استؤنفت عملية خروج المقاتلين من أحياء حمص القديمة، عقب تعطلها لوقت بسبب تعثر دخول المساعدات إلى بلدتي نُبّل والزهراء بريف حلب، وسط اشتباكات بمحيط بلدة المليحة في ريف دمشق مما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف النظام. وقال مراسل الجزيرة في حمص إن عملية خروج المقاتلين توقفت لمدة ساعة ونصف وبعدها دخلت سبع سيارات لتقل عددا من المقاتلين الآخرين نحو مناطق أخرى منها الرستن وتلبيسة والغنطو وبلدة الدار الكبيرة. وبيّن المراسل ذاته أنه تم تأمين هذه الأمكان للمقاتلين تحسبا لاستهدافهم من قوات النظام. وتأتي هذه التطورات إثر خروج مجموعة من الحافلات التي تقل المئات من المحاصرين والمقاتلين في أحياء حمص المحاصرة باتجاه الريف الشمالي برفقة فريق من منظمة الأممالمتحدة. وأوضح الناشط الإعلامي بيبرس التلاوي للجزيرة نت أن الذين خرجوا من حمص يقارب عددهم الأربعمائة مقاتل، مشيرا إلى أن جميعهم وصلوا للريف الشمالي من مدينة حمص، وسط تأكيد ناشطين أن المقاتلين خرجوا وبحوزتهم أسلحة خفيفة، وكان بينهم جرحى. وأضاف أنه لا يوجد توقف رسمي لخروج باقي المقاتلين، مبينا أن ما جرى هو استكمال إدخال المساعدات لنبّل والزهراء بحلب حتى يتم خروج ما تبقى من المحاصرين، واعتبر أن التأخير "أمر لوجستي طبيعي". وكان أمس الأربعاء موعدا لخروج مقاتلي المعارضة من الأحياء المحاصرة بموجب اتفاق غير مسبوق مع قوات النظام السوري أشرفت عليه الأممالمتحدة. وسيتم في هذه العملية خروج نحو 2400 شخص بمرافقة بعثة من الأممالمتحدة من الأحياء المحاصرة للمدينة التي أطلق عليها الناشطون "عاصمة الثورة" ضد نظام الرئيس بشار الأسد، في مقابل إدخال مساعدات إلى بلدتي نبل والزهراء اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة في ريف حلب (شمال) والإفراج عن مخطوفين لديهم. ويمثل هذا الاتفاق نقطة عسكرية لصالح النظام قبل شهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من يونيو المقبل، والتي يتوقع أن تبقي الرئيس بشار الأسد في موقعه. من جهة أخرى، أفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت مدناً وبلدات في ريف حمص الشمالي الذي يُنقل إليه المقاتلون الخارجون من حمص، في حين أفرجت الجبهة الإسلامية عن أسرى عسكريين من قوات النظام، وعن محتجزين مدنيين في ريف اللاذقية. في هذه الأثناء قالت مسار برس إن كتائب المعارضة قتلت عددا من قوات النظام خلال الاشتباكات في محيط بلدة المليحة بريف دمشق. وكانت قوات النظام قد استهدفت الثلاثاء بلدة المليحة بريف دمشق الشرقي بعشر غارات بالبراميل المتفجرة والصواريخ، مع دخول الاشتباكات يومها ال36 على التوالي. وبالتزامن مع ذلك قصفت قوات النظام مدينة الزبداني والمنشية بخان الشيح ودير العصافير بريف دمشق، في حين أدى قصف مدينة الزملكا بريف دمشق بقذائف الهاون إلى مقتل طفلتين وإصابة آخرين من عائلة واحدة. من جهتها قالت شبكة شام إن شخصا قتل وجرح آخرون جراء قنص قوات النظام المدنيين خلال تجمعهم لاستلام المساعدات في مخيم اليرموك بدمشق، بينما تحدث ناشطون عن قتل قوات المعارضة العشرات من مقاتلي النظام خلال التصدي لرتل عسكري حاول استعادة السيطرة على مستودعات 559 في منطقة القلمون بريف دمشق. وفي حلب جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في جبهة جمعية الزهراء، وسط غارات استهدفت حي الليرمون شمالي غربي المدينة. وفي حماة، قالت سوريا مباشر إن الطيران الحربي ألقى خمسة براميل متفجرة على قرية تل ملح بريف حماة، بينما تحدثت مسار برس عن اعتقال ثلاثين شابا من بلدة خطاب بريف المحافظة ذاتها. وفي ريف درعا، استهدف جيش النظام بصواريخ أرض أرض مدينة إنخل وبلدة عتمان وبصرى الحرير، كما شن غارات على قرى أخرى، وسط اشتباكات بين الجيش الحر على المدخل الغربي للمدينة، وفي بلدة البارودة بريفها.