نورالدين مدني لتحقيق التوازن الاجتماعي في حياتنا العامة * تتداخل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دوائر متداخلة ومتشابكة، لا انفصام بينها، لكن تبقي الآثار الاجتماعية الأكثر خطراً في حياتنا العامة، وللأسف لا نكاد نهتم بها، إلى أن تطفح بعض السلوكيات الغريبة على سطح مجتمعنا، نتيجة لتراجع القيم والمبادئ الأخلاقية في حياتنا ومعاملاتنا، وضعف العلاقات الإنسانية، وتبلد الأحاسيس الصادقة النبيلة. * بعض الأقلام النسائية أصبحت تتناول هذه الأحوال الاجتماعية المتردية بجرأة لاتخلو من عنف ضد الرجال، وعن قسوتهم، وتخلي بعضهم عن مسؤوليتهم تجاه أسرهم، وكثرة الطلاق وتفشي العنف والجرائم الغريبة ضد المرأة والأطفال و...... إلخ من الظواهر الغريبة عن الإنسان السوداني. * نحن نقر بوجود هذه الحالات لكن لابد أن تعترف المرأة بأنها أيضاً تأثرت بذات الآثار التي أثرت على سلوكيات بعض الرجال تجاههن والأسرة عامة، وأنهن يتحملن أيضاً مسؤولية كبرى في بعض حالات الجفاف العاطفي وضعف الحميمية في الحياة الأسرية. * لا يمكن إلقاء اللوم فقط على الظروف الاقتصادية الأصعب التي تواجه الإنسان السوداني، فهناك أسر تعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة، لكنها متصالحة مع نفسها، متماسكة اجتماعياً أكثر من بعض الأسر الأيسر حالاً. * إضافة لعوامل التربية والتنشئة التي تبني الإنسان وتقوي مقومات قدراته الدينية والقيمية والأخلاقية، هناك عوامل أخرى سربتها لنا وسائط الإعلام والتقنية الحديثة، أحدثت تشوهات قيمية ومعرفية خاصة في مجال العلاقات الإنسانية والأسرية، لها انعكاساتها السالبة على حياتنا الاجتماعية. * لكن لابد من القول بأن العيب ليس في هذه الوسائط ولا في مخرجات التقنية الحديثة، وإنما في درجة الوعي الذاتي من جانبنا تجاهها والتعامل مع مخرجاتها، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية والأسرية، لأنها منتجة في ظروف اجتماعية مختلفة، وقيم وأخلاقيات تختلف عن قيمنا وأخلاقياتنا وموروثاتنا الحضارية. * أعلم أنني دخلت بكم/ن في مطبات اجتماعية معقدة، لكنني قصدت التنبيه إلى ضرورة طرح هذا الأمر بالجدية المطلوبة ليس فقط وسط الأسر والآباء والأمهات وأولياء الأمور، وإنما وسط كل مؤسسات الرعاية والتوجيه المعنية ببناء الإنسان وتغذيته تربوياً لتحقيق التوازن الاجتماعي في حياتنا العامة. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته