ترجمة: سحر أحمد قدمت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية في تقرير حديث لها قراءة لتوترات عديدة حول العالم وإمكانية تنامي هذه التوترات لتشعل صراعات كبيرة خلال العام الجديد، مشيرة إلى أن عشرة صراعات من سوتشي إلى السودان ستهدد الاستقرار العالمي في العام 2014 ، ومن بين هذه الصراعات التي أطلقت عليها المجلة حرب العام الجديد سوريا، لبنان، العراق، ليبيا، هوندوراس، أفريقيا الوسطى، السودان، نيجيريا، بنغلاديش، ومنطقة وسط القارة الآسيوية. واعتبرت المجلة في تقريرها أن السودان ظل مرتعاً للعنف وعدم الاستقرار لسنوات عديدة، بجانب التململ السياسي في الخرطوم وهشاشة الاقتصاد، وحذر التقرير من أن التوترات المتعددة في الوسط والأطراف قد تثير مخاطر صراع كبير في العام الحالي. واستعرضت المجلة العديد من الأحداث التي يمكن أن تكون لها تداعياتها خلال العام الحالي، مشيرة إلى أن وزير الدفاع السوداني أعلن في نوفمبر الماضي هجمات جديدة علي الجبهة الثورية في منطقة جنوب كردفان ودارفور وولاية النيل الأزرق بهدف القضاء علي التمرد – الأمر – الذي استجاب له تحالف المتمردين – الجبهة الثورية - بشن هجمات على طرق استراتيجية، ومرافق عسكرية بشمال وجنوب كردفان، هذه الهجمات أدت إلى تراجع الخرطوم وللتقليل من أهميتها قالت الخرطوم إنها مستعدة لاستئناف التفاوض، ولكن وسطاء الاتحاد الإفريقي لازالوا في حاجة لموافقة الخرطوم لبدء حوار شامل يشمل الجبهة الثورية. وأشار التقرير إلى أن العنف المستشري في دارفور منذ سنوات عديدة أفسح المجال لقتال قبلي شرد ما يزيد عن 450 ألف شخص منذ بدايته في العام 2013 ، معتبرة أن أعنف الصراعات نشبت بين قبائل السلامات والمسيرية والتعايشة – التي تقطن المناطق الحدودية بين السودان وتشادوأفريقيا الوسطى – مما أسفر عن نزوح أكثر من خمسين ألف شخص إلى تشاد، منبهة إلى أن عدم تنفيذ اتفاقية السلام التي دعمتها إرتريا في العام 2006 تشكل مهدداً لإشعال صراع آخر. ويرى كاتب التقرير أن عدم إدارة الأمر بحكمة من شأنه أن يقود البلاد إلى وضع أقرب إلى الكارثة، فالاحتجاجات الواسعة علي الصعيد الوطني التي انتظمت في سبتمبر الماضي احتجاجاً على رفع الدعم عن المحروقات أثارت مستويات استياء عميقة بين سكان الحضر ومن بينهم من كان يدعم الحكومة، كذلك تنامي المجموعات المتشددة والتي كانت جزءاً من الحزب الحاكم مما يهدد بإمكانية فقدات الحكومة لسيطرتها علي جميع الجبهات. وأشار التقرير إلى أن الحلول لجميع هذه الأزمات متشابهة، كما أن العلاقة بين الخرطوم والأطراف يجب أن يعاد تعريفها ومعالجتها جذرياً، وإلا فإن الأزمات الإقليمية ستتفاقم، وستكون الخرطوم مستهلكة علي الدوام بفضل الأزمات المتواصلة، ويستمر المجتمع الدولي في صرف ملايين الدولارات كل عام من أجل معالجة تداعيات هذه الأزمات. ويرى الكاتب أن العديد من التحديات يمكن أن تعوق عملية إصلاح علاقة المركز بالأطرف، أهمها مذكرة الاتهام في حق الرئيس السوداني عمر البشير، وفي ظل غياب الحوافز فإن أي عملية تجميلية ستكون في إطار الخوف من فقدان السلطة، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي أكد على أن الإصلاحات الحقيقية جارية وأن مذكرة الاتهام هي العائق الوحيد في طريق ذلك، ويمكن لمجلس الأمن أن يطلب من محكمة الجنايات الدولية إرجاء محاكمة البشير لمدة عام مع الالتزام بعدم التمديد.