هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته تأخر كثيراً إجراء الإحصاء الزراعي في السودان، بالطبع إن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، الحكومة الآن ممثلة في وزارة المالية الاتحادية والوزارات الفنية ذات الصلة )الزراعة- الثروة الحيوانية- الكهرباء والري) والجهاز المركزي للإحصاء، بالتعاون مع منظمة الزراعة العالمية، وتحت إشراف رئاسة الجمهورية شرعت في الإجراءات العملية لتنفيذ الإحصاء الزراعي الشامل في السودان. نعاني في السودان من قلة أو انعدام الإحصاءات. وهي اللبنة الأساسية للتخطيط العلمي السليم. بالنسبة للزراعة على سبيل المثال نشير دائماً إلى مساحات أرضية صالحة للزراعة قدرناها بمساحة 200 مليون فدان، وعلى الرغم من انفصال جنوب السودان ما زال الرقم كما هو! وكان من الطبيعي أن نخفضه، ولكن لعدم الاهتمام بالإحصاء والمعلومات ظللنا نردد نفس الرقم. ليس لدينا معلومات تفصيلية حول توزيع الأراضي الصالحة للزراعة وأنواعها والمستغل منها حالياً ومن يملكها. ثم من أين تروى هذه الأراضي، وما هي المحاصيل التي يمكن أن تزرع فيها، وكميات الإنتاج. إن المسح الزراعي يستهدف كل هذه التفاصيل وأكثر بطريقة علمية موثوقة. لقد ساهم القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي للسودان في عامي 2011- 2012م بحوالي 34% من جملة هذا الناتج. يساهم القطاع الزراعي في تأمين الغذاء لسكان السودان الذين يقدر عددهم الآن بحوالي 34 مليون نسمة يتوزعون على 17 ولاية. ومطلوب من القطاع الزراعي أن يكون مصدراً رئيسياً للعملات الحرة من خلال عمليات الصادر. الإحصاء يساعد في التخطيط لسياسات الأمن الغذائي، والسياسات الخاصة بزيادة إنتاج وإنتاجية السلع الرئيسية، فضلاً عن سياسات خاصة ببناء المخزون الاستراتيجي، ومخزون الطوارئ من السلع الغذائية الرئيسة. كما يساعد الإحصاء الزراعي في التخطيط للسياسات الخاصة بتوزيع الغذاء، والسياسات الخاصة بتشجيع الاستثمار في قطاع الزراعة وتحقيق الصادر منه، ومشروعات البنية التحتية المساندة. والسياسات الخاصة بتوفير وزيادة حجم التمويل وتطوير نظم الإرشاد الزراعي، فضلاًً عن التخطيط لشبكات الأمن الغذائي ونظم الإنذار المبكر، وتحديد الحاجة الفعلية للتأمين الزراعي والبحوث الزراعية. لقد استشعرت الدولة مخاطر ومهددات الأمن الغذائي وإرتباطها المباشر بالأمن القومي السوداني والعربي، كما استشعرت حتمية الاتجاه لصادر الزراعة كمجال اقتصادي يملك السودان فيه المزايا النسبية والتنافسية. إن رؤية السودان لمبادرة الأمن الغذائي العربي التي أطلقها رئيس الجمهورية في منتدى مؤتمر القمة العربية في الرياض مطلع العام الماضي والتي تقوم على دعوة العرب للاستفادة من الميزة النسبية والإمكانات التي يتمتع بها السودان في إنتاج الغذاء. ويجري حالياً تطويرها عن طريق شركة لامير الألمانية المتخصصة. لا بد أن تعتمد على إحصاءات موثوقة من خلال الإحصاء الزراعي لتكون هي الأساس لخطة طموحة تتضمن مشروعات في مجالات الحبوب الغذائية والسكر واللحوم البيضاء، واضعين في الاعتبار أن المبادرة يتم تنفيذها على مدى عشر سنوات ليكون السودان بعدها قد اكتفى تماماً من الغذاء بل وأن يتوفر منه ما يكفل الأمن الغذائي العربي. والله الموفق.