اثنان من القرويين كانا في زيارة إلى العاصمة الخرطوم؛ وأثناء تجولهما في شوارع العاصمة (جاعا)، وصادفتهما كافتريا، فدخلاها، وطلب أحدهم ونادى على الجرسون وقال له (أدينا اتنين من الشيء دا)، وأشار بيده نحو الآيسكريم، فسارع وأحضره لهم على قدم السرعة، فطلب منه أحدهم أن يعمل الآيسكريم فى سندوتش، فاستغرب الجرسون وخاطبهما: (يا جماعة الآيسكريم دا ما بحشوه في العيش دا بختوهو في الكاسات)، فغضبوا وخاطبه أحدهم بسرعة: (يا جنى إنت مالك موش داير قريشاتك إن شاء الله ندفقوا في الواطة)، فنفذ الطلب بسرعة وظل ينظر إليهما باندهاش، وهما يلتهمان (سندوتشات الآيسكريم)، ولم يتمالك نفسه من الضحك حتى سمعه القرويان، فالتفت إليه أحدهما غاضباً وقال له: (تضحك يا أب ملاح ساقط). تذكرت هذه الرواية وأنا أقرأ تصريح وزير المالية ب(أن الناس كانت بتسمع ب(البيتزا) والآن توجد محال كثير لها)، يعني الناس ما كانت بتعرف البيتزا والله كتر خيرك (وريتنا)، لكن نحن كقرويين ونازحين من الولايات إلى العاصمة الخرطوم، (بناكل فتة في الفطور)، وبليلة في العشاء والغداء (مروحة)، يعني أننا نأكل وجبتين، أما البيتزا دي زي الببسي بنشوفها في الأعراس والمناسبات بس، يمكن تعمل صندوق تحت مسمى (الصندوق القومي لدعم البيتزا)، ومهم جداً حشد الداعمين له من القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، وعشان المشروع دا ينجح يمكن تجنِّبوا خارج الموازنة (الكل مرة فارقة زي الماهية)، وعادي (زي الزبادي)، هو الحاجات المجنَّبة شوية، يعني بقت على البيتزا المسكينة (الوريتنا ليها دي)، وأنا عن نفسي بساهم في المشروع دا بعد الاستعانة ب(قوقل) عن من اخترع البيتزا، وبحسب أكثر الروايات تداولاً في الشبكة العنكبوتية فإن الطليان هم مكتشفو البيتزا، وتقول إحدى الروايات أن بائعا متجولا كان يبيع في شوارع أحياء (نابولي) الإيطالية الفقيرة نوعا خاصا من الخبز المفرود والمزخرف بصورة جميلة، وكان الفقراء يتهافتون على شراء هذا الخبز، و مع الأيام وإقبال الناس على هذا البائع، أخذ يتفنن في إعداد هذا الخبز، وأضاف شيئا من الزخرفة الأخرى، و يقال إن الملكة (مارغريتا) وزوجها كانا في جولة لتفقد أحوال المواطنين عندما كان أولئك الفقراء يزدحمون على ذلك البائع، ويأكلون من ذلك الخبز، فأعجبها شكله وطعمه وداومت على أكله، وأصبحت تخرج لذلك البائع خصيصا لأكل بعض ما لديه من الخبز المميز، ولكن رئيس الطباخين في القصر الملكي لم يعجبه خروج الملكة الدائم لأكل ذلك الخبز، فأخذ يصنعه لها. وما لبث أن أضاف إليه بعضا من صلصة الطماطم، فأعجب الملكة أكثر فأكثر، و كان أن أضاف إليه شيئا من الجبن والريحان الأخضر، ممثلا بذلك ألوان العلم الإيطالي: الأحمر من صلصة الطماطم والأبيض من الجبن والأخضر من الريحان. وسمي ذلك الخبز باسم (بيتزا مارغريتا)، وهكذا اشتهر هذا النوع من البيتزا بهذا الاسم ليومنا هذا تمييزا لها عن بقية الأنواع، شكراً ل(قوقل) ولوزير المالية على هذه الثقافة (البيتزية). هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته