بخطبة الجمعة الماضية بمسجد الشهيد خالد بحي الامتداد ببورسودان، فض الإمام- جزاه الله خيراً- رسالة بعثت بها امرأة مكلومة، أرسلتها مع أحد المصلين.. الإمام كان متخوفاً من مألوف الرسائل لأصحاب الحاجات وخاصة من النساء وركز على (كم) الاستهبال الذي عَمَّ القرى والحضر وخاصة من صنف النساء اللائي درجن على استعطاف المصلين بمكرور الشكاوى.. ووصف أكثرهن بالمتسولات اللاتي لا يستحققن الشفقة.. صاحبة الرسالة نجت من أوصاف الإمام، حيث أنها لم تطلب من المصلين غير الدعاء.. الدعاء بأن يغفر الله لها من فعلة (أشار الإمام لتفشيها بالمجتمع).. فعلة شنعاء: قول الزور والقسم بالكذب لنيل مصلحة دنيوية.. الإمام الفاضل (أداها كوز) وطلب في الدعاء أن يشمل كل الناس من مرتكبي هذه (الكبيرة) كما طلب (متوسعاً) الشفاء للمدمنين لهذه الفعلة والذين يتعيشون منها، وخاصة بالمحاكم.. ثم ذكر الإمام مايجب على التائب فعله حتى يتسنى له أن (يأمل) في العفو الرباني: التوبة النصوح وعدم الرجوع للفعلة السيئة وإرجاع الحقوق لأصحابها. ناس المؤتمر الوطني أقروا بفعلتهم المشابهة وهي التمكين والتي مارسوها بشناعة ضد كل السودانيين.. التمكين كقول الزور (أو أشد بطشاً) وخاصة في تحويل حقوق المستحقين لغير المستحقين.. مجتمعياً، يجب على قيادة الحزب الوطني الاعتذار للشعب السوداني كافةً.. ودينياً يجب (كما المرأة أعلاها) أن يعلنوا التوبة النصوح ثم الإقلاع عن هذه الفعلة القبيحة وثالثاً إرجاع الحقوق المغتصبة لأصحابها.. والله دي مشكلة مابعدها مشكلة!! كيف سننزل الذين صعدوا، بغير حق، لوظائف وأماكن لا يستحقونها؟؟ وكيف ستسحب الشهادات المزورة التي انتشرت انتشار النار في هشيم أضابير الخدمة المدنية.. وكيف سيعود أو يعوض المفصولون عن الخدمة بدون مسوغات حقيقية وصادقة؟. وكيف وكيف وكيف؟ التمكين مستنقع آسن يستحيل الخروج منه، وأستطيع أن أؤكد بصعوبة تلافي آثاره السيئة. ولكن!. يكفينا في هذه المرحلة (مرحلة الاستفاقة والتوبة) أن تبدأ الشفافية في أخذ مكان التمكين في كل أمورنا، وأن تتم مراحل إرجاع الحقوق بالتعامل على نار هادئة ومستمرة. الشفافية تبدأ بتغيير نظام العمل بقلم الرصاص (سهل المحو) في لجان الاختيار وكذا في (طريقة) اختيار أصحابها.. الشفافية تعني لجنة قومية متخصصة ذات أفرع (وطنية) تختص بكل العطاءات للجهات الحكومية وشبه الحكومية.. الشفافية تعني الأمن والأمان.. والشفافية تتعارض وفقه السترة (إياه).. والشفافية قبل هذا وذاك تعني حرية التعبير بكل الأوجه.. ويا(وطني)، لو ما بتقدر على الشفافية، فللخلف دٌر.. وامسك (قوي) في التمكين.. ونلقاها نحن قدام!. كلمة ورد غطاها أحمد عبد الحليم خليفة هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته