ما بين فتاة تسعى لاصطياد (عريس)..واخرى تواكب (الموضة)... (الملابس العارية) في المناسبات...رسائل في عدة (اتجاهات).! الخرطوم: إيمان كمال الدين بداخل كل أمرأة رغبةٌ في أن تكون ملكة على عرش الجمال، وأن تسمع عبارات الثناء والمدح وما يشعرها بأنوثتها، وقد تتفنن المرأة في إبراز محاسنها، لتكون محط الأنظار، وباتت مناسبات الزواج المكان المناسب لإرضاء بعض الغرور الأنثوي، والحصول على عريس، وربما هذه الأخيرة هي ما تدفع بعض الفتيات إلى إبراز محاسنهن بصورة أصبحت لافتة للأنظار وتثير بعض الهمس الخفي وإن بدا في نظرات الأعين شيئا من الإعجاب، ولا أزال أذكر تلك الحادثة في مناسبة زواج عندما قدمت فتاة ترتدي فستانًا ومرت بقرب مجموعةٍ من الشباب وما إن رأوها حتى أخفضوا رؤوسهم حياءً من ما ترتدي..!...أفيستحي الرجل أم تستحي المرأة..؟ حرام أم عيب: بالمقابل ربما تعودت الأسر في تربية أبنائها على ترديد كلمة العيب وفق العادات والتقاليد أكثر من كلمة (حرام) بحيث لا يبقى وازعها في النفس أمدًا طويلًا، ولأن الأجيال عادة ما تلبث أن تتمرد على العادات والتقاليد باعتبارها لا تتماشى مع التطور الذي يحدث كل يوم، وظاهرة عودة ارتداء الفتيات للملابس غير المحتشمة في المناسبات، اعتبرها البعض تمرداً على العادات والتقاليد، بينما يصنفها آخرون ضمن الرغبة في أن يكون المرء متطورًا ومواكبًا للعصر ولكن يبقى السؤال وهو هل تتخلى الفتاة عن ثوابتها وقيمها الدينية، لتحظى بالثناء من الناس، أو الظفر بعريس..؟ مسؤولية جماعية: المهندسة سحر خضر تقول ل(السوداني) عن ظاهرة ارتداء الفتيات لملابس غير محتشمة أو شبه عارية: (الحياء أمر فطري، ومتى ما ولدت الأنثى ولدت ومعها نصيبها من الحياء حتى أنك لتجد الطفلة إذا شبت وصارت في سن البلوغ تتوارى عن الأنظار وتحاول إخفاء ما ظهر عليها من علامات الأنوثة ثم يأتي بعد ذلك دور الآباء في حث بناتهن على الحفاظ على حيائهن، ولكن عندما يقل اهتمام أولياء الأمور بتربية بناتهن على الاحتشام والحجاب وعدم ترسيخ المعاني الصحيحة والتقليد الأعمى، فإن ذلك ينزع الحياء من نفوسهن وتصبح الفتاة مبتذلة في لبسها وفي حركاتها كأنها ممثلة إغراء وتصبح عرضة للانحراف والتردي، وتتخلى عن القيم الفاضلة وترتدي الملابس الخليعة في المناسبات والشارع، إضافة إلى محاولة محاكاة نجوم السينما والإغراء ممن يظهرون في شاشات الفضائيات). أدوار مطلوبة: ربة المنزل إسراء عمر تقول إن مسؤولية لبس لبنات غير المحتشم هي مسؤولية جماعية البنت والأسرة والحكومة، وتضيف: (من الأساس يجب أن تربي الأسرة أبناءها على مراقبة الله ويجب على الأسرة أن تمنع هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا السوداني المحافظ بشكل عام وللإعلام دور كبير في انتشار مثل هذه الظواهر). حسب المزاج: نجوى محمد ربة لمنزل وأم لثلاثة أبناء تقول ل(السوداني): (التقاليد والعرف السوداني المعروف أن المرأة السودانية موصوفة بالحشمة والوقار، والبنت منذ طفولتها يعلموها لبس الطرحة وأن تلبس محتشم وطويل حتى تصل السن المفروض تلبس فيها الثوب، والأم هي التي تحضر الملابس تختار وتفصلها ما كان في إستطاعة بنت ترفض ولا تقول: (لا عايزة ألبس على الموضة)، اما في هذا الزمان فقد صارت الفتيات يرتدين ما يحببن بمزاجهن دون أن يعترض عليهن اي من افراد الاسرة. أبعاد نفسية: الباحثة الإجتماعية د.حنان إبراهيم الجاك تقول ل(السوداني) إن ظاهرة ارتداء الفتيات للملابس العارية في المناسبات هي ظاهرة ترتبط بأبعاد نفسية كبيرة من ناحية المواكبة لكل صيحات الموضه بعيداً عن الأعراف المجتمعية وبعيدا عن اي محاذير لان للموضة وقعا ساحرا وهوى كبيرا جدا في نفوس الفتيات للتباري باللبس العاري في الافراح لاسباب عديدة اولها أن تكون حديث المجتمع وان تجذب الانظار لها وان تشغل حيزا كبيرا من تفكير الشباب، وان يكون حوار الفتيات عن اناقتها المتناهية والمواكبة لحد السفور بأزياء عارية واحيانا كثيرة تكون الفتاة لا تعرف القياسات لجسدها في اختيار الازياء بل احيانا تكون مصدر اضحوكة وسخرية لان مواكبة الموضه تتم بأبعاد نفسية ولاعلاقة لها بمفهوم الاناقة الراقي والجميل الذي يمتزج بالحشمة) وتواصل الجاك: (تعتبر الفتاة أن العري كثقافة يمكن أن يشكل عنصر جذب للشباب للارتباط بها فهي تعرض جسدها بكل تفاصيلة كنوع من الاثارة تجاه الشباب وترتبط بمشية مصطنعه حتي تميل قلوبهم اكثر لذلك نرى أن الموضة ترتبط ارتباطا وثيقا برؤيتها للشباب وكيف تكون ملفتة للنظر).