خولة بنت مالك أنزل في شأنها قرآناً خالداً يرد اليها اعتبارها ويدفع عنها الظلم{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)}"سورة المجادلة" لقد أوصت زوجها بأن يتقى الله في شؤون المسلمين.. هل هناك مكانة تريدها المرأة فوق هذا؟ إنه الإسلام فقط اكرم المرأة ورفع منزلتها وصان شرفها وعفافها في الماضي وكيف كان الرسول عليه الصلاة والسلام يكرم نساءه بعد ما كان في عصور الجاهلية ولكن المنظمات الدولية والدراسات الميدانية الإنسانية أن المرأة مازالت تعاني من القهر والضرب والإكراه على أشياء لا تريدها وإساءة المعاملة بصورة أو بأخرى وغالباً ما تتم هذه الإنتهاكات لحقوق المرأة بواسطة إنسان يعرفنه ويصنف بالعنف حسب المواثيق الدولية كالعنف البدني والجنسي والنفسي الذي يحدث في إطار المجتمع. ويترتب على العنف الممارس ضد المرأة ممارسات جسمية ونفسية واجتماعية تصيب المرأة وتكون لها آثارها على الأسرة والمجتمع وذلك يعرقل مهمتها في التنمية والشعور بعدم الأمان وفقدان الثقة بالنفس والعزلة. ورغم تقدمنا البشري والتطور العلمي فما زالت السمة السودانية عالقة في أذهان البعض في التعاطي وذلك على أرضية منهج العنف المضاد للآخر والفاقد للسماحة والرحمة بالفعل هي مشكلة قديمة جديدة تصادر أمننا الانساني وتقدمنا البشري فما زالت هناك مظاهر للعنف كإغتصاب الأطفال والنساء الشيء الذي يلطخ جبين الإنسانية باعتباره وصمة عار في سجل الإنسانية. إذا لابد من محاربة العنف كحالة إنسانية وظاهرة اجتماعية تتكاتف فيها الأجهزة القانونية والشرطية إضافة للاهتمام بالثقافة الاجتماعية والنمو الاقتصادي والاستقرار السياسي فعلي الدولة والمجتمع استئصال هذه المشكلة بقانون رادع وأيضاً من خلال المشاريع التحديثية الفكرية والتربوية والسياسية وتنمية مكتسبات المرأة في ميادين الحياة كالتعليم والتدريب التربوي وتوعية المرأة في التصدى للعنف ومعرفة حقوقها الإنسانية والوطنية وعدم التسامح والتهاون والسكوت على سلب حقوقها وصناعة كيان مستقل لوجودها الانساني وعلى المجتمع النسوي مسؤولية قيام مؤسسات مدنية للدفاع عن المرأة وصيانة وجودها وحقوقها فعلي وسائل الإعلام المتنوعة اعتماد سياسة بناءة تجاه المرأة ومناهضة للعنف الممارس ضدها فعلي سبيل المثال يجب الابتعاد عن الصور النمطية المعطاة إعلامياً بأنها ذات عقلية دونية أو كيدية تآمرية أو قشرية غير جادة كما يتطلب الأمر الابتعاد عن البرامج الإعلامية التى تتعامل محتوياتها مع حل المشاكل الإنسانية والخلافات العائلية بالعنف والقسوة والقوة.. والتركيز على حل المسائل الخلافية داخل المحيط الإنساني الاسري بالتفاهم والمنطق والاسلوب العلمي الاخلاقي الرفيع.