بالرغم من رأيي المخالف لمبادرة (بعض رؤساء التحرير) اريد أن اكرم الوزير اسامة عبد الله بهذا العمود لسبب وجيه وهو الاهتمام الايجابي بالاعلام واحترام الصحفيين وصناع الرأي وحرصه على توفير الفرصة لهم للسفر لمواقع الانجاز وتنويرهم بالموقف الرسمي اولا بأول ... حقيقة لقد كان وما زال اعلام السدود فاعلا وقويا ... وقد تم توجيه الدعوة لنا عشرات المرات للسفر ولبينا منها خمسا إلى ست دعوات ... كما تم توجيه الدعوة لنا لعشرات التنويرات الخاصة والعامة ولبينا معظمها وقلنا رأينا الذي قد يختلف مع إدارة السدود ولكن هذا لم يمنعهم من استمرار التعاون معنا. وبوصفي مدربا في دورات المتحدث الرسمي ادخلت إعلام السدود ضمن المنهج، وآخر دورة قدمتها كانت في (راسلات – سونا) للمتحدثين الرسميين والمناهج الدولية في عملهم ... وحظيت بشرف أن يكون من ضمن الدارسين في الدورة الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد والذي لم يكن مطلوبا منه الحضور شخصيا انما ترشيح دارس ولكنه حرص على الحضور وقال كلمات طيبة في حقي ... والدورة من اعداد المركز الدولي للتدريب واعداد مركز القادة الذي يديره الأستاذ مزمل الكتيابي ..! المهم أن المنهج تم سودنته تماما واضيفت اليه نماذج مع الشرح والتقييم وهي (إعلام السدود) و (إعلام مهرجان بورتسودان الشتوي) باعتبارها من النماذج المتقدمة والمعيارية في تواصل الدولة بالميديا ... وقد اخطرت مسئول الاعلام بالسدود خالد عثمان بالدورة والمنهج واوفد صحافيا لتوثيق الدورة (ولم يرسل لي خطاب شكر أو تكريم وهذا امر طبيعي)...! أنا معجب بأسامة عبد الله في هذا الجانب وايضا في الجانب التنفيذي ... ولا اعتقد انه من المطلوب مني اكثر من ذلك أو من المفيد أن افعل اكثر من ذلك ... على العموم ... الحصل حصل ... ومن باب النظر للنصف الممتليء من الكوب دعونا نفكر في الدور الإيجابي للصحافة في تمتين العلاقة بين السلطة والمواطنين ... وليدرس مجلس رؤساء التحرير مقترحا بجائزة سنوية لافضل مسئول في التعامل مع الاعلام والجماهير (مثلا) ... وليشمل هذا الامر الولاة والمعتمدين (خاصة الفقراء منهم والذين لا يملكون فلسا واحدا ولا اعلانات ولا اي شيء) ... وليرع هذه الجائزة سعادة الوزير اسامة ليكون السودان فيه أكثر من اسامة في التعامل مع الاعلام بالذات ..! بعد هذه المقدمة وبكل وضوح ... لست مؤيدا لمبادرة رؤساء التحرير في تكريم وزير الكهرباء والسدود، ولا أعتقد أنه يحتاج لذلك او أن الرأي العام أو الخاص أو متخذ القرار ينتظر هذه المبادرة ليعرف من هو اسامة عبد الله ... اسامة عبد الله وكمال عبد اللطيف وعبد الحليم المتعافي وقبلهم (د. عوض الجاز) من الشخصيات التنفيذية ذات الطاقة الهائلة ... واسامة ليس بأفضلهم ولا أقلهم فضلا ... هم يختلفون ويتفاوتون وهنالك شخصيات اخرى من ذات الطراز ... (مطلوب – منفذ) وبمواصفات دولية ويقومون بالعمل في وقت وجيز ... وفي كل واحد منهم إيجابيات وسلبيات لا توجد في الآخر ... وقد فكرت كثيرا عن سبب تمييز اسامة عبد الله بالتكريم ولم اجد سببا وجيها ... وسألت نفسي لماذا لم يبادر رؤساء التحرير بتكريم عوض الجاز عندما افلح في اعادة نفط هجليج لشرايين الدولة في فترة اقصر من الاجل المضروب وفضل أن يبقى في موقع العمل حتى ينجز مهمته؟ ... لقد تابعت تلك الملحمة عن بعد ولم اكتب عنها ولا اتوقع أن عوض الجاز ينتظر كتابتي ولا مبادرة رؤساء تحرير كل الصحف في العالم ليبتسم او يفرح ...! المتعافي رجل انجازات ويفهم في تطوير الاقتصاد وربطه بالاسواق الدولية ... ولكنه ظل هدفا مشروعا للاعلام ... وهذا امر طبيعي أن تنتقد الصحف المسئولين ولكن من غير الطبيعي أن يخطط البعض لجعله "كبش فداء" لفك زنقة الحكومة عندما تتعالى الاصوات في مكافحة الفساد ولولا أن الرجل شجاع وقد خاض المواجهات منفردا لما افلت مما اريد به ... وهذا لا يعني انني اعتقد انه عشرة على عشرة ولكنه لا يعنى انه صفر على الشمال!