الممثل السوداني فقير وحقوقه مهضومة! الرأسمالية الوطنية مطالبة بالدخول في مجال الإنتاج الدرامي شاركت خارج السودان بفيلم حصد 24 جائزة! الخرطوم: صلاح الدين مصطفى طالبت الرائدة في مجال الدراما فايزة عمسيب الدولة الاهتمام أكثر بالدراما لأنها نافذة ثقافية لا تقدر بثمن على حد قولها، وأضافت أن السودان يتمتع بمناظر طبيعية خلابة وقصص وحكايات مدهشة ، وزادت: عندنا قصص بطولية ووطنية يجب أن تقدم للعالم. لدينا أبطال لا يقلون عن الأبطال الذين نشاهدهم في الدراما المصرية والسورية وهنالك شخصيات عظيمة مثل الإمام المهدي، اسماعيل الأزهري، النجومي أبقرجة وغيرهم، مثل هذا النوع من الأعمال لا يستطيع التلفزيون إنتاجه وتحتاج الى صرف "تقيل"، نادت عمسيب الرأسمالية الوطنية بالدخول في مجال الإنتاج الدرامي وأكدت المكاسب الأدبية والمادية الكبيرة في هذا المجال. وقالت إن رأس المال يتهيب فقط من الدخول في هذه المشاريع ولابد أن تمد له الحكومة يد العون. اهتموا بالدراما وشنت عمسيب هجوما على الدولة التي قالت إنها تصرف على "الكورة" صرف من لا يخشى الفقر ، واتجهت أخيرا للغناء والمهرجانات التي ينتهي مفعولها بانتهاء الحفل وناشد وزير الثقافة للالتفات الى قبيلة الدراميين وزادت بحرقة:"الممثل السوداني أفقر من يمشي على الأرض، وهو لا يهدف للمادة بل يسعى للفن الراقي (ولو كنا دايرين قروش ماكنا مرقنا من قعر البيت). الأجور ضعيفة! وقالت إن الأجور ضعيفة جدا ولا تكفي الحد الأدنى من متطلبات الحياة ورغم ذلك تخصم منه فورا ضريبة الدخل الشخصي، ويكابد الممثلون لتوفير ثمن إيجار البيت وحق سيد الدكان والمواصلات وهذا الغبن والظلم والفقر جعل شخصية الممثل ضعيفة في المجتمع فهو يتوارى خجلا في الصفوف الخلفية رغم أنه الرقم الأساسي في التغيير، وأضافت أن الفرص ضعيفة ومحدودة ورغم ذلك فإن الأجهزة الإعلامية لا تدفع أجور الممثلين إلا بعد " طلوع الروح"! تجارب خارجية ناجحة وتحدثت فايزة عن تجربتها الخارجية في فيلم "عرق البلح" ووصفتها بالناجحة وقالت:"المخرج شافني في فيلم عرس الزين، في مشهد الولادة والمخرج كان زميل لعبادي محجوب ومحمد عبد الرحمن فطلبني بالاسم وتعثر إنتاج الفيلم كثيرا لكن في النهاية تم إنتاجه وكانت تجربة صعبة ومختلفة، وهذا الفيلم تم عرضه في العديد من المهرجانات وفاز ب"24"جائزة ونلت فيه الأجر بالدولار وهذا يدل على قيمة الفن عندهم وعلى قدرات الممثل السوداني التي لم تتفجر حتى الآن لعدم الاستمرارية. اهتموا بالسينما وقالت فايزة عمسيب إن تجارب السودان في السينما الروائية قليلة وتعد على أصابع اليد مثل فيلم عرس الزين وتاجوج والمحلق، ونحتاج الى الاهتمام بهذا المجال، فلدينا القصص الاجتماعية المؤثرة والبطولات التاريخية ولدينا تنوع في الطبيعة مدهش ومثير. في الخارج يقومون بصناعة هذه الطبيعة ونحن حبانا بها الله من جبال وغابات وأنهار، جبل مرة وباو بولاية النيل الأزرق وسواحل البحر الأحمر على سبيل المثال، ونحتاج للممارسة المستمرة وسوف تنضج التجارب بعد ذلك. الدراسة مهمة وتحدثت عمسيب عن دور كلية الدراما في تطوير المشهد الدرامي والمسرحي وقالت إن الدراسة الأكاديمية مهمة جدا لكل زول موهوب، وأضافت: قبل الدراسة كنا عشوائيين في التمثيل ونعمل بالفطرة فقط، لكن المعهد (كلية الموسيقى والدراما حاليا) ساهم في تعريفنا بأهمية الفن في حياة الناس ومدى تأثير الفنان على المجتمع و"اتعلمنا كيف نمثل بالمايكرفون فقط في الإذاعة وكيف نقيف قدّام الكاميرا في التلفزيون وكيف نسيطر على خشبة المسرح وأقول لك إن الممثل السوداني يستوعب بسهولة خاصة إذا كانت له تجربة وموهبة.