بقلم / عبد الرحيم المبارك علي Abdo هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته قري .. التاريخ والمستقبل (1) انتابني شعور عميق وصادق بالسعادة حين علمت أن يوم السبت القادم (4) صفر من العام الهجري 1435ه الموافق السابع من شهر ديسمبر يأتي أهل السودان من كل فج عميق ليشهدوا الاحتفال مناسبة مرور نصف قرن من الزمان على ميلاد أول دولة إسلامية حكمت منذ العام ( 910ه- 1123ه) وتعاقبت عليها (13) ملكا من ملوك قري. بدأ من عبد الله جماع الى دياب ابو نائب بن بادي بن العقيل بن عجيب المانجلك، وسيخاطب هذه المناسبة فخامة السيد / عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان. إن الحركة الوطنية في السودان ماهي الا امتداد لهذا التاريخ العريق والمهدية التي كانت أول دولة إسلامية سودانية وطنية كانت لبنتها الأساسية هي مملكة العبدلاب التي نحتفل بها ويحتفل معنا أبناء الممالك الإسلامية الأخرى كمملكة الفور، وجبال النوبة، والمسبعات، والعتمن في شرق السودان ووسطه، ومناطق برنكو والهلالية وعد الشيخ جماع بولاية الجزيرة، ومنطقة الباوقة بولاية نهر النيل، وحفير مشو بالولاية الشمالية، وكثير من مناطق السودان، تأتي أهمية هذه الدولة التي جاءت بعد سنوات قليلة جداً من سقوط حكم المسلمين في الأندلس ومسحت أحزان المسلمين وأصبحت قبلة للعلماء من كل أنحاء العالم الإسلامي وكذلك الرجال الأوائل الذين أسسوا حركة التصوف في السودان كالشيخ/ تاج الدين البهاري. إن هذه المناسبة ستجدد روح الولاء للدين خاصة في منطقة النيل الأزرق وولاية سنار التي تقوم فيها الآن حركات تحاول طمس الهوية الإسلامية ووددت لو أن السيد/ مالك عقار يشهد هذه المناسبة التي هي مفخرة لآبائه وأجداده .. حتى الدكتور / جون قرنق خاطب المواطنين في الدمازين يوماً وتحدث أن هذه المنطقة شهدت ميلاد أول دولة إسلامية. إن منطقة حلفاية الملوك هي منطقة عريقة كما هو الحال في منطقة قري موطن المجاهدين من عرب القواسمة الذين تحالفوا مع المجاهد /عمارة دنقس وسيحفظ التاريخ دوما للشيخ /عبدالله جماع دوره وكذلك حفيده الشيخ /عجيب المانجلك الذي استشهد في منطقة (الدبكة) والتي تسمى الآن بالجريف كركوج ونقل جثمانه الى قري ودفن فيها حيث تنتصب قبته الشاهقة الشاهدة على هذا التاريخ المشرق في منطقة قري. إن الاحتفال بهذه المناسبة في هذه المرحلة التاريخية من عمر البلاد لا شك أنه سيجدد ثقة الناس في هويتهم ووحدتهم الوطنية نسأل الله التوفيق والسداد للسودان أرضا وشعبا. وعن (حديث الساعة) سنحكي بإذن الله تعالى.