يحكى أن أحد المصريين جاء السودان زيارة ولا شغل ما عارف المهم جاء به حظه العاثر فى عز الصيف وتصادف مجيئه مع شهر رمضان الكريم. المهم حاول أن يستحمل سخانة الطقس اللافحة والعطش والغبار وكل أنواع المشقة الأخرى المهم صاحبنا المصري قال لعل الفرج يكون فى الإفطار فخرج مع مضيفه السوداني لتناول الإفطار كعادة السودانيين التى توشك أن تندثر خارج المنزل ففرشت البروش وملئت أباريق الوضوء وجيء بالصفرة والمصري يمني نفسه بما لذ وطاب من اللحوم والمشويات والفواكه والعصائر فخاب ظنه فكانت الصينية تحتوي على كورة بليلة عدسية وشوية بلح وعصيدة كما حال أغلب صواني الأكل المصطفة أمامه بعضها يختلف بإضافة فول ولا قراصة. المصري صاح حينها بعد أن نظر الى الأكل (والله انتو يا سودانيين ما عليكمش صوم) . هكذا حال البلد بس نقول شنو الحمد لله ورمضان يجي بخيرو فلولا القناعة التى نتمتع بها لكان الوضع مختلفا خصوصا أن الشهر ليس ككل الشهور. عدت يارمضان فبأي حال عدت يا رمضان. ارتفاع ملحوظ فى كل السلع الغذائية والخوف من أن تختفي بعضها من السوق خصوصا سلعة السكر التى أصابتها الندرة من الآن ونحن على أبواب الشهر الفضيل، أما أسعار الدقيق والزيوت والأرز واللحوم والخضروات فحدث ولا حرج لا يوجد رقيب على السوق فسياسة التحرير التى نسمعها كثيرا أصبحت حجة يتحجج بها فترك الأمر على حجم العرض والطلب وهكذا تتذبذب الأسعار بالرغم من أن الذى يرتفع منها لا ينزل الى الأرض أبدا عكس نظرية ارخميدس. يأتي الشهر الكريم على عامة السودان والأوضاع لا تبشر بتحسنها قريبا مع ترقب رفع الدعم عن المحروقات الذى سيزيد الطين بله فتكلفة ترحيل المواد الغذائية الى الولايات سيضع عليها التجار تكلفة زيادة المحروقات كذلك ما يأتى من الولايات أو عبر الميناء من بورتسودان سيتضاعف أسعاره حتما وسينعكس ذلك على المواطن الفقير الذى يزداد فقرا كل يوم وعليه أن يصبر على الحكومة فهو العاقل كما تقول وهو المتفهم للوضع ووو ..!! لا نقسم ظهره كما قسمنا جيبه كان الله فى عونه. قاسم مختلف لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. غيروا ما بأنفسكم يرحمنا ويرحمكم الله.