البشير...يقدم كشف حساب لنواب الشعب تقرير:مياده صلاح خطاب نوعي ومختلف وفوق العادة لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير أمام الهيئة التشريعية القومية... خطاب الأرقام ..هو الخطاب الرابع للأمة السودانية في غضون أشهر قليلة..نأى فيه عن الجانب السياسي واتجه لما يعرف "البيان بالعمل" ...روح جديدة كست هذه الدورة لباساً جديداً وترتيبات مختلفة توازي موجة الإصلاح والتغيير التي انتظمت الساحة السياسية مؤخرًا.. ما قبل الخطاب ترتيب القاعة.وجلوس رؤساء اللجان البرلمانية..الدعوات.... كل شيء مختلف ..السجاد الأحمر المنقوش الذي اكتسي به الدرج..ورق ملون وزهور اصطناعية زينت بها مقابض الدرج"السلم الداخلي" . شكل د.نافع علي نافع حضوراً مبكراً .. تجول في ردهات المجلس يتلقى التحايا من نواب البرلمان ..دلف بعده أعضاء السلك الدبلوماسي وعدد مقدر من القيادات والوزراء بالدولة .فيما شوهد وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف يتجول بباحة المجلس قبل بداية الجلسة ويتجاذب أطراف الحديث مع عدد من القيادات والنواب. خرق بروتوكول شهدت الجلسة استثناءات وخرق للبروتوكول بدخول بعض النواب لقبة البرلمان عقب دخول رئيس الجمهورية حيث شوهد الجنرال بابو نمر وعدد من النواب يجلسون بالشرفات المخصصة للدبلوماسيين فيما تم السماح لوزيرة الدولة بالكهرباء تابيتا بطرس بالدخول للقاعة الرئيسية"المخصصة للنواب" عقب دخول رئيس الجمهورية بما يقارب ربع الساعة . الخطاب النوعي تلا خطاباً مختلفاً يحوي تفاصيل وأرقام على غير العادة حوى ملامح جهد الحكومة خلال العام الماضي. ابتدر خطابه بتطلعات لتحقيق النهضة المبتغاة للشعب السوداني بتجاوز التحديات التي فرضتها الأزمة الاقتصادية العالمية والظروف الإقليمية والمحلية التي أحاطت بالبلاد خاصة عقب انفصال الجنوب خلال العامين السابقين ..معلناً عن بداية مرحلة جديدة قوامها التوافق على إقرار الدستور الدائم مشيرًا إلى الجهود الجارية لتحقيق الوفاق الوطني الشامل دون استثناء لأحد ...وحرص البشير خلال خطابه أمس على الجدية والدعوة الصادقة لأهمية جمع الصف الوطني على ثوابت الأمة ومصالحها العليا. شكر وتقدير لم يفت على رئيس الجمهورية أن يزجي بالشكر للرئيس التشادي إدريس دبي لجهده الذي وصفه بالمخلص في مباحثات أم جرس وأديس أبابا كما أزجى بالشكر للأحزاب الوطنية التي شاركت بفاعلية بمباحثات أم جرس وتأكيد حرصها على صون البلاد وحرمة شعبها . لغة الأرقام لأول مرة استبق البشير تقارير الأداء وأطلع الأمة السودانية خلال خطابه أمام البرلمان على تفاصيل الأداء للعام 2013م بالأرقام في جانب التنمية الاقتصادية معلناً عن توقيع 36 اتفاق تعاون وفر للبلاد مبلغ (1794)مليون دولار بجانب زيادة الإيرادات القومية بنسبة 125% بينما بلغ الأداء الفعلي للإنفاق العام خلال العام الماضي نسبة 111%من الاعتماد الكلي للموازنة فيما بلغ إجمالي السحب الفعلي على القروض والمنح (4,1)مليار جنيه وأعلن في ذات الوقت عن استقبال البلاد ل (450)مستثمراً من جنسيات مختلفة خلال العام الماضي، فيما حققت الصادرات ارتفاعاً بنسبة (82,6%)لارتفاع الكميات المصدرة من البترول الخام فيما ارتفعت عائدات الصادرات غير البترولية إلى (3,4)مليار دولار بنسبة زيادة (9,7%)عن العام السابق. وأشار الخطاب إلى الجهود المبذولة للارتقاء بالقطاع الصناعي التي أثمرت عن ارتفاع إنتاج السكر إلى 705 آلاف طن والأسمنت إلى 3,5مليون طن.وجدد البشير اهتمام الدولة بالإنتاج النفطي والارتقاء به وأعلن عن زيادة الاحتياطي من النفط إلى حوالي (13,8)مليون برميل وبلغ إجمالي الخام المنتج خلال العام 2013م نحو(45,4)مليون برميل بمتوسط إنتاج يومي قدره 124ألف برميل.وأشار الخطاب لتضاعف إنتاج الذهب إلى 80 ألف طن أسهم التعدين التقليدي فيه بنحو 34ألف طن. الكمال لله وأكد البشير أن الدولة لم تحقق كل ما تصبو إليه، وقال"لم نبلغ الكمال". وأعرب عن أمله في أن يلتقي أهل السودان على كلمة سواء تمكنهم من إعداد دستور يحقق المقاصد العليا للمجتمع ويوفر أعلى درجات التراضي الوطني. وأكد أن الدولة لن تألو جهداً في تحقيق العدالة الاجتماعية برعاية أوسع للفقراء والضعفاء. قرارات وشيكة وأطلق البشير وعوداً قاطعة بأن الحكومة ستسهر على ممارسة صلاحياتها كاملة بما يحقق الأمن والاستقرار واتخاذ الإجراءات والقرارات بما ينعكس على حياة المواطن وتحسين معاشه بالدفع نحو الإنتاج وتسريع وتيرة التنمية والإعمار، وقال إن مهمة تقويم الوضع وضمان المستقبل هو رهان يتجاوز التزام فريق حكومي فقط، وقال إنه رهان ذو أهمية كبرى يتوقف نجاحه علي مشاركة كل مواطن ومواطنة والتحلي بالمقدرة على تغيير الواقع مؤكداً حرص الدولة على إصلاح حال العباد والبلاد تحملا للمسؤولية واصطباراً عليى العسر والصبر على نهج الاستقامة والحفاظ عليه دون تغيير أو تبديل.