عندما طالبت بفتح ملف تحقيق مع الذين مثلوا بالسودان وتلاعبوا بسمعته داخل وخارج ملاعب دورة الألعاب العربية كنت أعلم تماماً ومن خلال التجارب السابقة وعلى رأسها مشاركتنا في دورة الألعاب الماضية 2007 بمصر ودورة الألعاب الإفريقيه الأخيرة بموزمبيق بل منذ حادثة سباح عطبرة في دورة الألعاب الأولمبية 2000 بسدني كنت أعلم أنني أطالب بالمستحيل وكمن يؤذن بمالطا كما يقول المثل لأن الذين يفترض أن يحققوا في هذه التجاوزات هم يمثلون القاضي والجلاد بل والمجرم وسيمر ماحدث في الدوحة مرور الكرام. ورغم ذلك كنت أمني نفسي بأن يصحوا ضمير من تسببوا في هذه المهزلة من الجيش الجرار من الإداريين الذي ضمته بعثة النكسة ويعترفوا بالأخطاء التي تسببوا فيها بداية بمدير الرياضة الذي مازال متواجداً بالدوحة أو من رئيس اللجنة الأولمبية أو من رئيس البعثة بل كنت أتوقع أن أسمع صدور قرار من المسؤولين في بلادي بتكوين لجنة محاسبة بعد أن كشف الإعلام بمختلف تخصصاته حجم الجريمة ولكن للأسف أطل علينا رئيس اللجنة الأولمبية ورئيس اتحاد الرماية ورئيس البعثة ليخلقوا مبررات ويؤكدون براءتهم ولكنهم في كل القنوات والإذاعات التي استضيفوا فيها تأكد لكل الناس أن أقل ما يفترض عليهم هو تقديم الاستقالة أو صدور قرار بالعزل. منيت نفسي بأن تعترف وزارة الشباب والرياضة بحجم الأخطاء التي ارتكبت بحق الوطن وهي توافق على مشاركة مناشط غير مؤهلة بل وكأن لاعبيها لم يمارسوا اللعبة إلا في هذه الدورة ولكن بعد استماعي لحديث الأستاذ عبد الهادي محمد خير وكيل وزارة الشباب والرياضة أمس الأول من خلال حلقة في برنامج الجماهير بقناة أم درمان والذي يقدمه الزميل عوض الجيد الكباشي واستضاف فيه السيد عبد الرحمن السلاوي رئيس بعثة االسودان والزميل ياسر المنا رئيس تحرير صحيفة الزعيم تأكد لي تماماً أننا في وطن بلاوجيع وكما قلت من قبل وكررت في هذه المساحة إن قوس الرياضة لم يعط لبارئه فإن كان هذا هو فهم الوكيل فمن البديهي أن تنهار الرياضة. ونجد أنفسنا أحياناً نشفق على المسؤولين في الوزارة ونجد لهم العذر لأنهم تنطبق عليهم مقولة فاقد الشيء لايعطيه لأنهم ضحية ترضيات سياسية بعد أن أصبحت هذه الوزارة حقل تجارب لوزراء لاعلاقة لهم بالرياضة باستثناء اللواء إبراهيم نايل والأستاذ حسن رزق رغم أن وزارة الشباب والرياضة يفترض أن تكون أهم الوزارت لأنها تهتم بخلق حاضر ومستقبل الأمة والذين تولوا قيادة اللجنة الأولمبية وأغلب الاتحادات الرياضية جاءوا عبر جمعيات عمومية مبرمجة ولاعلاقة لهم بالرياضة وكان الضحية كفاءات وقيادات وعقول سطرت تاريخ الوطن وفرضت نفسها حتى على المستوى الدولي وماحدث في دورة الألعاب هوثمار التغول على الرياضة. كنت أتوقع أن يعترف الأستاذ عبد الهادي بخطأ قرار مشاركة كل المناشط وأن يعلن فتح ملف والوقوف على السلبيات التي صاحبت مشاركتنا في دورة الألعاب ولكنه حمل المسئولية للاتحادات علماً بأن هذه الاتحادات لاتجد أي دعم من الوزارة التي تصرف كل ميزانياتها في سفر وفودها خارج السودان دون تحقيق أي إنجاز وإقامة مؤتمرات تصرف فيها المليارات ترفع توصياتها وقبل أن يجف حبرها يعقد مؤتمر آخر وقد ضحكت والله وسيادته يعلن عن قيام مؤتمر لوزراء الشباب والرياضة بالولايات والكل يعلم أن هذا العام شهد أكثر من مؤتمر للوزراء آخره في مدني وقبله كوستى ونفس التوصيات ولكن يبدو أن القصد اتاحة الفرصة للوزراء الجدد للتلاقي ونيل نصيبهم من النثريات وفتح بند جديد من الصرف. وقد حاولت أمس الأول وأنا أستمع وأشاهد الحلقة الاتصال ولكن كانت سعادتي كبيرة بالمداخلة العظيمة للأستاذ حسين خوجلي التي عبر فيها بصدق باسم كل أهل السودان الغيورين على سمعته وقال الحقيقة عله يجد أذنا صاغية وقد شعرت لأنه أشفى غليلي وغليل كل قبيلة الرياضة وبالفعل إننا نحتاج إلى قرار يعيد للرياضة هيبتها ويبعد عنها كل (البروس) الذي نبت في أرضها الطاهرة فأصابها بالمرض وأفسد ثمارها وتأكد أننا في وطن بلاوجيع حقيقية . سلم لسانك أستاذنا حسين خوجلي وتحية للزميل عوض الجيد الكباشي على هذا العمل في حلقة متميزة نتمنى أن يبقى الملف مفتوحاً علنا نجد أذنا صاغية وعشمنا في البرلمان . حروف خاصة قال السيد السلاوي إن كل إداري تسلم مائتي دولار أمريكي نثرية واللاعب مائة دولار والسؤال هل هناك إداري واحد يستحق دولار واحد ..كنت أتوقع أن يسأله الزميل عوض الجيد عن عدد الإداريين حتى يضع أي شخص يديه على رأسه ولانريد أن نسأل عن الدور الذي قاموا به .. نعلم أن كل القيادات الإدارية سافرت على تذكرة درجة أولى وأجبر اللاعبون على السفر عبر طيران دبي عبر رحلة زادت عن عشر ساعات بينما سافر أغلب الإداريين على القطرية في رحلة ثلاث ساعات فقط . بعثة فقدت الانضباط داخل وخارج الملاعب ويكفي حالة طرد للاعب في مبارياتنا الثلاث لمنتخب القدم وطرد المدرب ومساعده ولاعب في مباراة . المظهر العام لايختلف عن النتائج خاصة داخل القرية الاولمبية.. كانت البعثة السودانية الوحيدة غير الملتزمة بلبس موحد ومنهم من كان يتجول بالعراقي و(السفنجة) مع كيس الصعوط وارد الفاشر. وكانت بعثتنا الوحيدة التي اشتكى منها مسؤولو المطاعم بالقرية لعدم الالتزام بالحضور الجماعي واحترام المواعيد. وماخفي أعظم.