رد الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني لكرة القدم بقيادة الخبير محمد عبدالله مازدا عملياً على منتقديه وهو يقود فريقنا الشاب للتعادل الإيجابي خارج أرضنا أمام منتخب زامبيا وسط قرابة الأربعين ألف مشجع جاءوا لمؤازرة لاعبيهم من أجل تحقيق الانتصار الذي يقوي حظوظهم في التأهل للمرحلة الأخيرة المؤهلة إلى نهائيات كاس العالم، ولكنهم ووجهوا (برجالة) أدوا ملحمة بطولية رغم فارق الخبرة والإعداد. قلت أمس في هذه المساحة: إن الذين حكموا على المنتخب بنتيجة مباراة غانا ظلموا اللاعبين والجهاز الفني لأن النتيجة لم تعبر عن الأداء بعد أن تفوق لاعبونا في أغلب فترات المباراة وأضاعوا أكثر من ثلاث فرص بسبب سوء الطالع وعدم التركيز، وجاءت الأهداف الثلاثة بأخطاء فردية، وتوقعت أن يجني المنتخب ثمار هذه المباريات، وبالفعل كانت ملحمة الأمس بداية مبشرة لمنتخب يحقق الطموح والأحلام. كسب مازدا الرهان ورد على الذين انتقدوه في سياسة تغيير دماء الفريق باختيار عناصر شابة والاستفادة من بقية مبارياتنا في تصفيات كاس العالم لتكون بمثابة إعداد لخلق فريق للالتزامات القادمة المتمثلة في مباراتي بورندي المؤهلة إلى نهائيات بطولة الشان 2014 وتصفيات بطولة الكان 2016 وهي بلا شك نظرة علمية طبقتها أغلب المنتخبات في إفريقيا، ومنها منتخب الكاميرون، ومنتخب نيجيريا الذي حاز على بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، وأيضا في آسيا عشنا تجربة منتخب الإمارات الذي فاز ببطولة الخليج الأخيرة. بحكم قربنا من المنتخب كنا واثقين من نجاح الفكرة، بل وبدون فخر كنت أول من قدم هذا الاقتراح عقب قرار سحب نقاط زامبيا، وعشنا قوة الإرادة وسط الجهاز الفني واللاعبين، وكنا على ثقة في العناصر التي اختارها الجهاز الفني الذي ظل دائما يكتشف النجوم من خلال متابعة لبطولة الدوري، وللأسف كلما اختار لاعبين جدد تعرضوا لهجمة من الهلال والمريخ، والدليل أن الفريقين ضما أكثر من سبعة لاعبين من المجموعة التي اختارها مازدا مؤخراً. رد مازدا ورفاقه على زملائهم من المنظراتية (الفالحين) في الكلام الذين وجهوا سمومهم عقب مباراة غانا ومن قبلها لشيء في نفوسهم وردوا على الإعلام الانطباعي الذي سخر من المنتخب ومن الاختيارات رغم أنهم لم يشاهدوا المباراة وحكموا على المنتخب من خلال النتيجة فقط، ولكن الجميل أن مازدا وزملاءه يدركون دورهم ويعرفون ماذا يفعلون وهم يتصدون لهذه المهمة الوطنية في ظروف صعبة، لا دعم من الدولة ولا من الشعب ولا من الإعلام. الهزائم تعلق عليهم والانتصارات تحسب للدولة والوزير الذي يظهر لخطف الأضواء. التحية لمنتخبنا لاعبين وجهازا فنيا، ونشد على أيديهم ونؤكد لهم أننا معهم ونثق في قدراتهم. بداية مبشرة لمنتخب إذا وجد الاهتمام والرعاية من الدولة والاتحاد ووقفة من الإعلام والجمهور، والمؤسف أننا أضعنا فرصة المنافسة على بطاقة المجموعة بسبب الخطأ الإداري الذي أفقدنا نقاط زامبيا والتي أثرت نفسياً على اللاعبين في مباراة غانا الأولى. وقد أثبت مازدا أنه مدرب كبير يثق في قدرات لاعبيه وهو يعيد الثقة في الحارس إيهاب زغبير ويشركه أمس فكان واحداً من نجوم المباراة ووضح أن الأخطاء التي وقع فيها في مباراة غانا بسبب عدم التركيز لأن عقله كان مع التسجيلات، فخسر الانتقال للمريخ ولكنه يبقى حارساً متميزاً. التحية لمازدا وإسماعيل ومبارك وعوض يس وأيمن عدار واللاعبين وهم يقاتلون قتال اليتيم، نؤكد لهم أننا معهم ونثق في قدراتهم ونشد من أزرهم.