هل نستطيع أن نخرج من الجدل الدائر حول حرية التعبير بالاتفاق على (لاءات) ثلاث لا لتقييد نقد التجاوزات لا للعدوان على بيان الحق لا للمساس بالقضاء من اى باب !؟احتفظ عزيزي القارئ بهذه (اللاءات الثلاث) في ركن من الذاكرة ، وحاول أن تتأمل معي السؤال الذي طرحه أحد القراء ، يقول نص السؤال (السودان يعيش اليوم مرحلة الحوار الوطني وحرياته الامر الذي آذى مضاجع كثيرة أناخت في مضارب الوضع الحالي ، مما حدا ببعضهم الصياح والصخب ،و تهيج المشاعر وإثارة الخواطر حتى يبدو وكأن البعض يفضل أن يحيل الحوار ومخرجاته الى (جنازة) يشيعون فيها لطما للخدود وشقا للجيوب أو تظاهرة يجري التقاذف خلالها بالالفاظ ، الامر الذي من شأنه أن يحجب فرصة الحوار الجاد والمسئول .أسوأ ما في الامر أنه يسد الطريق أمام التعامل مع هذا الواقع ، سواء كان الانفعال بالالفاظ صادقا أم مزيفا فهو في النهاية يخاطب الغرائز يدغدغها ويهيجها ، ولا يحرك ساكنا في الادراك والعقل ومن ثم فانه يبدو أمامنا ركض شديد لكنه في الحقيقة لا يتقدم بنا خطوة واحدة الى الامام ، هل كتب علينا أن نتحاور مشددين الى درجة الصفر لا نغادرها !؟ ومتى نفرغ من ذلك العبث ، لكى ننصرف الى بناء ما هو أجدى و أنفع !؟ في هذا الصدد، أرجو أن نتذكر أن مسألة حرية التعبير تحتاج الى مناقشة والذي لا يختلف عليه أهل الاختصاص وأنا تلميذ لهم ، وإن حرية التعبير لم تكن مطلقة لكنها مقيدة بالبينات حتى لا تظن القوى المعارضة أن بلدوزر هذه القوى هو حرية الرأي ليهرس لحم وعظم المسئولين في النظام ، إذا فالنقد الموضوعي يرسم الطريق السوي المستقيم و يضيء البقاع المظلمة حتى لا يقع النظام في الهاوية !والفرق كبير بينه وبين النقد بغير وجه حق والذى يصب في النهاية لاثارة الفتن واغتيال الشخصيات ، فالمطلوب من المبلغ أن يتذكر أن بلادنا بها (قضاء عادل) وأن القانون لا يشترط في المبلغ أن يكون موظفا عاما ، فتكون أمام القاضي النصوص القانونية و يفرقها على الواقعة ، إزاء ما ثبت مخالفته للقانون يعاقب وإلا تحرك إجراءات قانونية في مواجهة المبلغ ومحاكمته حتى لا يطلق الكلام جزافا وبدون بينات ! لنرسي دعائم العدالة وحرية التعبير بالحق وليس عبر الافتراء الذي منتهاه الذات والأنا الضيقة ، فالمطلوب هو النظر في مطالب الوطن وحاجات البلاد في إطارها الدستوري الجامع.وعن (العمل الطوعي) سنحكي بإذن الله تعالى. بقلم / عبدالرحيم المبارك علي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته