نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية    السفير عدوي يشيد بدراسة إنشاء منطقة لوجستية على الحدود السودانية    الاهلي المصري نمر من ورق    الجمعية العمومية الانتخابية لنادي الرابطة كوستي    السجن والغرامة على متعاون مع القوات المتمردة بالأبيض    ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    "حكومة الأمل المدنية" رئيس الوزراء يحدد ملامح حكومة الأمل المدنية المرتقبة    الفوز بهدفين.. ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية    "الأمة القومي": كامل ادريس امتداد لانقلاب 25 أكتوبر    لما سقطت طهران... صرخت بورسودان وأبواقها    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    الحكم بسجن مرتكبي جريمة شنق فينيسيوس    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها ب 149 هدفاً مقابل لا شيء؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    السودان والحرب    عملية اختطاف خطيرة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساعد رئيس الجمهورية يشرف الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان بالنادي الدبلوماسي
نشر في السوداني يوم 10 - 12 - 2013


ضيعناك وضعنا معاك
محمد سعيد شلي
عند ذهابي لسوق أم درمان أحرص على زيارة المنطقة المحيطة بالبوستة والتي يتخذها باعة الكتب مكانا لعرض " بضاعتهم الثقافية " أعثر أحيانا في ذلك المكان على " صيد ثقافي ثمين " وبسعر زهيد .. تصل الكتب ال Secondhand للباعة لأسباب متفاوتة منها " تسربها خلسة " عن طريق عامل بالمنزل أو أحد أفراد الأسرة وربما عن طريق صاحبها " وللضرورة أحكام .." ..ومن أهدافي " الإستراتيجية " أيضا في جولاتي " الماكوكية "حول بوستة أم درمان ,البحث المنتظم عن كتب المنهج الدراسي القديم .. هناك مودة خاصة وشوق دافق وحنين جارف يشدني لذلك المنهج فأي سطر فيه أو رسم تخلله أو صورة زينت صفحاته تمثل عندي وربما أيضا عند غيري ممن تتلمذوا على ذلك المنهج ,ذكرى يتعذر طيها في عالم النسيان..ذكرى تستصحب معها المعلمين , زملاء الدفعة , الجيران في الكنبة , المحبرة, الريشة ,التختة , الطباشير ,رنين الجرس , الفراشين , بستلة الفطور , ست الزلابية , المزيرة بل وحتى " فرقعة " سوط العنج في طابور الصباح ..قلت " أحن "إلى ذلك المنهج بكل تفاصيله , كتاب المطالعة , المحفوظات, سبل كسب العيش في السودان ,إصدارات مكتب النشر من سلسلة أدب لأطفال , أحلام ظلوط , السراب والحمامة ., بقرة اليتامى ..ومؤلفات الكتاب المصريين كامل كيلاني ,سعيد العريان ومحمد عطية الأبراشي.. ولا يزال صدى محفوظات ذلك الزمان الجميل يتردد في جنبات النفس , دجاجي يلقط الحبة ويجري وهو فرحانا ..برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ..أشرقت شمس الضحى في السماء الصافية وهي تعطي من صحا صحة وعافية ..وكان هذا النشيد يؤدى مصحوبا بحركة الأيدي وبالتلويح شرقا وغربا وفق كل مقطع شعري بالقصيدة..لا تزال قصص كتاب المطالعة محفورة في الذاكرة , القرد الأعمش والنظارة , الرجال البلهاء ,هاشم في العيد , الطيور الحزينة , الذئب والبجعة ..دعا الذئب البجعة للغداء وقدم لها مرقا في صحن " مفلطح " فلم تستطع البجعة تناوله بينما لعق الذئب المرق بكل سهولة ويسر ,غضبت البجعة وقررت الأخذ بثأرها ,فدعت الذئب للغداء وقدمت له مرقا في " قلة " فلم يستطع الذئب أن يدخل " قدومه " فيها وباءت كل محاولاته بالفشل ..ولكن البجعة ودون عناء أدخلت منقارها وشربت المرق .." حرد " الذئب واشتكى لصديقه الثعلب فقال الثعلب للذئب : أنت الذي بدأت بالخطأ والبادي أظلم ..ومن حكايات ذلك المنهج " المكرب " الفأر الأكول , الغراب النبيه , عاقبة الكذب , الرجال البلهاء , سليمة بائعة اللبن ..كانت سليمة تحلب كل يوم بقرتها وتذهب باللبن للسوق وكانت جارتها ست البنات تفعل ذات الشيء ..لاحظت سليمة أن ست البنات تبيع لبنها وتعود لأولادها بالطعام والسكر والشاي بينما " يبور " لبنها فتعود لدارها بخفي حنين ,فشكت لست البنات فنصحتها بغسل البرمة غسيلا جيدا وتجفيفها قبل وضع اللبن ,عملت سليمة بالنصيحة " وفكت بورة " لبنها ..هذه القصص وما بها من عبر وعظات كان لها الأثر البالغ والمباشر على التلاميذ ومن " أعراض " ذلك التأثير أن بعضهم حمل ألقابا من وحي تلك القصص فمنهم من لقب بالفار الأكول و بالقرد الأعمش والنظارة وبمحمود الكذاب ..ذهب ذلك المنهج الذي أسس لمستوى تعليمي رفيع تميز به السودان على مختلف الأصعدة , وبذهابه " ضاع " ذلك التميز وخبأ ذلك البريق..
//
ع
أوراق منسية
ضيعناك وضعنا معاك
محمد سعيد شلي
عند ذهابي لسوق أم درمان أحرص على زيارة المنطقة المحيطة بالبوستة والتي يتخذها باعة الكتب مكانا لعرض " بضاعتهم الثقافية " أعثر أحيانا في ذلك المكان على " صيد ثقافي ثمين " وبسعر زهيد .. تصل الكتب ال Secondhand للباعة لأسباب متفاوتة منها " تسربها خلسة " عن طريق عامل بالمنزل أو أحد أفراد الأسرة وربما عن طريق صاحبها " وللضرورة أحكام .." ..ومن أهدافي " الإستراتيجية " أيضا في جولاتي " الماكوكية "حول بوستة أم درمان ,البحث المنتظم عن كتب المنهج الدراسي القديم .. هناك مودة خاصة وشوق دافق وحنين جارف يشدني لذلك المنهج فأي سطر فيه أو رسم تخلله أو صورة زينت صفحاته تمثل عندي وربما أيضا عند غيري ممن تتلمذوا على ذلك المنهج ,ذكرى يتعذر طيها في عالم النسيان..ذكرى تستصحب معها المعلمين , زملاء الدفعة , الجيران في الكنبة , المحبرة, الريشة ,التختة , الطباشير ,رنين الجرس , الفراشين , بستلة الفطور , ست الزلابية , المزيرة بل وحتى " فرقعة " سوط العنج في طابور الصباح ..قلت " أحن "إلى ذلك المنهج بكل تفاصيله , كتاب المطالعة , المحفوظات, سبل كسب العيش في السودان ,إصدارات مكتب النشر من سلسلة أدب لأطفال , أحلام ظلوط , السراب والحمامة ., بقرة اليتامى ..ومؤلفات الكتاب المصريين كامل كيلاني ,سعيد العريان ومحمد عطية الأبراشي.. ولا يزال صدى محفوظات ذلك الزمان الجميل يتردد في جنبات النفس , دجاجي يلقط الحبة ويجري وهو فرحانا ..برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ..أشرقت شمس الضحى في السماء الصافية وهي تعطي من صحا صحة وعافية ..وكان هذا النشيد يؤدى مصحوبا بحركة الأيدي وبالتلويح شرقا وغربا وفق كل مقطع شعري بالقصيدة..لا تزال قصص كتاب المطالعة محفورة في الذاكرة , القرد الأعمش والنظارة , الرجال البلهاء ,هاشم في العيد , الطيور الحزينة , الذئب والبجعة ..دعا الذئب البجعة للغداء وقدم لها مرقا في صحن " مفلطح " فلم تستطع البجعة تناوله بينما لعق الذئب المرق بكل سهولة ويسر ,غضبت البجعة وقررت الأخذ بثأرها ,فدعت الذئب للغداء وقدمت له مرقا في " قلة " فلم يستطع الذئب أن يدخل " قدومه " فيها وباءت كل محاولاته بالفشل ..ولكن البجعة ودون عناء أدخلت منقارها وشربت المرق .." حرد " الذئب واشتكى لصديقه الثعلب فقال الثعلب للذئب : أنت الذي بدأت بالخطأ والبادي أظلم ..ومن حكايات ذلك المنهج " المكرب " الفأر الأكول , الغراب النبيه , عاقبة الكذب , الرجال البلهاء , سليمة بائعة اللبن ..كانت سليمة تحلب كل يوم بقرتها وتذهب باللبن للسوق وكانت جارتها ست البنات تفعل ذات الشيء ..لاحظت سليمة أن ست البنات تبيع لبنها وتعود لأولادها بالطعام والسكر والشاي بينما " يبور " لبنها فتعود لدارها بخفي حنين ,فشكت لست البنات فنصحتها بغسل البرمة غسيلا جيدا وتجفيفها قبل وضع اللبن ,عملت سليمة بالنصيحة " وفكت بورة " لبنها ..هذه القصص وما بها من عبر وعظات كان لها الأثر البالغ والمباشر على التلاميذ ومن " أعراض " ذلك التأثير أن بعضهم حمل ألقابا من وحي تلك القصص فمنهم من لقب بالفار الأكول و بالقرد الأعمش والنظارة وبمحمود الكذاب ..ذهب ذلك المنهج الذي أسس لمستوى تعليمي رفيع تميز به السودان على مختلف الأصعدة , وبذهابه " ضاع " ذلك التميز وخبأ ذلك البريق..
//
ع
أوراق منسية
ضيعناك وضعنا معاك
محمد سعيد شلي
عند ذهابي لسوق أم درمان أحرص على زيارة المنطقة المحيطة بالبوستة والتي يتخذها باعة الكتب مكانا لعرض " بضاعتهم الثقافية " أعثر أحيانا في ذلك المكان على " صيد ثقافي ثمين " وبسعر زهيد .. تصل الكتب ال Secondhand للباعة لأسباب متفاوتة منها " تسربها خلسة " عن طريق عامل بالمنزل أو أحد أفراد الأسرة وربما عن طريق صاحبها " وللضرورة أحكام .." ..ومن أهدافي " الإستراتيجية " أيضا في جولاتي " الماكوكية "حول بوستة أم درمان ,البحث المنتظم عن كتب المنهج الدراسي القديم .. هناك مودة خاصة وشوق دافق وحنين جارف يشدني لذلك المنهج فأي سطر فيه أو رسم تخلله أو صورة زينت صفحاته تمثل عندي وربما أيضا عند غيري ممن تتلمذوا على ذلك المنهج ,ذكرى يتعذر طيها في عالم النسيان..ذكرى تستصحب معها المعلمين , زملاء الدفعة , الجيران في الكنبة , المحبرة, الريشة ,التختة , الطباشير ,رنين الجرس , الفراشين , بستلة الفطور , ست الزلابية , المزيرة بل وحتى " فرقعة " سوط العنج في طابور الصباح ..قلت " أحن "إلى ذلك المنهج بكل تفاصيله , كتاب المطالعة , المحفوظات, سبل كسب العيش في السودان ,إصدارات مكتب النشر من سلسلة أدب لأطفال , أحلام ظلوط , السراب والحمامة ., بقرة اليتامى ..ومؤلفات الكتاب المصريين كامل كيلاني ,سعيد العريان ومحمد عطية الأبراشي.. ولا يزال صدى محفوظات ذلك الزمان الجميل يتردد في جنبات النفس , دجاجي يلقط الحبة ويجري وهو فرحانا ..برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ..أشرقت شمس الضحى في السماء الصافية وهي تعطي من صحا صحة وعافية ..وكان هذا النشيد يؤدى مصحوبا بحركة الأيدي وبالتلويح شرقا وغربا وفق كل مقطع شعري بالقصيدة..لا تزال قصص كتاب المطالعة محفورة في الذاكرة , القرد الأعمش والنظارة , الرجال البلهاء ,هاشم في العيد , الطيور الحزينة , الذئب والبجعة ..دعا الذئب البجعة للغداء وقدم لها مرقا في صحن " مفلطح " فلم تستطع البجعة تناوله بينما لعق الذئب المرق بكل سهولة ويسر ,غضبت البجعة وقررت الأخذ بثأرها ,فدعت الذئب للغداء وقدمت له مرقا في " قلة " فلم يستطع الذئب أن يدخل " قدومه " فيها وباءت كل محاولاته بالفشل ..ولكن البجعة ودون عناء أدخلت منقارها وشربت المرق .." حرد " الذئب واشتكى لصديقه الثعلب فقال الثعلب للذئب : أنت الذي بدأت بالخطأ والبادي أظلم ..ومن حكايات ذلك المنهج " المكرب " الفأر الأكول , الغراب النبيه , عاقبة الكذب , الرجال البلهاء , سليمة بائعة اللبن ..كانت سليمة تحلب كل يوم بقرتها وتذهب باللبن للسوق وكانت جارتها ست البنات تفعل ذات الشيء ..لاحظت سليمة أن ست البنات تبيع لبنها وتعود لأولادها بالطعام والسكر والشاي بينما " يبور " لبنها فتعود لدارها بخفي حنين ,فشكت لست البنات فنصحتها بغسل البرمة غسيلا جيدا وتجفيفها قبل وضع اللبن ,عملت سليمة بالنصيحة " وفكت بورة " لبنها ..هذه القصص وما بها من عبر وعظات كان لها الأثر البالغ والمباشر على التلاميذ ومن " أعراض " ذلك التأثير أن بعضهم حمل ألقابا من وحي تلك القصص فمنهم من لقب بالفار الأكول و بالقرد الأعمش والنظارة وبمحمود الكذاب ..ذهب ذلك المنهج الذي أسس لمستوى تعليمي رفيع تميز به السودان على مختلف الأصعدة , وبذهابه " ضاع " ذلك التميز وخبأ ذلك البريق..
//
ع
أوراق منسية
ضيعناك وضعنا معاك
محمد سعيد شلي
عند ذهابي لسوق أم درمان أحرص على زيارة المنطقة المحيطة بالبوستة والتي يتخذها باعة الكتب مكانا لعرض " بضاعتهم الثقافية " أعثر أحيانا في ذلك المكان على " صيد ثقافي ثمين " وبسعر زهيد .. تصل الكتب ال Secondhand للباعة لأسباب متفاوتة منها " تسربها خلسة " عن طريق عامل بالمنزل أو أحد أفراد الأسرة وربما عن طريق صاحبها " وللضرورة أحكام .." ..ومن أهدافي " الإستراتيجية " أيضا في جولاتي " الماكوكية "حول بوستة أم درمان ,البحث المنتظم عن كتب المنهج الدراسي القديم .. هناك مودة خاصة وشوق دافق وحنين جارف يشدني لذلك المنهج فأي سطر فيه أو رسم تخلله أو صورة زينت صفحاته تمثل عندي وربما أيضا عند غيري ممن تتلمذوا على ذلك المنهج ,ذكرى يتعذر طيها في عالم النسيان..ذكرى تستصحب معها المعلمين , زملاء الدفعة , الجيران في الكنبة , المحبرة, الريشة ,التختة , الطباشير ,رنين الجرس , الفراشين , بستلة الفطور , ست الزلابية , المزيرة بل وحتى " فرقعة " سوط العنج في طابور الصباح ..قلت " أحن "إلى ذلك المنهج بكل تفاصيله , كتاب المطالعة , المحفوظات, سبل كسب العيش في السودان ,إصدارات مكتب النشر من سلسلة أدب لأطفال , أحلام ظلوط , السراب والحمامة ., بقرة اليتامى ..ومؤلفات الكتاب المصريين كامل كيلاني ,سعيد العريان ومحمد عطية الأبراشي.. ولا يزال صدى محفوظات ذلك الزمان الجميل يتردد في جنبات النفس , دجاجي يلقط الحبة ويجري وهو فرحانا ..برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ..أشرقت شمس الضحى في السماء الصافية وهي تعطي من صحا صحة وعافية ..وكان هذا النشيد يؤدى مصحوبا بحركة الأيدي وبالتلويح شرقا وغربا وفق كل مقطع شعري بالقصيدة..لا تزال قصص كتاب المطالعة محفورة في الذاكرة , القرد الأعمش والنظارة , الرجال البلهاء ,هاشم في العيد , الطيور الحزينة , الذئب والبجعة ..دعا الذئب البجعة للغداء وقدم لها مرقا في صحن " مفلطح " فلم تستطع البجعة تناوله بينما لعق الذئب المرق بكل سهولة ويسر ,غضبت البجعة وقررت الأخذ بثأرها ,فدعت الذئب للغداء وقدمت له مرقا في " قلة " فلم يستطع الذئب أن يدخل " قدومه " فيها وباءت كل محاولاته بالفشل ..ولكن البجعة ودون عناء أدخلت منقارها وشربت المرق .." حرد " الذئب واشتكى لصديقه الثعلب فقال الثعلب للذئب : أنت الذي بدأت بالخطأ والبادي أظلم ..ومن حكايات ذلك المنهج " المكرب " الفأر الأكول , الغراب النبيه , عاقبة الكذب , الرجال البلهاء , سليمة بائعة اللبن ..كانت سليمة تحلب كل يوم بقرتها وتذهب باللبن للسوق وكانت جارتها ست البنات تفعل ذات الشيء ..لاحظت سليمة أن ست البنات تبيع لبنها وتعود لأولادها بالطعام والسكر والشاي بينما " يبور " لبنها فتعود لدارها بخفي حنين ,فشكت لست البنات فنصحتها بغسل البرمة غسيلا جيدا وتجفيفها قبل وضع اللبن ,عملت سليمة بالنصيحة " وفكت بورة " لبنها ..هذه القصص وما بها من عبر وعظات كان لها الأثر البالغ والمباشر على التلاميذ ومن " أعراض " ذلك التأثير أن بعضهم حمل ألقابا من وحي تلك القصص فمنهم من لقب بالفار الأكول و بالقرد الأعمش والنظارة وبمحمود الكذاب ..ذهب ذلك المنهج الذي أسس لمستوى تعليمي رفيع تميز به السودان على مختلف الأصعدة , وبذهابه " ضاع " ذلك التميز وخبأ ذلك البريق..
//
ع
مساعد رئيس الجمهورية يشرف الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان بالنادي الدبلوماسي
يشرف مساعد رئيس الجمهورية العقيد عبد الرحن الصادق المهدي وعدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذى ينظمه الاتحاد الوطني للشباب السوداني اليوم بالنادي الدبلوماسي والذى تعود بدايته الرسمية الى العام 1950 بعد أن أصدرت الجمعية العامة القرار رقم (423) الذى دعت فيه جميع الدول والمنظمات الدولية الى اعتماد العاشر من ديسمبر من كل عام يوماً للاحتفال بيوم حقوق الإنسان ويعتبر اتحاد الشباب هذه المناسبة تكليلاً للجهود المبذولة فى صياغة القيم والحريات الأساسية التى تشكل الركيزة المشتركة للبشرية وهو ميثاق يدعو الأفراد والحكومات الى تعبئة الجهود من أجل نشر الوعي بحقوق الإنسان وأعمالها وضمان التمتع الكامل بها وتمكين إرساء المعايير وقوانين مؤسسات حقوق الإنسان التى وفرت حياة أفضل للإنسان حول العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.