إعادة مشروع الجزيرة إلى سيرته الأولى المستشارالمهندس : آدم عبد الله دفع الله كيف يمكن لمشروع الجزيرة أن يعود إلى سيرته الأولى؟، ظللت أعتقد منذ أن كنت أعمل بالمشروع أن مشكلة المشروع الأولى هي التمويل وهذه المشكلة والمتمثلة في جلب مدخلاته من أسمدة ومبيدات وآليات زراعية ومواد بترولية هي أهم الأسباب، وبالفعل عقدت لجنة من بعض الاقتصاديين والزراعيين والمهندسين اجتماعات وأجرت دراسة تم رفعها إلى وزارة المالية التى صدقت عليها وجلب ما يحتاجه المشروع للموسم القادم وكانت النتيجة ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً في الإنتاج ،ومازلت أعتقد باهمية تمويل المشروع بتخصيص مبلغ كافٍ من المال يصبح رأسمال تشغيلي للمشروع، ومن قبل اقترح الكاتب محجوب عروة فى كتابة سابقة له، أن يصبح مشروع الجزيرة مؤسسة عامة ذات قيمة مالية محددة تطرح فى أسهم تؤول قيمة ممتلكات الدولة من أرصدة ونظم ري وملحقاتها كأسهم للدولة وكذلك يملك ملاك الأراضي الخاصة وهم حوالى 40% من مساحة المشروع كأسهم إلى الملاك وتطرح باقي الأسهم لمؤسسات تمويل كبيرة نقداً لتوظف فى تسيير المشروع، وأرجو أن يطلع الأستاذ محجوب على ما قلته ويصحح مافهمته ويزيد ماهو مناسب خاصة وأنه رجل اقتصادي، وإضافة إلى التمويل يبرز موضوع الري باعتباره أيضاً يعد واحداً من مشكلات المشروع، وقد تم تناوله كثيراً من العاملين وعلى رأسهم المهندس الريح عبد السلام وزير الري في عهد مايو والذي إبان في إحدى دراساته أن الطمي الذي أزيل من قنوات مشروع الجزيرة في أحد المواسم بلغ أربعة اضعاف حجم الطمي الذي ترسب في قاع الترع وذلك نتيجة للتطهير غير الهندسي، إذ إن قنوات الري لها خرائط توضح قطاعاتها ويحدد المهندسون حجم الترسب بعد قياسها بالمنظار، وفي هذه الواقعة إشارة ضرورية أن يعطى الأمر لأهل الإختصاص، وعلى جانب آخر يبرز كذلك موضوع الترحيل الذى يعتبر الشريان الحقيقي للمشروع، وليس هنالك بديل للسكك الحديدية إضافة لتعبيد الطرق داخل المشروع وهذا ممكن بعد أن تم إنشاء بعضها مثل طريق الحصاحيصا طابت، ودبلال المسلمية، الجديد الثورة كاب الجداد ،ومدني المناقل، إلا أن العمل بنظام السكة الحديد برهن على أنه النقل الأرخص والأجدى ، وتبقى الإشارات المهمة في ضرورة أن تقوم وزارة الصناعة بالعمل على إعادة مصانع النسيج في مارنجان وحاج عبد الله وحنتوب والحصاحيصا التي كانت تمثل في مجملها التصنيع الزراعي ومثيلاتها من مصانع زيوت مارنجان والحصاحيصاوالمناقل التي كانت تعتمد على بذرة القطن، والنظر أيضاً في مطاحن القمح في مارنجان ورفاعة وحنتوب وغيرها، التي أصابها التعطيل حين تقلصت مساحة القمح في المشروع من نصف مليون فدان إلى مائة ألف، فليكن التفكير في إعادة دوران القطن والقمح إلى سابق عهدها ودوران المصانع من جديد.