبطاء تخمر اللبن. وإن اتجهت نحو الالبان المصنعة تجد كذلك المواد الحافظة التي يتخوف منها البعض. اما المنتجات الزراعية من خضار وفواكه فتطاردها المبيدات والاسمدة المضافة اليها وما تسببه من سرطانات وغيرها من امراض. اما المطاعم فحدث ولا حرج فلا توجد ادنى حماية او رقابة من الجهات المختصة فبعضهم اصلا ليس له رقيب ولا وازع ديني فيما يطعمه للناس وهمه فقط الربح السريع فدونكم زيوت تستخدم لعشرات المرات من اجل التحمير وغيره من الاستخدام. كذلك الادوات التي تطبخ عليها والعاملين (غايتو الناس تتوكل بس تاكل لانو لو حسبوها حا يموتوا من الجوع قبل المرض) . اكثر ما يؤرقني ونحن في بلد مشمس بمعنى الكلمة حرارته غير الطبيعية و بالرغم من مضارها الا انها كثيرا ما تكون ذات فائدة على البيئة بقضائها على الميكروبات المنتشرة في الارض لكن هذه الطاقة الشمسية التي تولد الكهرباء تكون اكثر خطرا على المواد الغذائية التي تكون عرضة لاشعة الشمس طوال اليوم فبالرغم من منع العرض الخارجي للبقالات الا أن المحليات جعلت من العرض الخارجي (عدادا) لها للايرادات اما البقالات داخل الاحياء فتعرض نصف بضاعتها خارج الدكان رغم تحذير هيئة المصنفات رسميا من ذلك وبالتالى تصبح عرضة للشمس الحارقة والتي تؤثر بداية على قيمتها الغذائية وافسادها لاحقا. ايضا الافران تضع بعضها طاولة الخبز لجذب الزبائن خارج الفرن وبالتالى يصبح الخبز عرضة للشمس والغبار على حد سواء.كذلك تستخدم اوراق الصحف كمفارش للاطعمة من اسماك أو طعمية، رغم خطورة الأحبار باعتبارها مواد كيماوية سامة، كل هذا واكثر من المشاهد يتكرر يوميا تحت سمعنا وبصرنا ولم اسمع يوما بحملة توعوية لجمعية حماية المستهلك داخل الاحياء السكنية تستهدف اولا اصحاب المحلات التجارية لتوعيتهم بخطورة عرض سلعهم في الشمس والغبار على صحة المواطن اضافة الى ارشاد المواطنين بضرورة عدم شراء مثل هذه السلع المعروضة ودعوة اصحاب الدكاكين بضرورة الالزام بالعرض الصحيح والمطلوب بدلا من الجلوس كنب في المنتديات والورش وصفحات الجرايد .!! رمضان على الابواب واستهلاك السلع الغذائية في تزايد فالنستبق الشهر الكريم بحمله توعوية تطال كل المواطنين تجارا ومستهلكين علنا نحرك ساكنا في بحر اسمه حماية المستهلك .