في إطار الحراك الوطني والحوار بين القوى السياسية نظم الاتحاد الوطني للشباب السوداني بالتعاون مع صحيفة (الوطن) ندوة بقاعة الشهيد الزبير تحت عنوان "فرص الحوار والوفاق الوطني في ظل التحديات الراهنة". ابتدر الحديث الأمين السياسي للمؤتمر الوطني د.مصطفى عثمان إسماعيل مشيراً إلى تجارب السودان في هذا المضمار منذ حوار المائدة المستديرة حتى مؤتمر كنانة بجانب الحوارات الثنائية بين الحزب الحاكم والأحزاب والحركات المسلحة وتوجت باتفاقيات سلام دارفور واتفاقية السلام الشاملة، مبيناً أن حزبه يسعى لترتيب البيت الداخلي حتى يستطيع أن يتحصن مما يجري في دول الجوار وللمساهمة في الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى استعداد حزبه للوصول إلى وفاق واتفاق حول خارطة للمستقبل تنقل الوطن إلى الوفاق من ناحية بجانب تقليل التكلفة الحربية من ناحية أخرى، وأضاف "تكلفة الحرب إذا لم نصل إلى وفاق وسلام ستكون أكثر" وأنها ستنعكس على مجمل الأوضاع في السودان لذا نريد أن نصل بها إلى الصفر لتحقيق السلام والاستقرار والتركيز على التنمية البشرية وعلاقات خارجية منفتحة، منوهاً إلى أن خطاب رئيس الجمهورية الأخير أتى دون سقف وطرح أربع ركائز أساسية تضمنت قضايا السلام والحريات والهوية والاقتصاد. ومضى عثمان موضحاً أن حزبه طرح على القوى السياسية أسئلة عن كيفية البداية والقضايا والآلية التي يمكن التوصل إليها منوهاً إلى رغبة حزبه في التوصل إلى خارطة طريق واضحة للشعب السوداني تحاسب القوى السياسية عليها وإن ما يتم التوصل إليه من مخرجات للحوار الوطني تتابع عبر لجنة، فيما طالبت القيادية بالاتحادي الديمقراطي ووزيرة العمل إشراقة سيد محمود الشباب بقيادة حوار فكري عميق بين مختلف القوى السياسية في البلاد، واعتبرت أن شمولية الحوار والدعوة الحقيقية نحو الإصلاح السياسي الشامل أحد أهم أسباب النجاح وشددت على ضرورة التفاكر حول كيفية الوسائل التى يخرج بها الحوار من اعتباره ورقة أو وسائل إعلام إلى حوار حقيقي وعميق بين أبناء البلد عبر آليات معينة. وتطرقت إشراقة إلى عدد من التحديات تواجه عملية الحوار ابرزها جدية الدعوة نحو الإصلاح الشامل والاتفاق على دستور شامل يجاز من قبل الشعب بالإضافة إلى تحقيق السلام لارتباطه بالتراضي والحوار والدعوة الحقيقية لإحلال السلام. بناء الثقة فيما اعتبر القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل تاج السر محمد صالح أن عدداً من فرص الحوار بين المكونات السياسية تم تبديدها سابقاً داعياً إلى إنجاح فرص الحوار مشيراً إلى أن هناك فرصة واحدة الآن للحوار ومضى قائلاً "إما أن نتداركها أو على البلاد السلام ولا يوجد حزب واحد يستطيع أن يغير العالم أو يقف في وجه كل هذه الأزمات، مبدياً تخوفه من مخاطر تتهدد البلاد وأن الحوار يمثل الوسيلة الأنجع لتداركها، فيما أكد نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق صديق محمد إسماعيل على قبول القوى السياسية لدعوة الحوار التي أطلقها الوطني مشيراً إلى أنها وجدت اهتماماً كبيراً سيما وأن من أطلقها كان هو رأس الدولة الذي خرج وشمر عن ساعد الجد، إلا أنه حذر من تحديات حقيقة تواجه السودان داخلية وخارجية وإقليمية وتهدد بتمزيق الجبهة الداخلية حال لم تكن على موقف قلب رجل واحد معتبراً أن ذلك أبرز التحديات التي تتمثل في تمزق الجبهة الداخلية مشيراً إلى وجود قوى سياسية- لم يذكرها - غير مبالية بما يحدث للبلد وليس لها رؤية لحلها وحذر صديق من انعكاس مشكلات دول الجوار على البلاد بالإضافة إلى التحديات العالمية والحصار المفروض على السودان منذ أمد بعيد قبل 89 واستفحل بعدها، مشترطاً تجاوز تلك التحديات كمدخل لحل الأزمة الوطنية مطالباً بضرورة توفير مستحقات الحوار ليكون شاملاً يوصل إلى حل القضايا العالقة بجانب معالجة مشكلة انعدام الثقة بين كافة القوى السياسية والمؤتمر الوطني داعياً القوى السياسية كافة التمسك بالحوار والسعي إليه بروح وثابة وعلى المؤتمر الوطني أن يعمل على تعزيز وتمتين الثقة والتحلي بالإرادة والعزيمة.