"ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    تيك توك يحذف 16.5 مليون فيديو في 5 دول عربية خلال 3 أشهر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    وفد المعابر يقف على مواعين النقل النهري والميناء الجاف والجمارك بكوستي    الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة يكشف عن إحصائيات بلاغات المواطنين على منصة البلاغ الالكتروني والمدونة باقسام الشرطةالجنائية    وزيرا الداخلية والعدل: معالجة قضايا المنتظرين قيد التحرى والمنتظرين قيد المحاكمة    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الشان لا ترحم الأخطاء    والي الخرطوم يدشن أعمال إعادة تأهيل مقار واجهزة الإدارة العامة للدفاع المدني    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    مصالح الشعب السوداني.. يا لشقاء المصطلحات!    تايسون يصنف أعظم 5 ملاكمين في التاريخ    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    دبابيس ودالشريف    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مآسي العائدين من دولة الجنوب في معسكرات النيل الأبيض «62» ألفاً يفترشون الأرض ويلتحفون السماء
نشر في الراكوبة يوم 15 - 05 - 2012

تركوا ديارهم التى نشأوا فيها تنفيذاً لاتفاقية سلام نيفاشا التى جاءتهم بالانفصال، بدأوا عودتهم الى ولاية النيل الابيض يوم الخميس الموافق 26/ مايو من عام 2011م، عادوا من مناطق شمال أعالى النيل الى حضن الوطن من مدن عديدة فى دولة جنوب السودان الوليدة التى منعتهم الخروج حتى بالاوانى المنزلية .. تركوا كل شيء يملكونه وفروا بارواحهم واطفالهم من سعير النهب والسلب والقتل والتشريد الذى تعرضوا له جراء انتمائهم لشمال السودان، قدموا نحو ارض تأويهم وتوفر لهم سبل العيش الكريم وتوفر لهم الأمن وتقيهم نيران الغدر والخيانة .. كانوا يعتمدون على الرعى والزراعة والاحتطاب وجنى صمغ الهشاب، وبينهم من كانوا من كبار التجار.. واستقر بهم المقام فى ولاية النيل الابيض «معسكرات العائدين».. وبعد ان كانت لهم ثروة حيوانية هائلة واراضٍ زراعية شاسعة تساهم فى الاقتصاد القومى، صار الواحد منهم بين ليلة وضحاها بلا مأوى ولا مسكن.. يفترشون الارض ويلتحفون السماء، وينتظرون الاعانات من الخيرين والمنظمات التطوعية والمؤسسات الحكومية.
مطالبهم وأحلامهم لا تتعدى الخدمات الاساسية «الصحة التعليم الامن قطعة ارض سكنية توفير مياه الشرب»... ينحدرون من قبائل مختلفة «سليم نزي تعايشة فلاتة أحامدة برقو خنفرية رفاعة» يعيشون فى انسجام تام.
ويسكنون الآن على طول الشريط الحدودى بين ولاية النيل الابيض وولاية اعالى النيل، ويستقرون الآن فى معسكرات تتبع لمحليتى السلام والجبلين اللتين تتبعان الى ولاية النيل الابيض، ويبلغ عددهم حوالى 62 الف مواطن، يتقسمون بين محليتى السلام والجبلين، ومن اشهر معسكراتهم «ابور ماد كيلو ثمانية الجرارجة الدبكراية البحر الدبكراية الفوق مفتاح الرحمة» وتقدر ماشيتهم بحوالى 10 ملايين رأس من الماشية حسب وزارة الثروة الحيوانية بالنيل الابيض.
الصحافة كانت هناك:
الدكتور حامد موسى آدم مدير إدارة الخدمات الصحية بمحلية الجبلين يقول: بدءاً تدفق العائدون فى شهر مايو من عام2011م، حيث عادوا من شمال اعالى النيل التى تتبع لدولة جنوب السودان، ويؤكد انهم قاموا بتوطين العائدين فى ثلاثة معسكرات هى «كيلو 8 ابورماد الجرارحة. وبقية المواقع الاخرى». ويبلغ عددهم حوالى 3105 أسر بعدد يفوق 17984 نسمة. ويؤكد موسى ان العائدين عادوا ولم يكن معهم حتى ادنى مقومات الحياة، وقد منعهم اخوانهم من دولة جنوب السودان من حمل املاكهم معهم، حتى الاوانى المنزلية، وقد قامت جمعية الهلال الاحمر السودانى بالتعاون مع جمعية الصليب الاحمر النمساوى بتشييد ثلاثة مراكز صحية بمعسكرات العائدين «غرفة للطبيب وغرفة للمعمل وغرفة صيدلية» ويؤكد ان هذه المراكز حتى الآن ينقصها تقنيو المعامل، ويؤكد حتى الآن أنه لا يوجد سكن للكوادر الصحية مما يضطرهم للنوم داخل الغرف «المرضى والكوادر الطبية ينامون معاً». ويؤكد انه لا توجد كهرباء فى هذه المراكز، وكذلك لا توجد مياه شرب، فهم يشربون من البحر، وعلى الرغم من ذلك المراكز تقوم بدورها المناسب. ويؤكد ان هذه المراكز ساهمت فى الحفاظ على الحالة الصحية، ولكنه يؤكد ان معسكر ابو رماد ظهرت فيه بعض حالات الرمد، لكن تم احتواؤها من قبل وزارة الصحة الولائية، ويواصل قائلاً: العائدون الآن هم ضحية الاتفاقيات الهشة، وفشل السياسيين السودانيين. واكد انه يجب الاهتمام بهم من الحكومة الاتحادية، لانهم بدأوا من الصفر ويحتاجون الى الكثير الكثير الذى قد تعجز حكومة الولاية عن توفيره. ويناشد موسى الحكومة الاتحادية الاهتمام بأمر العائدين.
فى الجانب الخدمى، يواصل موسى قائلاً: تم ايجار تانكر لتوفير مياه الشرب للعائدين وهي لا تكفى، ولكن نتطلع الى المزيد. ويؤكد ان السيد وزير الداخلية قد تبرع فى زيارته الاخير لمعسكرات العائدين بعربة «تانكر» فى سبيل توطين العائدين. ويؤكد ان بعض العائدين يمتلكون مواشى بأعداد كبير لا تسعها مراعى الولاية. ويؤكد ان المتطلبات الاساسية هى الآن توفير الانارة للمراكز الصحية وتوفير سكن للعاملين فى الحقل الصحى.
اما حسين عبد الساوى محمد مدير تعليم محلية الجبلين فإنه يقول: تم حصر اكثر من 6715 طفلاً فى سن التعليم، وتم تشييد مدرستين بسعة اربعة فصول لكل مدرسة من الصف الاول حتى الصف الرابع، اما من الصف الخامس فاعلى فإنهم يذهبون بمسافة تقدر بأربعة كيلومترات يومياً ذهاباً واياباً، ويواصل ان العائدين الذين تم توطينهم فى الجبلين وابو ضلوع فإنهم ينضمون للمدارس الموجودة فى هذه المناطق. ويضيف قائلاً إننا نشكر منظمة طفل الحرب الهولندية التى تبرعت لنا بأدوات مدرسية، ويؤكد حسين أن لديهم نقصاً فى المعلمين، لكن السيد الوالى يوسف الشنبلى قد تصدق لهم بوظائف معلمين.
ويؤكد مناشدته الحكومتين الاتحادية والولائية دعم العائدين لأن معاناتهم شديدة ويشربون من الحفائر على حد تعبيره.
اما الصادق احمد هجو مدير منظمة إيثار التطوعية فإنه يقول: الوضع فى معسكرات العائدين شبه مأساوى.. إن اهلنا العائدين يعانون كثيراً في الحصول على المياه، خاصة مع انحدار النيل الآن. ويضيف إن «الراوية» تمشى اكثر من14 كيلومتراً ذهابا واياباً لجلب مياه الشرب على الدابة. ويضيف قائلاً ان وضع التعليم فى مناطق العائدين سيئ للغاية، حيث يوجد «6715» طفلاً فى سن التعليم، وتم تشييد مدرستين فقط حتى الآن بسعة اربعة فصول لكل مدرسة، أما عن الصحة فحدث ولا حرج، ويتطلب الأمر عناية خاصة من الخيرين والدولة والمنظمات الدولية العاملة فى السودان، ويؤكد انهم على اتم الاستعداد للمساهمة فى تنفيذ المشروعات بالتعاون مع المنظمات. ويضيف أنهم اجروا عدداً من البحوث والدراسات، لكنها لم تجد التنفيذ، ويناشد المنظمات والشؤون الانسانية الالتفات للعائدين
ومن داخل معسكرات العائدين التقينا أنور ابراهيم «عائد» الذي قال: اولاً اكره ان يتم تمييزنا بأننا عائدون. ويؤكد انهم منذ ان عادوا من دولة جنوب السودان وحتى الآن ليس لهم مأوى ولا حتى مرعى، ويؤكد ان الوضع الصحى متردٍ جداً، ويضيف: ولا توجد فى المعسكرات الآن قابلات قانونيات. ويؤكد ان عددهم كبير مقارنة بالخدمات التى قدمت فى الجانب الصحى، ويضيف أن هناك غياباً تاماً من جانب الحكومة في ما يخص العائدين خاصة حكومة الولاية التى يعنيها امرهم. ويؤكد انهم عادوا من غير أن يحملوا معهم أي شيء، وان دولة الجنوب منعهم من حمل أمتعتهم حتى الاوانى المنزلية. والمنظمات التى تعمل فى الجانب الانسانى لم يروا منها سوى المشمعات والزيت على حد تعبيره.
أما أحمد على فإنه يقول: عدنا بلا شيء، فقد منعونا من أن نحمل معنا حتى الابواب والشبابيك، وحكومة والولاية والمنظمات لم تقف معنا.. إنها منظمات وهمية لم تقف معنا وإن ما توزعه من معينات لا يرقى لمستوى المنظمات. ويضيف: ما معنى ان تعطيك منظمة ناموسية وانت ليس لديك سرير، ويؤكد أن كل المنظمات التى جاءتهم وعدتهم خيرا ولم يروها بعد ذلك. ويضيف: أعتقد أنها تتلاعب بنا.
اما عمر محمد أحد العائدين فقد قال: أنا متزوج امرأتين ولدى اثنا عشر من الذرية والحمد لله هم فى مراحل دراسية مختلفة. ويضيف قائلاً: الحالة فى المعسكر لا تسر وحتى الأن يعدوننا بتخطيط وتمليك اراضٍ زراعية وسكنية، ونحن لا نملك مليماً، فقط يخدروننا بالأقوال الطيبة.
أما حليمة نور الدين فإن حالها يغنى عن سؤالها كما يقولون، وقالت: كنت أعمل أنا وزوجى فى منطقة قوز فامى، ولدى الآن اخوات هناك لا يرغبن فى العودة لأن مصيرنا هنا مجهول حتى الآن، وهذا هو حالنا لا زراعة ولا رعى ولا صحة ولا تعليم. وأناشد المنظمات الاهتمام بجانب التعليم. تضيف قائلة: جئت انا وزوجى ولدى ستة اطفال اتمنى ان يتعلموا ويزيحوا عنا غبار السنين. وتضيف: كنت أعمل انا وزوجى فى السوق لكننا الآن مكتوفو الايدى ننتظر الوعود الكاذبة. وتؤكد ان المنظمات الوطنية تتلاعب بهم، وتضيف قائلة: كيف لمنظمة أن توزع «جركانات» فارغة والولاية تعلم ذلك. وتضيف: نحن ننتظر عدالة ربنا.
أما الشاب الأمين سليمان فإنه يقول إنه عاد مع والده الذي يهتم بالثروة الحيوانية. ويضيف قائلاً: أبى هو الذى اجبرنى على العودة. ويؤكد انه فى الجنوب لم ينل حظاً من التعليم، ويؤكد أن الأوضاع فى المعسكر لا بأس بها، لكنه يتطلع الى تمليكهم اراضى سكنية وزراعية. ويضيف قائلاً: الوضع هنا الآن افضل من الجنوب والحمد لله.
خديجة أحمد تقول: ان الاوضاع هنا افضل من الجنوب، فقد فتحوا لينا روضة وقالوا دايرين يعملوا لينا مشروعات، ونحن منتظرون.
من داخل معسكرات محلية السلام:
بشير النور «عائد» يقول: ان مشكلاتهم تتمثل فى انهم حتى الآن يسكنون فى معسكرات ولم يتم تمليكهم اراضى بصورة رسمية، ويؤكد أن مشكلة المياه قد تم حلها ويرجع الفضل من بعد الله تعالى الى منظمة الصليب الاحمر النمساوى والهلال الاحمر السوداني اللذين ساهما فى مياه شرب «محطة الدبكراية»، ويؤكد أن معاناتهم تتمثل فى نقص الصحة والتعليم، ويناشد السيد والى ولاية النيل الابيض يوسف الشنبلى زيارتهم وتفقدهم. ويؤكد قائلاً: حتى الآن لم يزرنا مسؤول كبير من المركز حتى نحكى له مشكلاتنا ويتعرف على متطلباتنا.
أما ناصر حميدان فإنه يقول: الآن ذهب البعض منا الى دولة الجنوب، فنحن نمتلك ثروة حيوانية تتطلب الحركة والتجوال، ويؤكد أن ولاية النيل الابيض لم تهتم بهم، لذلك البعض رجع في هجرة عكسية نحو دولة الجنوب، وحكومة الولاية تعلم ذلك جيداً، والسيد وزير الثروة الحيوانية يعلم ذلك جيداً. ويؤكد أنهم يحتاجون الى الصحة والتعليم والاستقرار وتطعيم المواشى. ويضيف قائلاً: نحتاج إلى أطباء بشريين وبيطريين وعيادات متحركة، ويضيف أن موقعهم الجغرافى قابل للانفجار فى اى وقت ان لم يتم الاستقرار، خاصة انهم يقعون فى مناطق حدودية مع اربع ولايات: شمال كردفان وجنوب كردفان واعالى النيل والنيل الابيض. ويضيف: نطالب بالحريات الاربع، خاصة اننا متجولون. ويضيف: ان ابناء الجنوب الآن يتجولون فى جميع مناطق السودان، فلماذا يتم منعهم هم فقط طالما انهم فى السودان، وما المانع من أن يذهب الرعاة الى دولة الجنوب. ويضيف أنه يجب إشراكهم فى الاتفاقيات القادمة او ينبغي ان تراعى حقوقهم بوصفهم رعاة متجولين، وان تراعى خصوصيتهم فى المراعي.
عائشة الحاج تقول: انها تطالب بالتعليم للعائدين، خاصة أنهم تركوا مدارسهم دون ارادتهم، وتضيف: نطالب الحكومة الولائية بمعالجة قضية التعليم وقضية الصحة، وهما اساس الاستقرار، وتطالب الجهات بمستشفى ومراكز صحية، خاصة أن عدد العائدين كبير مقارنة مع الخدمات التى تقدم. وتضيف: لا توجد قابلة قانونية وانما تأتى الينا قابلة زائرة فقط، ولا يوجد اختصاصي ولا حتى دكتور، انما الكادر الصحى الموجود هم فقط ممرضون، ولا توجد ادوية. وتؤكد انهم يحتاجون الى تثقيف صحى خاصة أن نسبة الخصوبة عالية، وترجع ذلك الى التعليم. وتناشد الحكومتين الولائية والاتحادية زيارة المعسكر فى وقت مفاجئ دون سابق انذار لمعرفة الحقائق على ارض الواقع. وتقول: ليس لدينا أية مشكلات أمنية ولا احتكاكات والحمد لله
عوض الكريم عمر يقول: طوال فترة حياتى هذه كلها انا اعيش بين الجنوبيين ولم تحدث مشكلة من الجنوبيين. ويؤكد انه تزوج اكثر من زوجة من الجنوبيين، ولديه ابناء من جنوبية، وأنه حتى الآن يتحرك بين الجنوب والشمال. ويضيف: إن الجنوب يوفر لنا المرعى لكن ناس «كمرد» اشارة للحركة الشعبية، منذ أن جاءوا باتفاقية السلام ضاقت بنا الأرض معاهم، لكنا عدنا علنا نجد خيراً منهم ونلقى الرعاية والاهتمام.
أما محمد الحاج النور فإنه يقول إن حكومة الولاية عاملتهم باعتبارهم نازحين، ولم يجدوا متطلبات النازحين على حد تعبيره، ويضيف قائلاً إنها ميزتهم على بقية السكان وسكنتهم فى معسكرات خاصة بهم. ويؤكد أنها لا تعلم ان امتدادهم القبلى يرجع الى ذات المنطقة التى هم فيها الآن. ويقول: إننا جئنا الى اهلنا. ويضيف: ان عمدتهم ومشيختهم القبلية فى النيل الابيض، فكيف يعاملوننا بهذه الطريقة. واستنكر الزيارات الخاصة بالحكومة المركزية وزيارة السيد والى الولاية الى معسكرات العائدين الاخرى. ويضيف: نناشد المنظمات التطوعية والحكومة المركزية الاهتمام بالعائدين وتوفير فرص العيش الكريم لهم. ويؤكد ان الاتفاقيات القديمة مع دولة جنوب السودان يجب ان تراعى خصوصيتهم. ويضيف: ان لم يكن هذا فيجب على الحكومة توطيننا فى مراعٍ خاصة بالمنطقة.
دور المنظمات فى معسكرات العائدين بالنيل الأبيض:
الطيب عبد العاطى مدير الكوارث فى جمعية الهلال الاحمر السودانى «كوستى» يقول: حصرنا 6 آلاف أسرة من العائدين. والعدد المتوقع 9 آلاف أسرة، ويؤكد اهتمامهم بمعسكرات العائدين فى محليتي السلام والجبلين في جانب المواد الغذائية والاوانى المنزلية والخدمات الاسرية، ويضيف: قمنا بإنشاء محطة مياه تكفى لخمسة آلاف اسرة فى محلية السلام ب بمعسكر «الدبكراية» بدعم من الصليب الاحمر النمساوى، ويضيف: قمنا بإنشاء سبعة مراكز صحية للعائدين فى محليتى السلام والجبلين بدعم من الشؤون الانسانية الاتحادية، بالاضافة الى ادوية تكفى لمدة اربعة اشهر، وكان ذلك فى فبراير من هذا العام، وأضاف أن وزارة الصحة الولائية لا دور لها تجاه العائدين عدا احضار الممرضين للمراكز التى انشئت أخيراً، ويضيف قائلاً: لدينا مقترحات بمشروعات اخرى بالتعاون مع المنظمات الصديقة.
ويضيف عبد العاطى قائلاً: طرحنا على محلية السلام تمليك العائدين اراضى بصورة رسمية وتوطينهم بشهادات بحث، حتى نتمكن من مساعدتهم فى سقف المنازل بسقف دائم ضماناً لاستقرار العائدين. ويؤكد أن العائدين حتى الآن لم تخطط معسكراتهم مما يجعلها عرضة للكوارث والاوبئة.
ويضيف: إن الوضع فى المعسكرات يتطلب وقفة الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية لدعم العائدين فى مجال الصحة والتعليم والامومة والطفولة. ويضيف أنهم فى المعسكر يلاحظون انتشار سوء التغذية، على حد تعبيره.
دور مفوضية العون الإنساني «ولاية النيل الأبيض»:
أما مفوض العون الانسانى بولاية النيل الابيض الاستاذ فكرى عرديب، فإنه يقول: تم استنفار جميع المنظمات العاملة فى النيل الابيض. وان لديهم خطة طموحة تجاه العائدين سترى النور قريباً، ويضيف انه فى الايام القادمة سيتم توزيع «500» جركانة زيت على العائدين بواقع ى250» جركانه زيت لكل محلية، ويضيف قائلاً: وفى الجانب الصحى يتم التعويل على المنظمات ووزارة الصحة، ويلاحظ حتى الآن أنه لم تحدث أية وبائيات أو كوارث فى المعسكرات، ويؤكد أن هناك منظمات كثيرة أبدت رغبتها في العمل فى معسكرات العائدين.
ويؤكد مناشدته لمفوضية العون الإنسانى الاتحادية العمل فى الجانب الصحى وتقديم المواد غير الغذائية خاصة أن الخريف على الابواب. وقال إن حالهم يغني عن سؤالهم، والأطفال فى سن التعليم الاساسي عددهم «13045» ويحتاجون إلى تعليم.
الصحافة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.