الفنان عامر الجوهري في حوار استثنائي: هؤلاء (......) أصواتهم مثل أبو الزنان.! حوار: محاسن أحمد عبدالله من الفنانين أصحاب الخامة الصوتية المختلفة، تعرض للكثير من المشاكل في حياته، آخرها فقدانه المفاجئ لبصره، مما اضطره للسفر لموسكو وإجراء عملية جراحية هناك أعادت إليه البصر وأعادت لمعجبيه الكثير من الفرح. عامر الجوهري، فنان يقول دوماً بأنه أحد المقاتلين ضد الأغنيات الهابطة، ويصرح في الكثير من المنابر بأنه سيظل يقاتل لحين الانتصار. (السوداني) التقته في حوار سريع فماذا قال..؟؟ *بداية نريد أن نتوقف قليلاً عند المرض ورحلة الاستشفاء التي صاحبتها الكثير من المواجع والآلام..؟ لقد سافرت إلى موسكو لإجراء عملية في العين اليُسرى لأنه حدث لها انفصال في الشبكية وارتفاع في ضغط العين قمت من خلالها بإجراء أربع عمليات ونجحت، والحمد لله كنت راضياً بقضاء الله وقدره على هذا الابتلاء، لأن الله سبحانه وتعالى ابتلى الأنبياء. *كيف كان إحساسك وشعورك عندما فقدت بصرك فجأة .. وكيف تعاملت مع الأمر..؟ في لحظتها كان إحساساً عجيباً لا أستطيع وصفه ولكنني تيقنت وعملت (سيكولوجي) مع نفسي وقلت إذا انتهى بي الأمر بأن لا أبصر نهائياً ماذا سيحدث...؟ لذلك لا بد من الإيمان بالواقع ولم أُصاب بالانهيار أبداً بل بالعكس تماماً أصدقائي هُم من كانوا منهارين وحقيقة هي فترة كانت في غاية الصعوبة ولكنني تحدّيت المرض، وشفائي كان بدعوات من هُم حولي. *بصراحة .. لو لم يتم شفاؤك هل كنت ستعتزل الغناء..؟ أجاب سريعاً: ما كنت سأعتزل الغناء نهائياً، وفقدان البصر ما كان ليغيّر مني في شيء بل كان سيعطيني قوة أكثر، وأعظم الناس الذين وضعوا أسماءهم وبصماتهم في خارطة الغناء في العالم أغلبهم كانوا ضريرين. *هنالك تجاهل للمبدعين وأنت صاحب تجربة ضجة بالمعاناة .. هل توافقني الرأي على ذلك..؟ أعتقد أن هنالك تجاهلاً، وعندما سافرت المرة الأولى كان هنالك تجاهل واضح دون شك، ولكن السيد وزير الثقافة وقتها السموأل خلف الله كان هو الشخص الوحيد المُهتم بالمبدعين. *أنت صاحب خط غنائي يصفه البعض بالمغاير.. بينما هنالك من يصفك بأنك شحيح الإنتاج.. كيف لنا أن نوازن بين هذين الخطين..؟ رد قائلاً: هذا صحيح بأن إنتاجي فعلاً (شحيح) لأنني أتخوّف وأتانى أكثر من اللازم لأنني أضع أمامي المستمع السوداني الذي أعرف ذوقه.. وإذا أردت أن يرضى عني كل الناس سأكون (كاذباً). *كيف تنظر إلى الحراك الثقافي الذي يدور بالساحة في الفترة الأخيرة..؟ أجاب سريعاً .. لا يوجد حراك ثقافي فهو متوقف تماماً، حتى المنتديات الموجودة الآن وبكثرة لا تضيف إلى الفنان أي شيء لأنه لا يوجد بها نقاد، حتى عندما يطلب منك فيها ترديد أغنية لا يطلبوا أعمالك الخاصة لذلك لن تجد من يقوم بتقييم تجربتك. *مقاطعة..لكنك أقمت عدداً من جلسات الاستماع ما هو تقييمك لها كفنان..؟ صمت قليلاً ثم قال: جلسات الاستماع يرتادها مستمعون نوعيون ويأتون إليها بأعداد ضخمة وإذا حدث في الجلسة الأولى وجدت ثلاثين أو خمسة وثلاثين مستمعاً في المرة القادمة ستجد ضعف العدد. *الاستسهال في المفردات الغنائية .. برأيك كيف يمكن للناس مجابهته..؟ الغناء مثلث من ثلاثة أضلاع (قصيدة ولحن وأداء) .. ولكن هؤلاء الفنانين يفتقدون إلى الألحان والكلمات الجميلة فهم في حاجة إلى من يقودهم إلى الضوء .. لأن الفنان الحقيقي هو الذي يسعى إلى تقديم الكلمات الجميلة، والأداء ملك له ودون الملحن والشاعر لن يتقدم الفنان إلى الأمام. *مقاطعة: .. إذاً هنالك أصوات جميلة ولكنها لم تستثمر الاستثمار الصحيح..؟ نعم هنالك أصوات الأغلبية منها جميلة وطروبة ولكن الصوت الجميل وحده ربما لا يكفي. *معنى حديثك هذا أن هنالك تناولاً لمفردة ركيكة لا يوجد فيها أي اجتهاد فتأتي الأغنية خالية من المضامين الجمالية..؟ أنا أتهم أمثال هؤلاء بعدم الاجتهاد بتناولهم للغناء الركيك وعدم بحثهم عن المفردة الجميلة، ودائماً ما يكون اجتهادهم في غناء غيرهم وإذا اجتهدوا في غنائهم كان الأولى حتى تكون لهم بصمتهم .. وما يتناولوه من غناء سهل جداً ليس فيه إضافة لهم. *ما رأيك في ما يتردد حول أن الغناء أصبح (أكل عيش) فقط..؟ لا لا... الغناء ما أكل عيش، الغناء من المفترض أن يكون (مشروعاً) للفنان، وبيوت الأعراس ليست مقياس للفنان. *المفردة الركيكة التي تحدثت عنها .. لماذا تجد القبول والانتشار من المستمع..؟ نعم هي تجد الانتشار لأن أجهزة الإعلام ساهمت في هذا التدني (المقروء والمسموع) لأنها تطلق عليهم ألقاب هُم أنفسهم لا يستحقونها والإعلام هو السبب في تدني الأغنية السودانية لأنه يتيح فرصاً كان الأجدى بها فنانين جادين.! *مقاطعة: أنت قلت لا يوجد بديل .. إذاً أين دوركم أنتم كفنانين جادين أصحاب مشروع..؟ نحن الآن الجهة الوحيدة التي تناضل عبر جلسات الاستماع حتى عندما أتغنى في بيوت الأعراس أقدم أربعة أو خمسة أعمال خاصة ثم أتناول أغنيات أخرى من الحقيبة أو لفنانين آخرين .. متابعاً، حتى أجهزة الإعلام عندما نذهب إليها يطلبوا منّا أن نغني لفنانين آخرين بالرغم من أن الناس أحبّت أغنيات الحقيبة من الذكريات. *بماذا تفسر احتكارية الشباك على فنان أو فنانين كمثال..؟ الاحتكارية هي دلالة على النجومية، كما حدث الآن مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز فهو ظاهرة لن تتكرر إلا كل 20 أو 30 سنة في العالم أجمع، فهو كان يمتلك حضوراً وكاريزما وصوت جميل وسيظل ظاهرة فنية لأنه فنان ومطرب درجة أولى. *نجاح أو تمدد الأصوات الغليظة في الساحة الفنية الآن بصورة أكبر من الأصوات الحادة .. كيف تنظر إلى ذلك الأمر..؟ الأصوات الغليظة دافئة وندية ومريحة للأُذن، عكس الأصوات الحادة، ولكن هنالك أصوات حادة فيها طرب وهنالك أصوات حادة مزعجة مثل صوت (أبو الزنان).!!