الأخ عثمان رزق أصلحه الله يصلح مذكرة الدكتور غازي صلاح الدين التي تقول إن حزبه المزمع لا يقوم على الإسلام وايديولوجيته ولا شريعته ولن يحمل أي إرث أو ثابت من حزبه السابق والذي بناه الدكتور آية آية وأسسه مع إخوانه على التقوى وإقامة شريعته وجاهد على ذلك حق الجهاد منذ نعومة أظافره وحتى المؤتمر الاخير للحركة الإسلامية ومذكرة الاحتجاج التي خرج فيها من الدين تماما ليلتحق بفاروق أبوعيسى وياسر عرمان حسب تصريحاته بأنه سيتحالف مع كل الأحزاب والجماعات (التي تحارب الإسلام وتحاد الله صراحة والتي غير ذلك).. يقول الدكتور غازي إن حزبه الجديد يقوم على تحقيق العدالة فقط وليس الشريعة التي تحصر الناس في الأطر الضيقة وتمنعهم الانطلاق!!.. هل نسي الدكتور مقالته المشهورة وتصريحه عندما جاء مطار الخرطوم بعد أن وقع اتفاق ميشاكوس الفاصل مع جون قرنق والذي قضى بإقامة الشريعة في الشمال مقابل إعطاء الجنوب حق تقرير مصيره في الانفصال صائحا أمام كاميرا التلفزيون القومي "قد جئتكم بالشريعة ناصعة بيضاء كصحن الصيني"؟ هل نسي الدكتور أنه جاء مع إخوانه من ليبيا 1976م ليحتل دار الهاتف وليستشهد من أجل هذه الشريعة؟!! أم كانت تقوده آنذاك الحماقات والتطلع للريادة؟. سألت محررة الانتباهة الأخ حسن رزق "ما هي المبادئ التي ستقيمون عليها حزبكم؟"فرد الأخ رزق أيده الله وسدد خطاه "إننا لن نبتغي رضا الناس بسخط الله وكل ما سنفعله هو في رضاء الله ورسوله بتطبيق الشريعة تطبيقا حقيقيا" وهذا هو المطلوب رغم أن الأخ رزق أبى إلا أن يتهم نفسه والآخرين بعدم الأهلية فقد قال "مشكلة (الوطني) أنه لم يطبق الدين ولم يحارب الفساد ووضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب والرسول صلى الله عليه وسلم قال :- "إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة" الآن يأتي الأخ حسن رزق بعد 25 عاما وبعد المذكرة الأخيرة ليقول لنا إنه لم يحارب الفساد وعدم الأهلية وقد كان هو شخصيا وزيرا وكان واليا وكان أمينا في الحركة الإسلامية وتقلد عدة مواقع منذ الانقاذ وحتى يوم المذكرة ليأتي ويقول "الرجل غير المناسب؟"!!. فما الذي تغير؟ الرجل أم المناصب حتى يوعدنا بحزب جديد ورئيس جديد وسودان جديد؟!!. الأخ حسن رزق الرجل الثاني في حزب الدكتور يقول قولا مختلفا تماما عن تصريحات الدكتور غازي، يقول رزق "إننا في الحزب الجديد نريد أن يكون الإسلام واقعا وفي الوقت الذي نشعر فيه بأن هذا الحزب مخالف للإسلام ومجاف له لن نكون أعضاء فيه". رغم التناقص فإننا نقبل هذا الكلام الطيب من الأخ حسن رزق مقابلا لبرنامج الدكتور غازي العلماني، فالعدالة التي يطالب ويحرص حزبه على إقامتها هي جزء من مقاصد الدين والشريعة فعندما جاء أحدهم للرسول صلى الله عليه وسلم وقال له "إعدل.." رد عليه الرسول الكريم قائلا "ويحك إن لم أعدل أنا فمن يعدل؟" أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وهل كان وقتها رسولنا الكريم يحكم إلا بما أنزل الله عليه بين الناس؟ كان يحتكم إلى الشريعة الإسلامية. قال الدكتور غازي "نحن لا نؤمن بالايديولوجيات وهي مقيدة جدا.. وهي مشوهة للواقع.. فالايديولوجية تعني أن يكون الانسان متخندقا في موقف لا يستطيع أن يتخلص منه.. نحن لدينا خبرة سياسية واسعة ولدينا أفكار مرنة للتعامل مع أطروحات الساحة..." ليجتمع ويتحالف مع كل الكيانات الشرعية والعلمانية الأكاديمية، فالعقيدة وأحكام الشرع عند الدكتور مقيدة ويرى أن أفكاره وخبرته السياسية ومرونته أجدى من ما جاء به الله تعالى وأتانا به الرسول الكريم!! ويقول تعالى ".. فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)" سورة النساء، ويقول صلى الله عليه وسلم "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها لنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" وقال "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي" وقال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) "سورة الفتح، وقال تعالى "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. (22).."سورة المجادلة، وقال تعالى "إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)" سورة الممتحنة، وإلا فلماذا خرج الدكتور وصحبه إلى ليبيا وجاءوا يقاتلون النميري والشيوعية في يوليو 1976م؟!! فكلام الدكتور واضح وبرنامج حزبه أنه يريد أن يجمع كل طوائف وكيانات السودان ليكون القاسم المشترك بينها وما يحكمهم هو المواطنة فقط!! وإن كان الأمر كذلك فلماذا كان الدكتور يهاجم حزب الأمة الاتحادي وحزب البعث؟!! ولماذا ترشح مؤخرا في البرلمان في حزب المؤتمر الوطني وكان يخاطب الناس ببرنامج الشريعة الإسلامية حتى فاز؟!! وهل كان الإسلام هو الحل عند الدكتور حتى يوم المذكرة ثم من بعدُ جاءت قناعة الدكتور بعدم جدوى الشريعة؟! الكيان الجديد الذي يريده حزبه هو نفس السودان الجديد لباقان وعرمان اللذين يرفضان وضح البسملة على أي مستند أو دستور وهو طلب الحزب الجديد الذي يرفضون فيه اقتران الإسلام باسمه حتى الحكومة التي تدعو بأن تكون المواطنة فقط هي أساس الحكم هو تحقيق للعدل الذي يرجوه الدكتور غازي ويوجد هذا النظام في دول كبيرة وكثيرة ولكنها كافرة بأحكام الشريعة فهي لا تتعامل بالزكاة التي اشترطها الإسلام ولا النهي عن المنكر ولا تقيم الصلاة بل تحاربها وتضيق على أهلها وتتعامل بالربا، والله سبحانه وتعالى يقول " الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) " سورة النور، وإقامة الصلاة وحدها هى إقامة الدين وهو الذي خلق الله عباده له. فالعدل الحق أن نعبد الله حق عبادته وأن نقيم شريعته لا أن يكون فكر الدكتور ومرونته وخبرته السياسية بديلا لشريعته.. فهولاء لن يرضوا عنك يا دكتور مهما فعلت.. والرضى الذي تنشده من الغرب وأمريكا ثمنه واضح وصريح وهو أن يبتعد حزبك عن أي علاقه له بالإسلام ابتداء من الاسم، وراعي غنم محمد طه في الخلاء يعلم ذلك.. وهذا ارتداد واضح لأن الله تعالى قال ".. وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217).." سورة البقرة، وهذا القتال والعداوة إلى يوم القيامة لان تعالى أكد أنهم لن يرضوا بغير اتِّباعهم. نحن لم نتبع ونبايع دكتور غازي وإخوانه إلا على إقامة هذا الدين كاملا ما استطاعوا إلى ذلك سبيل ولم نبايعهم على الاصلاح السياسي أو الحريات.. والعدل الذي يبكي عليه الدكتور لا يتأتى إلا بإقامة الشريعة وليس العكس فالمقصود من كلام الله بإقامة الصلاة هو إقامة للدين، والامر بالنهي عن المنكر هو تحريم الخمور والزنا بقوانين الشريعة وحدودها، وهذه هي التي يطالب بالغائها من يريد الدكتور الاستكثار بهم في حزبه الجديد. إن اعتراف الدكتور والتنوير والإشهاد على فشل الإسلام هو عمل منظم ومرتب لصالح قوى معروفة، ويظهر ذلك من بعض الاسلاميين الذين يشعرون بالتهميش ويتجمعون الآن ويتقاربون ليتوافقوا على عمل ملموس يرضي من وراءهم، ومثل ذلك سمعته من الاستاذ حسين خوجلي في قناته وهو يترنم بفشل الإسلام والمسلمين في كل المناحي الاقتصادية والسياسية ويتكلم بلسان الشاهد من أهلها لكى يومئ للآخرين بصدقه والكل يعرف أنه يقصد النظام وهو ليس منهم. عثمان محمد يوسف الحاج