نهاد أحمد زمن الشارلستون والخنفس! تعتبر الموضة واحدة من الأشياء التي شهدت تغيراً كبيراً بالمجتمع بدخول مختلف الأزياء والتصاميم الغريبة ونجد أن المجتمع شهد انفتاحاً كبيراً بالنسبة للموضة خاصة في أوساط الشباب بمختلف فئاتهم العمرية، وربما كان ذلك الانفتاح الكبير من أكثر أسبابه ما تبثه القنوات الفضائية وما يشاهدونه فيها إلى جانب تقليد الفنانين والمشاهير بالعالم، وربما لسنوات خلت لم يكن الاهتمام وسط الشباب بالموضة أو الأزياء مثل الآن وظهرت بالمجتمع الكثير من الأزياء والتقليعات الغريبة ابتداءً مما يطلق عليه "السيستيم" وهو ظاهرة مستمدة من دول الغرب ويدل مرتديها على أن سلوكه غير جيد وتعتبر ظاهرة السيستم في تلك الدول غير محببة ومنبوذة، لكن هنا بعض الشباب يرتدونه كتقليد أعمى دون أي مرجعيات أو فهم لثقافة ما يتم ارتداؤه، والملاحظ على بعض الشباب وما يرتدونه من أزياء يخيل إليه أنه في أحد شوارع لندن أو باريس بسبب غرابتها من (تيشرتات) ضيقة أشبه (ببلوزات) الفتيات وبناطلين يطلق عليها "الكباية" وأحياناً يتجولون "بالشورتات" القصيرة وغيرها، وأحياناً يكون البعض قد تجاوز سن الشباب لكن تجده يرتدي زي شاب في سن العشرينيات مع بنطال محزق جداً لا يتماشى مع سِنِّه. وعلى الرغم مما يقال إن (اللبس حرية شخصية) والمثل الذي يقول: (كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس) لكن يجب ألا يتخطى حدود المعقول وأن لا يتجاوز لثقافات أخرى لا تتماشى مع المجتمع بعاداته وتقاليده المتعارف عليها، وفي تقديري أن كل ما ذكر مرده الأول والأخير هو الفضائيات التي جعلت الشباب ينقادون وراء الكثير من الأشياء الضارة والسالبة تقليداً لما يطرح بها وربما إذا كان التقليد في الأزياء لكان الأمر أفضل لكن هنالك الكثير من المظاهر السالبة الأخرى التي طرأت بالمجتمع بفضل ذلك. بالتأكيد لكل فترة أو حقبة زمنية تقليعاتها من الموضة وربما كانت موضة زمن (الشارلستون) والخنفس التي كانت في فترة السبعينيات في قمة الرقي وأفضل بكثير مما يحدث الآن من أزياء غريبة وتقليعات تدعو إلى الدهشة والاستغراب، وبالمقابل لم يَنْقَدْ بعض الشباب للموضة كثيراً وظلوا محافظين على أزيائهم ولكن أولئك يُعدّون على أصابع اليد فقط.