شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساعد رئيس الجمهورية يشرف الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان بالنادي الدبلوماسي
نشر في السوداني يوم 10 - 12 - 2013


ضيعناك وضعنا معاك
محمد سعيد شلي
عند ذهابي لسوق أم درمان أحرص على زيارة المنطقة المحيطة بالبوستة والتي يتخذها باعة الكتب مكانا لعرض " بضاعتهم الثقافية " أعثر أحيانا في ذلك المكان على " صيد ثقافي ثمين " وبسعر زهيد .. تصل الكتب ال Secondhand للباعة لأسباب متفاوتة منها " تسربها خلسة " عن طريق عامل بالمنزل أو أحد أفراد الأسرة وربما عن طريق صاحبها " وللضرورة أحكام .." ..ومن أهدافي " الإستراتيجية " أيضا في جولاتي " الماكوكية "حول بوستة أم درمان ,البحث المنتظم عن كتب المنهج الدراسي القديم .. هناك مودة خاصة وشوق دافق وحنين جارف يشدني لذلك المنهج فأي سطر فيه أو رسم تخلله أو صورة زينت صفحاته تمثل عندي وربما أيضا عند غيري ممن تتلمذوا على ذلك المنهج ,ذكرى يتعذر طيها في عالم النسيان..ذكرى تستصحب معها المعلمين , زملاء الدفعة , الجيران في الكنبة , المحبرة, الريشة ,التختة , الطباشير ,رنين الجرس , الفراشين , بستلة الفطور , ست الزلابية , المزيرة بل وحتى " فرقعة " سوط العنج في طابور الصباح ..قلت " أحن "إلى ذلك المنهج بكل تفاصيله , كتاب المطالعة , المحفوظات, سبل كسب العيش في السودان ,إصدارات مكتب النشر من سلسلة أدب لأطفال , أحلام ظلوط , السراب والحمامة ., بقرة اليتامى ..ومؤلفات الكتاب المصريين كامل كيلاني ,سعيد العريان ومحمد عطية الأبراشي.. ولا يزال صدى محفوظات ذلك الزمان الجميل يتردد في جنبات النفس , دجاجي يلقط الحبة ويجري وهو فرحانا ..برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ..أشرقت شمس الضحى في السماء الصافية وهي تعطي من صحا صحة وعافية ..وكان هذا النشيد يؤدى مصحوبا بحركة الأيدي وبالتلويح شرقا وغربا وفق كل مقطع شعري بالقصيدة..لا تزال قصص كتاب المطالعة محفورة في الذاكرة , القرد الأعمش والنظارة , الرجال البلهاء ,هاشم في العيد , الطيور الحزينة , الذئب والبجعة ..دعا الذئب البجعة للغداء وقدم لها مرقا في صحن " مفلطح " فلم تستطع البجعة تناوله بينما لعق الذئب المرق بكل سهولة ويسر ,غضبت البجعة وقررت الأخذ بثأرها ,فدعت الذئب للغداء وقدمت له مرقا في " قلة " فلم يستطع الذئب أن يدخل " قدومه " فيها وباءت كل محاولاته بالفشل ..ولكن البجعة ودون عناء أدخلت منقارها وشربت المرق .." حرد " الذئب واشتكى لصديقه الثعلب فقال الثعلب للذئب : أنت الذي بدأت بالخطأ والبادي أظلم ..ومن حكايات ذلك المنهج " المكرب " الفأر الأكول , الغراب النبيه , عاقبة الكذب , الرجال البلهاء , سليمة بائعة اللبن ..كانت سليمة تحلب كل يوم بقرتها وتذهب باللبن للسوق وكانت جارتها ست البنات تفعل ذات الشيء ..لاحظت سليمة أن ست البنات تبيع لبنها وتعود لأولادها بالطعام والسكر والشاي بينما " يبور " لبنها فتعود لدارها بخفي حنين ,فشكت لست البنات فنصحتها بغسل البرمة غسيلا جيدا وتجفيفها قبل وضع اللبن ,عملت سليمة بالنصيحة " وفكت بورة " لبنها ..هذه القصص وما بها من عبر وعظات كان لها الأثر البالغ والمباشر على التلاميذ ومن " أعراض " ذلك التأثير أن بعضهم حمل ألقابا من وحي تلك القصص فمنهم من لقب بالفار الأكول و بالقرد الأعمش والنظارة وبمحمود الكذاب ..ذهب ذلك المنهج الذي أسس لمستوى تعليمي رفيع تميز به السودان على مختلف الأصعدة , وبذهابه " ضاع " ذلك التميز وخبأ ذلك البريق..
//
ع
أوراق منسية
ضيعناك وضعنا معاك
محمد سعيد شلي
عند ذهابي لسوق أم درمان أحرص على زيارة المنطقة المحيطة بالبوستة والتي يتخذها باعة الكتب مكانا لعرض " بضاعتهم الثقافية " أعثر أحيانا في ذلك المكان على " صيد ثقافي ثمين " وبسعر زهيد .. تصل الكتب ال Secondhand للباعة لأسباب متفاوتة منها " تسربها خلسة " عن طريق عامل بالمنزل أو أحد أفراد الأسرة وربما عن طريق صاحبها " وللضرورة أحكام .." ..ومن أهدافي " الإستراتيجية " أيضا في جولاتي " الماكوكية "حول بوستة أم درمان ,البحث المنتظم عن كتب المنهج الدراسي القديم .. هناك مودة خاصة وشوق دافق وحنين جارف يشدني لذلك المنهج فأي سطر فيه أو رسم تخلله أو صورة زينت صفحاته تمثل عندي وربما أيضا عند غيري ممن تتلمذوا على ذلك المنهج ,ذكرى يتعذر طيها في عالم النسيان..ذكرى تستصحب معها المعلمين , زملاء الدفعة , الجيران في الكنبة , المحبرة, الريشة ,التختة , الطباشير ,رنين الجرس , الفراشين , بستلة الفطور , ست الزلابية , المزيرة بل وحتى " فرقعة " سوط العنج في طابور الصباح ..قلت " أحن "إلى ذلك المنهج بكل تفاصيله , كتاب المطالعة , المحفوظات, سبل كسب العيش في السودان ,إصدارات مكتب النشر من سلسلة أدب لأطفال , أحلام ظلوط , السراب والحمامة ., بقرة اليتامى ..ومؤلفات الكتاب المصريين كامل كيلاني ,سعيد العريان ومحمد عطية الأبراشي.. ولا يزال صدى محفوظات ذلك الزمان الجميل يتردد في جنبات النفس , دجاجي يلقط الحبة ويجري وهو فرحانا ..برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ..أشرقت شمس الضحى في السماء الصافية وهي تعطي من صحا صحة وعافية ..وكان هذا النشيد يؤدى مصحوبا بحركة الأيدي وبالتلويح شرقا وغربا وفق كل مقطع شعري بالقصيدة..لا تزال قصص كتاب المطالعة محفورة في الذاكرة , القرد الأعمش والنظارة , الرجال البلهاء ,هاشم في العيد , الطيور الحزينة , الذئب والبجعة ..دعا الذئب البجعة للغداء وقدم لها مرقا في صحن " مفلطح " فلم تستطع البجعة تناوله بينما لعق الذئب المرق بكل سهولة ويسر ,غضبت البجعة وقررت الأخذ بثأرها ,فدعت الذئب للغداء وقدمت له مرقا في " قلة " فلم يستطع الذئب أن يدخل " قدومه " فيها وباءت كل محاولاته بالفشل ..ولكن البجعة ودون عناء أدخلت منقارها وشربت المرق .." حرد " الذئب واشتكى لصديقه الثعلب فقال الثعلب للذئب : أنت الذي بدأت بالخطأ والبادي أظلم ..ومن حكايات ذلك المنهج " المكرب " الفأر الأكول , الغراب النبيه , عاقبة الكذب , الرجال البلهاء , سليمة بائعة اللبن ..كانت سليمة تحلب كل يوم بقرتها وتذهب باللبن للسوق وكانت جارتها ست البنات تفعل ذات الشيء ..لاحظت سليمة أن ست البنات تبيع لبنها وتعود لأولادها بالطعام والسكر والشاي بينما " يبور " لبنها فتعود لدارها بخفي حنين ,فشكت لست البنات فنصحتها بغسل البرمة غسيلا جيدا وتجفيفها قبل وضع اللبن ,عملت سليمة بالنصيحة " وفكت بورة " لبنها ..هذه القصص وما بها من عبر وعظات كان لها الأثر البالغ والمباشر على التلاميذ ومن " أعراض " ذلك التأثير أن بعضهم حمل ألقابا من وحي تلك القصص فمنهم من لقب بالفار الأكول و بالقرد الأعمش والنظارة وبمحمود الكذاب ..ذهب ذلك المنهج الذي أسس لمستوى تعليمي رفيع تميز به السودان على مختلف الأصعدة , وبذهابه " ضاع " ذلك التميز وخبأ ذلك البريق..
//
ع
أوراق منسية
ضيعناك وضعنا معاك
محمد سعيد شلي
عند ذهابي لسوق أم درمان أحرص على زيارة المنطقة المحيطة بالبوستة والتي يتخذها باعة الكتب مكانا لعرض " بضاعتهم الثقافية " أعثر أحيانا في ذلك المكان على " صيد ثقافي ثمين " وبسعر زهيد .. تصل الكتب ال Secondhand للباعة لأسباب متفاوتة منها " تسربها خلسة " عن طريق عامل بالمنزل أو أحد أفراد الأسرة وربما عن طريق صاحبها " وللضرورة أحكام .." ..ومن أهدافي " الإستراتيجية " أيضا في جولاتي " الماكوكية "حول بوستة أم درمان ,البحث المنتظم عن كتب المنهج الدراسي القديم .. هناك مودة خاصة وشوق دافق وحنين جارف يشدني لذلك المنهج فأي سطر فيه أو رسم تخلله أو صورة زينت صفحاته تمثل عندي وربما أيضا عند غيري ممن تتلمذوا على ذلك المنهج ,ذكرى يتعذر طيها في عالم النسيان..ذكرى تستصحب معها المعلمين , زملاء الدفعة , الجيران في الكنبة , المحبرة, الريشة ,التختة , الطباشير ,رنين الجرس , الفراشين , بستلة الفطور , ست الزلابية , المزيرة بل وحتى " فرقعة " سوط العنج في طابور الصباح ..قلت " أحن "إلى ذلك المنهج بكل تفاصيله , كتاب المطالعة , المحفوظات, سبل كسب العيش في السودان ,إصدارات مكتب النشر من سلسلة أدب لأطفال , أحلام ظلوط , السراب والحمامة ., بقرة اليتامى ..ومؤلفات الكتاب المصريين كامل كيلاني ,سعيد العريان ومحمد عطية الأبراشي.. ولا يزال صدى محفوظات ذلك الزمان الجميل يتردد في جنبات النفس , دجاجي يلقط الحبة ويجري وهو فرحانا ..برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ..أشرقت شمس الضحى في السماء الصافية وهي تعطي من صحا صحة وعافية ..وكان هذا النشيد يؤدى مصحوبا بحركة الأيدي وبالتلويح شرقا وغربا وفق كل مقطع شعري بالقصيدة..لا تزال قصص كتاب المطالعة محفورة في الذاكرة , القرد الأعمش والنظارة , الرجال البلهاء ,هاشم في العيد , الطيور الحزينة , الذئب والبجعة ..دعا الذئب البجعة للغداء وقدم لها مرقا في صحن " مفلطح " فلم تستطع البجعة تناوله بينما لعق الذئب المرق بكل سهولة ويسر ,غضبت البجعة وقررت الأخذ بثأرها ,فدعت الذئب للغداء وقدمت له مرقا في " قلة " فلم يستطع الذئب أن يدخل " قدومه " فيها وباءت كل محاولاته بالفشل ..ولكن البجعة ودون عناء أدخلت منقارها وشربت المرق .." حرد " الذئب واشتكى لصديقه الثعلب فقال الثعلب للذئب : أنت الذي بدأت بالخطأ والبادي أظلم ..ومن حكايات ذلك المنهج " المكرب " الفأر الأكول , الغراب النبيه , عاقبة الكذب , الرجال البلهاء , سليمة بائعة اللبن ..كانت سليمة تحلب كل يوم بقرتها وتذهب باللبن للسوق وكانت جارتها ست البنات تفعل ذات الشيء ..لاحظت سليمة أن ست البنات تبيع لبنها وتعود لأولادها بالطعام والسكر والشاي بينما " يبور " لبنها فتعود لدارها بخفي حنين ,فشكت لست البنات فنصحتها بغسل البرمة غسيلا جيدا وتجفيفها قبل وضع اللبن ,عملت سليمة بالنصيحة " وفكت بورة " لبنها ..هذه القصص وما بها من عبر وعظات كان لها الأثر البالغ والمباشر على التلاميذ ومن " أعراض " ذلك التأثير أن بعضهم حمل ألقابا من وحي تلك القصص فمنهم من لقب بالفار الأكول و بالقرد الأعمش والنظارة وبمحمود الكذاب ..ذهب ذلك المنهج الذي أسس لمستوى تعليمي رفيع تميز به السودان على مختلف الأصعدة , وبذهابه " ضاع " ذلك التميز وخبأ ذلك البريق..
//
ع
أوراق منسية
ضيعناك وضعنا معاك
محمد سعيد شلي
عند ذهابي لسوق أم درمان أحرص على زيارة المنطقة المحيطة بالبوستة والتي يتخذها باعة الكتب مكانا لعرض " بضاعتهم الثقافية " أعثر أحيانا في ذلك المكان على " صيد ثقافي ثمين " وبسعر زهيد .. تصل الكتب ال Secondhand للباعة لأسباب متفاوتة منها " تسربها خلسة " عن طريق عامل بالمنزل أو أحد أفراد الأسرة وربما عن طريق صاحبها " وللضرورة أحكام .." ..ومن أهدافي " الإستراتيجية " أيضا في جولاتي " الماكوكية "حول بوستة أم درمان ,البحث المنتظم عن كتب المنهج الدراسي القديم .. هناك مودة خاصة وشوق دافق وحنين جارف يشدني لذلك المنهج فأي سطر فيه أو رسم تخلله أو صورة زينت صفحاته تمثل عندي وربما أيضا عند غيري ممن تتلمذوا على ذلك المنهج ,ذكرى يتعذر طيها في عالم النسيان..ذكرى تستصحب معها المعلمين , زملاء الدفعة , الجيران في الكنبة , المحبرة, الريشة ,التختة , الطباشير ,رنين الجرس , الفراشين , بستلة الفطور , ست الزلابية , المزيرة بل وحتى " فرقعة " سوط العنج في طابور الصباح ..قلت " أحن "إلى ذلك المنهج بكل تفاصيله , كتاب المطالعة , المحفوظات, سبل كسب العيش في السودان ,إصدارات مكتب النشر من سلسلة أدب لأطفال , أحلام ظلوط , السراب والحمامة ., بقرة اليتامى ..ومؤلفات الكتاب المصريين كامل كيلاني ,سعيد العريان ومحمد عطية الأبراشي.. ولا يزال صدى محفوظات ذلك الزمان الجميل يتردد في جنبات النفس , دجاجي يلقط الحبة ويجري وهو فرحانا ..برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ..أشرقت شمس الضحى في السماء الصافية وهي تعطي من صحا صحة وعافية ..وكان هذا النشيد يؤدى مصحوبا بحركة الأيدي وبالتلويح شرقا وغربا وفق كل مقطع شعري بالقصيدة..لا تزال قصص كتاب المطالعة محفورة في الذاكرة , القرد الأعمش والنظارة , الرجال البلهاء ,هاشم في العيد , الطيور الحزينة , الذئب والبجعة ..دعا الذئب البجعة للغداء وقدم لها مرقا في صحن " مفلطح " فلم تستطع البجعة تناوله بينما لعق الذئب المرق بكل سهولة ويسر ,غضبت البجعة وقررت الأخذ بثأرها ,فدعت الذئب للغداء وقدمت له مرقا في " قلة " فلم يستطع الذئب أن يدخل " قدومه " فيها وباءت كل محاولاته بالفشل ..ولكن البجعة ودون عناء أدخلت منقارها وشربت المرق .." حرد " الذئب واشتكى لصديقه الثعلب فقال الثعلب للذئب : أنت الذي بدأت بالخطأ والبادي أظلم ..ومن حكايات ذلك المنهج " المكرب " الفأر الأكول , الغراب النبيه , عاقبة الكذب , الرجال البلهاء , سليمة بائعة اللبن ..كانت سليمة تحلب كل يوم بقرتها وتذهب باللبن للسوق وكانت جارتها ست البنات تفعل ذات الشيء ..لاحظت سليمة أن ست البنات تبيع لبنها وتعود لأولادها بالطعام والسكر والشاي بينما " يبور " لبنها فتعود لدارها بخفي حنين ,فشكت لست البنات فنصحتها بغسل البرمة غسيلا جيدا وتجفيفها قبل وضع اللبن ,عملت سليمة بالنصيحة " وفكت بورة " لبنها ..هذه القصص وما بها من عبر وعظات كان لها الأثر البالغ والمباشر على التلاميذ ومن " أعراض " ذلك التأثير أن بعضهم حمل ألقابا من وحي تلك القصص فمنهم من لقب بالفار الأكول و بالقرد الأعمش والنظارة وبمحمود الكذاب ..ذهب ذلك المنهج الذي أسس لمستوى تعليمي رفيع تميز به السودان على مختلف الأصعدة , وبذهابه " ضاع " ذلك التميز وخبأ ذلك البريق..
//
ع
مساعد رئيس الجمهورية يشرف الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان بالنادي الدبلوماسي
يشرف مساعد رئيس الجمهورية العقيد عبد الرحن الصادق المهدي وعدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذى ينظمه الاتحاد الوطني للشباب السوداني اليوم بالنادي الدبلوماسي والذى تعود بدايته الرسمية الى العام 1950 بعد أن أصدرت الجمعية العامة القرار رقم (423) الذى دعت فيه جميع الدول والمنظمات الدولية الى اعتماد العاشر من ديسمبر من كل عام يوماً للاحتفال بيوم حقوق الإنسان ويعتبر اتحاد الشباب هذه المناسبة تكليلاً للجهود المبذولة فى صياغة القيم والحريات الأساسية التى تشكل الركيزة المشتركة للبشرية وهو ميثاق يدعو الأفراد والحكومات الى تعبئة الجهود من أجل نشر الوعي بحقوق الإنسان وأعمالها وضمان التمتع الكامل بها وتمكين إرساء المعايير وقوانين مؤسسات حقوق الإنسان التى وفرت حياة أفضل للإنسان حول العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.