مفردة (هبوط) صارت اليوم من أبرز مفردات الشارع السوداني، فقد دخلت تقريباً في كل (الونسات) بمختلف إتجاهاتها، وحاجة (الرضية) تسأل زوجها حاج (عتمان) بلهجة تحمل قدراً من (الحنية): أها ياود عمي..بقيت كيف؟؟ ويرد عليها حاج (عتمان) بنصف عين مغمضة: والله ياحاجة حاسي بي رأسي دا (لافي) شديييييد...هنا تجيبه (الرضية) بسرعة: (أأأأي..دى ماأعراض (هبوط) عدييييل كدا...كدى النجيب ليك موية ملح بي سكر تشربا)..ويبتسم حاج (عتمان).... وداخل استادات الخرطوم (هبوط) من نوع آخر...ومشجع مهووس يحمل (صاج) وحديدة، يطرق بعضهما ببعض بنوع من التلذذ، وهو ينادى بأعلي صوته: (أركبو ياخ..طير ليهو جوز...ياكوتش...طلع رقم عشرة دا..)، وتنتهي المبارة المصيرية ب(هبوط) الفريق للدرجة الثالثة..ويحمل المشجع (الصاج) وينهال به علي رأس اللاعب رقم عشرة..و..... برنامج تلفزيوني نصف شهير، يستضيف فنانا قديما، مازال يرتدي البدلة (الكاروهات)..يسأله عن الساحة الفنية اليوم..فيجيبه الفنان بسرعة:(ساحة شنو؟؟والله الساحة الفنية الليلة اخير منها (الساحة الخضراء)..ياخي دي بقت كلها (هابطة)..ويسأله المذيع وهو يتلاعب بشعره (المفلفل) بفعل (جل) وبضع كريمات أخرى: (طيب يااستاذ الحل شنو عشان نرتفع بالذوق العام؟؟)..يصمت الفنان قليلاً قبل ان يخرج منديله (البشكيري) ويقول: (والله الحل صعب..لازم يحصل (إرتفاع) في المادة الغنائية عموماً)..ويصمت قليلاً قبل ان يضيف بسرعة: (وبعدين اولاد اليومين ديل قايلين الغناء بالشعّر والنيولوك... الواحد (يجلبط) ليك رأسو بي (جل) ويعمل ليك فيها (عثمان حسين) و.... ويضع المذيع يده في رأسه إيضاً..و...فاصل ونواصل... وهبوط من هبوط يفرق لدرجة كبيرة...فكثيرون يهبطون في مدارج غير صالحة لهبوطهم الاشتر والمريض، وذلك (المعتوه) يغرس كوعه بخصر تلك الفتاة في قلب المواصلات العامة، وتصيب الفتاة الصدمة، فتحاول ان تعترض، ولكنها تخاف من الفضيحة..فتصمت.. وذلك الابله يظن انها (مبسوطة كدا) فيزيد من وتيرة هبوطه المنحط، حتى تنفجر الفتاة بلا وعي وتصرخ في وجهه: إنت ماعندك أخوات.. ويلملم ذلك المريض كرامته التى دلقها بعض الشباب في الحافلة، بعد ان طرحوه ارضاً..ولقنوه درساً قاسياً ربما لن ينساه..ولكنه كذلك لن يردعه..فسيواصل هبوطه في حافلة أخرى..ومدارج انثوية جديدة..... وعلي (حدائق السلام).. تدور أغرب قصة حب يشهدها العالم كله.. وهي قصة اثنين يعشقان بعضهما لأكثر من عشرين عاماً.. عشرين سنة ولاجديد...يتحدثان مع بعضهما (23 ) ساعة في اليوم، والساعة الوحيدة التي لايسمعا فيها صوت بعضهما يستغلانها في تبادل الرسائل الغرامية (الوهمية)...عشرون سنة ولاجديد...لاخطوبة ولاقولة خير ولا (بغم)...والطريف انهما عندما يجلسان للحديث، يتحدثان عن بيتهما واولادهما وحياتهما التي لاتزال في (رحم الغيب)..والطريف أكثر انهما ينظران إلي بعض المتزوجين داخل الحديقة، فيهمس (روميو) لها في أذنها: (شايفة ديل قاعدين كيف؟؟ أكيد بكونوا إتزوجوا (كلفتة) سااااكت)..و..تضحك الفتاة.. ويضحك الزمن علي قصة حب (هابطة جداً)...